غارديان: الحرب في أوكرانيا تحدد معالم النظام العالمي الجديد
![(COMBO) This combination of files pictures created on June 7, 2021 shows then Democratic presidential candidate Joe Biden speaking about reopening the country during a speech in Darby, Pennsylvania, on June 17, 2020 and Russian President Vladimir Putin delivering a speech during a meeting with Russian athletes and team members, who will take part in the upcoming 2018 Pyeongchang Winter Olympic Games, at the Novo-Ogaryovo state residence outside Moscow on January 31, 2018. - Russian President Vladimir Putin said on June 4, 2021 he is hoping to improve deeply damaged ties with the United States when he holds his first summit with US counterpart Joe Biden later this month. The face-to-face meeting in Geneva on June 16 comes amid the biggest crisis in ties between the two countries in years, with tensions high over a litany of issues including hacking allegations, human rights and election meddling. (Photo by Jim WATSON and Grigory DUKOR / various sources / AFP)](/wp-content/uploads/2021/06/8-13.jpg?resize=770%2C513&quality=80)
أظهر استطلاع للرأي أُجري في 15 دولة أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا، رغم أنها وحّدت الغرب فإنها مع ذلك كشفت عن فجوة آخذة في الاتساع مع بقية دول العالم.
وذكرت صحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية في تقرير لها أن تلك الحرب المستمرة منذ عام، تحدد معالم نظام عالمي جديد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحرب أوكرانيا.. تأكيد أوروبي لخطورة موسكو على النظام العالمي ومساع لضم خيرسون لروسيا
حرب الولايات المتحدة في أوكرانيا | (3) نحو تغيير النظام العالمي
باحث روسي: موسكو ستفتقد النظام العالمي الذي انقلب عليه بوتين
واستطلعت الدراسة، التي أجراها مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، الآراء في 9 دول بالاتحاد الأوروبي، من بينها فرنسا وألمانيا وبولندا، بالإضافة إلى بريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا والهند وتركيا.
نقطة تحول تاريخية
ونقلت الصحيفة عن مارك ليونارد مدير المركز، وتيموثي غارتون آش أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة أكسفورد -اللذين أعدا التقرير الخاص بنتائج المسح- أن الدراسة التي كشفت عن اختلافات جغرافية حادة في المواقف تجاه الحرب والديمقراطية وتوازن القوى العالمي، توحي بأن الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يكون نقطة تحول تاريخية تنبئ بظهور نظام عالمي "ما بعد غربي".
وقال ليونارد -استنادا إلى استطلاع الرأي الذي أُجري الشهر الماضي- إن المفارقة في الحرب الأوكرانية أنها جعلت الغرب أكثر اتحادًا، وأقل نفوذًا في العالم، من أي وقت مضى.
وبدوره، وصف آش نتائج الدراسة بأنها "واقعية للغاية"، وأظهرت أن الحرب عززت وحدة الغرب وتصميمه.
الحاجة لرواية جديدة
ووفقا للتقرير الذي أوجز نتائج الدراسة، فإن الحرب "أخفقت تماما في إقناع القوى الكبرى في بقية العالم، مثل الصين والهند وتركيا. فقد كان الدرس واضحا، وهو "أننا بحاجة ماسة إلى رواية جديدة تكون مقنعة حقا لدول مثل الهند، التي تعد أكبر ديمقراطية في العالم".
وأوضحت الدراسة كذلك أن النظرة الغربية لروسيا قد ازدادت تصلبا في العام الماضي، إذ رأت أغلبية كبيرة في بريطانيا (77%)، والولايات المتحدة (71%)، ودول الاتحاد الأوروبي التسع (65%)، في روسيا "عدوا" دخلت معه في صراع، أو "خصما" في منافسة.
ومن ناحية أخرى، رأى 14% ممن استُطلعت آراؤهم في الولايات المتحدة، و15% في دول الاتحاد الأوروبي التسع، و8% في بريطانيا، أن روسيا دولة "حليفة تتشارك معهم المصالح، أو "شريك لا مناص منه".
غير جديرة بالثقة
وعندما طُلب منهم وصفان من أصل 10 أوصاف مقترحة لروسيا، اختار 45% و41% على التوالي من المشاركين في الاستطلاع في الولايات المتحدة صفة دولة "عدوانية" و"غير جديرة بالثقة"، إلى جانب 48% و30% في دول الاتحاد الأوروبي التسع، و57% و49% في بريطانيا.
وفي دول الاتحاد الأوروبي التسع التي شملها الاستطلاع، أيَّد 55% في المتوسط استمرار العقوبات ضد موسكو رغم ما قد يسببه ذلك من معاناة اقتصادية.
وفي المقابل، جاءت الردود من الدول غير الغربية التي شملها الاستطلاع مختلفة جدا. وقالت أعداد كبيرة من الناس في الصين (76%) والهند (77%) وتركيا (73%) -على سبيل المثال- إنهم يشعرون أن روسيا أضحت "أقوى" مما كانت عليه قبل الحرب، أو بنفس القوة. ورأى 79% و79% و69% -على التوالي- منهم أن موسكو "حليف" إستراتيجي و"شريك لا غنى عنه" لبلدهم.
وبالمثل، يرغب الكثير منهم (41% في الصين، و48% في تركيا، و54% في الهند) في وضع حد للحرب في أقرب وقت ممكن، حتى لو كان ذلك يعني تنازل أوكرانيا عن أراضيها، بينما يعتقد 23% و27% و30% ضرورة أن تستعيد أوكرانيا أراضيها حتى لو اقتضى ذلك استمرار الصراع إلى مدى أطول.
التخلي عن الهيمنة العالمية
وتوقع كثيرون من خارج الغرب أن يتخلى النظام الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة عن الهيمنة العالمية خلال العقد المقبل، وأن يصبح الغرب مجرد قوة ضمن قوى عالمية عديدة.
وقال معدو الدراسة إن العديد من الناس في الغرب يرون أن النظام الدولي الجديد سيعود إلى الثنائية القطبية التي سادت إبان الحرب الباردة بين الغرب والشرق، وإلى ثنائية "الديمقراطية والاستبداد".
غير أن الناس يقولون أيضا إن على الغرب التعايش مع أنظمة "دكتاتورية عدائية مثل الصين وروسيا"، وكذلك مع قوى مستقلة مثل الهند وتركيا.