الغارديان: مأساة زلزال تركيا وسوريا.. ظلمات بعضها فوق بعض

آثار الدمار الذي خلّفه الزلزال في شمالي غرب سوريا.
آثار الدمار الذي خلّفه الزلزال في شمال غربي سوريا (الجزيرة)

على الرغم من أن الحجم الكامل للكارثة لا يزال يتكشف، فإن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين كان بالفعل أحد أكثر الزلازل فتكا منذ عقود، فقد أودى بحياة الآلاف.

وهذا الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات قوي للغاية، وازداد ضرره لأنه ضرب على عمق ضحل نسبيا وتبعته صدمة كبيرة ثانية.

ولكن حتى عندما تكون الكوارث طبيعية في الأصل، فإن تأثيرها يتشكل من خلال الإجراءات البشرية قبل وبعد ذلك بقدر ما يتشكل بقوتها الكامنة. وغالبا ما يتأثر الفقراء والضعفاء بشكل غير متناسب، حسب الصحيفة.

وفي هذا السياق، ذكرت افتتاحية الغارديان (The Guardian) أن الصور ولقطات الفيديو تشهد على الدمار الرهيب الذي لحق بالجانب التركي من الحدود، حيث سُجّل أعلى عدد من القتلى. وقد أدت العواصف الشتوية العاتية إلى تفاقم محنة الناجين.

وسيكون من بين الضحايا نحو 4 ملايين سوري فرّوا من الحرب؛ ويعيش كثير منهم في جنوب تركيا، وغالبا في ظروف مكتظة. ولا يزال هناك المزيد في شمال سوريا، حيث دمرت الحرب المنازل والبنية التحتية الأساسية على نحو سبّب صدمة للسكان وجعل الملايين منهم يلجؤون إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث يعتمد معظمهم على المساعدات.

وأفاضت الصحيفة في ذكر المآسي التي أحاطت بالسكان من أوبئة ونقص للوقود ومكابدة درجات الحرارة المنخفضة ونقص الغذاء، كما حذرت لجنة الإنقاذ الدولية بأنها "أزمة داخل أزمات متعددة". وحثت المنظمة المجتمع الدولي للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، وداعمته موسكو، لوقف الغارات الجوية.

ولفتت إلى أن محاولات أنقرة تسريع عودة اللاجئين السوريين ستؤدي إلى تفاقم الوضع إذا استمرت. وخلصت الغارديان إلى أن ضمان وصول المعونة إلى أشد الفئات ضعفا سيكون أمرا صعبا للغاية، ولكن يجب بذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك، محذرة من أن الفشل في القيام بذلك لن يكون مأساويا فحسب، بل سيكون مخزيا إذا فاقمت إخفاقات المجتمع الدولي هذه الكارثة.

المصدر : غارديان