صحيفة فزغلياد: نجاح روسيا في القارة الأفريقية يربك فرنسا
لفتت الإعلامية فاليريا فيربينينا -في تقرير نشرته صحيفة "فزغلياد" الروسية- إلى أن تلاشي النفوذ الفرنسي في أفريقيا بات حقيقة جلية بعد مطالبة عديد من البلدان القوات الفرنسية بمغادرة أراضيها.
وأعطت فيربينينا مثالا على ذلك بكل من جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي اللتين طردتا الوحدات الفرنسية، وسارت على خطاهم حكومة بوركينا فاسو التي نددت بمعاهدة المساعدة العسكرية التي أبرمت في باريس يوم 24 أبريل/نيسان 1961.
وبينت الكاتبة أنه في مقابل تراجع الدور الفرنسي بالمنطقة، عززت روسيا وجودها هناك، حيث حلت الوحدات التابعة لشركة "فاغنر" العسكرية الروسية محل الجيش الفرنسي، وحصل رجال الأعمال الروس على الميزات التي كان يحظى بها الفرنسيون.
محاولة إنقاذ
وذكرت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زار عددا من الدول الأفريقية للمرة الثانية على التوالي خلال الأشهر الستة الماضية على خلفية "الهزيمة العلنية" التي تتعرض لها فرنسا من قبل الأفارقة اليوم.
وأوضحت الكاتبة أن الإخفاقات في السياسة الداخلية للرئيس الفرنسي مرتبطة بشكل مباشر بالإخفاقات على مستوى السياسة الخارجية.
وتشير فيربينينا إلى أن رحلة ماكرون إلى دول أفريقية تفتح الباب أمام عديد من التساؤلات، خاصة أنه قال إن فرنسا أصبحت كبش الفداء المثالي في أفريقيا، حيث توجه إليها أصابع الاتهام في التوترات التي تعيشها المنطقة، وهو ما تستغله الدعاية الروسية.
المصالح
في حين يرى باحثون أوروبيون أن الأمر لا يتعلق بالدعاية فقط، بل بسعي عديد من القوى على غرار الصين وتركيا والولايات المتحدة وألمانيا إلى تحقيق مصالحها في أفريقيا.
ويرى التقرير أن غضب باريس من تصرفات موسكو تبررها عديد من الحقائق، مثل تعبير رئيس مالي عن سعادته بعد استلام معدات عسكرية روسية، وهو ما خوّل له المضي قدما في "حل مشاكل الإرهاب"، فضلا عن زيارات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الدول الأفريقية بانتظام والترحيب به هناك.
وذكرت الكاتبة فيربينينا أن العام الماضي شكّل مفاجأة كبيرة للغرب بعد امتناع عدد من دول أفريقيا عن إدانة روسيا، والإعراب بدلا من ذلك عن رغبتهم في تعزيز التعاون معها، وهو ما أعطى سببا للغرب وفرنسا للإعلان عن ترسيخ "الاستعمار الروسي أقدامه في أفريقيا".
واعتبرت أن الرغبة في التأثير على اللاعبين الإقليميين، ومحاولة كسبهم إلى جانب المجتمع الغربي، وإلقاء نظرة على الوضع عن كثب من أجل إبرام عقود عسكرية محتملة، كلها قد تكون السبب وراء زيارة ماكرون إلى أفريقيا.