مجلة أميركية: اللوبي الهندوسي بأميركا يكتسب مزيدا من النفوذ في الكونغرس

نشرت مجلة "جاكوبين" (Jacobin) الأميركية تقريرا جاء فيه أن جماعات الضغط اليمينية في الولايات المتحدة التي تدعي أنها تمثل الهنود الأميركيين، تحاول خنق الأصوات التي تنتقد سياسات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "الهندوسية المتطرفة".

وأشار التقرير إلى أن تلك الجماعات تحاكي جماعات الضغط الموالية لإسرائيل مثل "آيباك" (AIPAC)، وقد تمكنت من تشكيل تحالفات تعتمد على التعصب والعداء للإسلام.

وأبرزت المجلة أن مجموعات الضغط الهندية في أميركا، التي ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، تصور نفسها على أنها أكبر جهة تمثل الجالية الهندية في الولايات المتحدة، وأنها ومنظمات قومية هندوسية عديدة أُنشِئت لتجعل اسم الهند مرادفا لـ "الهندوتفا".

و"الهندوتفا" هي قومية ثقافية ظهرت منذ نحو قرن، تسعى لجعل الديانة الهندوسية تهيمن على غيرها من الديانات في الهند، ويعد مودي أحد أبرز زعمائها، وحزبه "بهاراتيا جاناتا" (حزب الشعب الهندي) من التنظيمات الداعية لها.

تحسين صورة النظام الهندوسي

ويشير تقرير المجلة إلى أن مجموعات الضغط الهندية في أميركا، التي تربطها علاقات وثيقة باللوبي الصهيوني، أصبحت أداة مهمة لدعم حكومة ناريندرا مودي اليمينية والوقوف في وجه منتقديه.

كما يشير إلى أن التوترات الطائفية المتزايدة في الهند والعدد المتزايد من القتلى الذين يسقطون في إقليم كشمير الذي تحتله الهند، قد أثار قلق الغرب وألقى بظلاله على صورة الحكومة الهندية.

لذلك أنشأ أحد قادة حزب بهاراتيا جاناتا البارزين -ويدعى إل كي أدفاني- مجموعة أطلق عليها اسم "أصدقاء حزب بهاراتيا جاناتا في الخارج" هدفها هو التعريف بالحزب ومبادئه في أوساط المشرعين الأميركيين والشعب الأميركي والجاليات الهندية في الولايات المتحدة، وتحسين صورة الهند في الخارج.

ويتذكر أدابا براساد، نائب رئيس مجموعة "أصدقاء حزب بهاراتيا جاناتا في الخارج" في الولايات المتحدة كيف أن وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم كانت تنتقد الحزب بشدة، خاصة في الولايات المتحدة، قبل الجهود التي بذلتها مجموعته لتحسين صورة البلد وقيادته.

ووفق تقرير المجلة فإن مشروع أصدقاء الحزب وُظّف لتحسين صورة الحكومة الهندية مباشرة بعد هدم متطرفين هندوس المسجد البابري، الذي بني في القرن الـ16، في ديسمبر/كانون الأول عام 1992، وما أعقب جريمة هدمه من أعمال شغب في بومباي ومذابح تعرض لها مسلمو المدينة.

نواب أميركيون في خدمة اللوبي الهندوسي

وسلطت المجلة في تقريرها الضوء على النفوذ المتنامي للوبي الهندوسي في أروقة صنع القرار في الولايات المتحدة، كما استعرضت تاريخ بعض تلك المجموعات التي من بينها "المركز الأميركي الهندي للعمل السياسي" (Indian American Centre for Political Action) الذي أسسه غوبال راجو، وهو رجل أعمال أميركي من أصل هندي، في عام 1993.

كما شكل عضوان في الكونغرس الأميركي هما فرانك بالون، النائب عن ولاية نيوجيرسي، وبيل مكالوم، نائب ولاية فلوريدا، منظمة على شاكلة تلك التي أنشأها راجو أطلقا عليها اسم "تجمع الهند" الذي يسعى لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والهند.

ولعب النائب الديمقراطي الأميركي غاري أكرمان، دورا أساسيا في تعزيز نفوذ اللوبي الهندوسي في الولايات المتحدة، من خلال جهوده الرامية لتعزيز الشراكة بين الهند وإسرائيل والولايات المتحدة وفق تقرير المجلة.

الهند وإسرائيل

وفي حفل عشاء لجمع التبرعات نظمه رجلا أعمال من الهنود الأميركيين على شرفه في ولاية أتلانتا في عام 1999، قال أكرمان إن "تعزيز العلاقات بين الهند وإسرائيل أمر ضروري للغاية لضمان السلام والاستقرار في جزء من العالم يسوده عدم الاستقرار والتعصب الديني وكراهية الغرب وقيمه، وجرائم القتل والفوضى الناجمة عن الإرهاب العابر للحدود".

كما وصف أكرمان الهند وإسرائيل بأنهما "حضارتان قديمتان لديهما الكثير من الأمور المشتركة سياسيا واقتصاديا، وتتمتعان بقيم ديمقراطية مشتركة".

وتقول المجلة في تقريرها إن "تجمع الهند" نما في غضون 10 سنوات وأصبح يضم ربع أعضاء الكونغرس الأميركي بعد أن كان أعضاؤه لا يتجاوزون 8 نواب عند تأسيسه.

ويلخص الباحث والمؤرخ الهندي فيجاي براشاد أسباب تنامي نفوذ اللوبي الهندوسي الداعم لمودي في أروقة صنع القرار الأميركي بالقول إن "مما ساعد على الأمر بالطبع، كون المجتمع الهندي الأميركي كان يملك المال، وقد أراد قادته (ممن لديهم أموال) أن يكون لهم تأثير في واشنطن".

ووفق تقرير المجلة فقد كرمت الحكومة الهندية التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا، عضوي الكونغرس الأميركي فرانك بالون وغاري أكرمان، ومنحتهما جوائز كبرى نظير جهودهما لخدمة الهند في عام 2002.