زوجة العكرمي القاضي التونسي المعزول للجزيرة نت: لهذه الأسباب أخشى على حياة زوجي
تونس- قالت منى الغربي زوجة البشير العكرمي القاضي المعزول إنها تخشى على حياة زوجها الذي تم إيقافه يوم 12 فبراير/شباط الجاري، قبل إيوائه لاحقا بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بالعاصمة تونس.
وأكدت الغربي -في حوار خاص مع الجزيرة نت- أن زوجها عاش دائما تحت التهديد منذ أن كان قاضيا للتحقيق يباشر قضية اغتيال شكري بلعيد، نافية الاتهامات التي تلاحقه بالانحياز لحركة النهضة والتستر على ملفات إرهابية.
وطالبت الغربي السلطات بتوفير الحماية النفسية والجسدية لزوجها، محملة الرئيس قيس سعيد ووزيرة العدل ليلى جفال ووزير الداخلية توفيق شرف الدين مسؤولية ما قد يحدث له.
وفيما يلي نص الحوار:
-
منذ متى لم يتم تمكينك من زيارة زوجك القاضي المعزول البشير العكرمي؟
لقد تم إيقاف زوجي بشكل مفاجئ في منزلنا يوم الأحد 12 فبراير/شباط الجاري، وباعتبار أن مدة الاحتفاظ تدوم 5 أيام لم أتمكن من رؤيته ما عدا محاموه الذين استطاعوا مقابلته اليوم التالي لاعتقاله.
ولكن ما روعنا هو أنه تم إيواء العكرمي في مستشفى الرازي للأمراض العقلية بعد قرار إبقائه بحالة سراح من النيابة العمومية يوم الجمعة الماضي، وبعد سماعي تصريح رئيس الجمهورية قيس سعيد بأن هناك قاضيا يدعي الجنون للتملص من المحاسبة سارعت بالذهاب للمستشفى للاطمئنان عليه، لكن رجال الأمن بالزي المدني الذي كانوا يرابطون بالمستشفى رفضوا السماح لي بمقابلته بحجة أن هناك تعليمات تمنعني.
-
تم السماح لأعضاء من هيئة الوقاية من التعذيب بزيارة العكرمي. ما المعلومات المتوفرة لديك حول حالته الصحية وظروف إيوائه؟
لم يدل أحد بشكل رسمي حتى الساعة بأي شيء حول الحالة النفسية لزوجي من قبل الأطباء الذين يباشرونه، وقد شرع محامو العكرمي في الاتصال بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب والمحكمة الابتدائية بتونس بهدف تمكين عائلته من زيارته في المستشفى وسنسعى اليوم الثلاثاء لزيارته، لكن في الأثناء تمكن أعضاء من هيئة الوقاية من التعذيب من زيارته بالمستشفى وأعلموا محاميه بأنهم تحدثوا مع العكرمي لمدة 1.5 ساعة تقريبا وأنه في كامل مداركه العقلية وفي صحة نفسية جيدة وأنه متشبث برؤية أفراد عائلته ومقابلة محاميه رافضا عزله بهذه الطريقة.
-
هل تساورك مخاوف حول حياته؟
بكل تأكيد، أنا أخشى على حياته حتى عندما يخرج من ذلك المستشفى، ربما حاليا بقاؤه داخل المستشفى أضمن من أن يكون خارجه، أصبحت لا أدري أي مكان يمكن أن يكون فيه في أمان.
-
ما هو السبب الذي يجعلك تخشين على حياته؟
السبب هو أن العكرمي عاش دائما تحت التهديد منذ أن كان قاضيا للتحقيق يباشر قضية اغتيال شكري بلعيد.
-
أي سبب تعتقدين أنه يقف وراء إيقافه؟
هناك أطراف تسعى وراءه لكنها لم تعثر على شيء يدينه، وفي كل مرة كانت توجه له التهمة تلو الأخرى في مسار تحقيقه في قضية شكري بلعيد، وقد بدأت هذه المضايقات له منذ 8 سنوات دون توقف، وحسب رأيي فإن كل تلك الضغوطات المسلطة عليه من بعض اليساريين تهدف لتوجيه مسار الأبحاث والتحقيقات لمصالحهم.
والشكوى التي على أساسها تم إيقاف العكرمي واهية تقدم بها عونا أمن بفرقة مكافحة الإرهاب بالقرجاني بذريعة أنه لما كان يباشر في حادثة العملية الإرهابية بمتحف باردو كقاضي تحقيق، قام بسحب تلك القضية من فرقة مكافحة الإرهاب بالقرجاني وأحالها لفرقة مكافحة الإرهاب بالحرس الوطني بالعوينة.
لقد كان العكرمي في قضية متحف باردو مشهودا له بالكفاءة وتمكن من معرفة الضالعين الحقيقيين في تلك الجريمة الإرهابية وتحصل على شهادات تقدير على جهوده من دول أوروبية عدة منها فرنسا وبريطانيا، كما كشف خلال التحقيق في تلك القضية عن تعرض بعض الشبان إلى التعذيب لاقتلاع اعترافات منهم وتلبيسهم تهما باطلة.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلها في تلك القضية.. إلا أن التحرك الأمني المفزع لاقتحام منزلنا يوم الأحد الماضي -واعتقال العكرمي إثر تلك الشكوى- جرى بسرعة البرق، رغم أنه كان يحضر كل جلسات التحقيق معه كلما تم استدعاؤه.
-
ألا تعتقدين أن الضغوطات التي عاشها العكرمي خلال التحقيق مرورا بعزله من قبل الرئيس ثم إيقافه كانت ربما سببا في تعرضه لنوبة عصبية استوجبت إيواءه بمستشفى الأمراض العقلية؟
مستحيل، أنا أؤكد لك أن العكرمي لديه شخصية قوية وهادئة، ربما الشيء الوحيد الذي عانى منه هو إحساسه بالظلم والقهر جراء الاتهامات الباطلة التي تلاحقه.
-
ولكن كيف يمكن تفسير سبب إيوائه بمستشفى الأمراض العقلية؟
التفسير الوحيد الذي لدي هو أن أطرافا لا أعلمها ترفض إطلاق سراحه مهما كان الثمن.
-
لماذا لم يكشف العكرمي عما يملكه من حقائق لوسائل الإعلام بعد عزله؟
لقد فُرض حصار إعلامي على العكرمي بعد عزله في التلفزيون والإذاعات، وقد تعرضت إذاعة خاصة لضغوطات أمنية حتى لا يدلي بأي تصريحات.
-
تناقلت صفحات على منصات التواصل شائعات حول محاولة انتحاره أو وفاته، كيف تقبلت هذه الظروف؟ وما استنتاجاتك؟
لقد عشت وضعا مريرا للغاية مع عائلتي لا يمكن وصفه جراء تلك المضايقات الصادرة عن صفحات موالية للرئيس، وقد أصبحت الشكوك تساورني بأن لديهم مخططا للتخلص من العكرمي.
-
هل كان العكرمي منحازا لطرف سياسي معين؟
أؤكد لك أن العكرمي لم يكن منحازا لأي طرف سياسي، وهو ينحاز دائما مع الحق والقانون.
-
وجهت له هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي اتهامات بأن له ارتباطات مع النهضة، هل هذا صحيح؟
الانتماء لحركة النهضة ليست تهمة باعتبارها أحد الأحزاب القانونية الموجودة في البلاد، ولكن ليست لزوجي أدنى علاقة مع حركة النهضة.
-
ولكن الاتهامات لا تتعلق بانتمائه للنهضة وإنما بالتستر على قضايا إرهابية وعلى ما يعرف بالجهاز السري للحركة حسب ما تدعيه هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي؟
هذه مجرد ادعاءات وافتراءات. وأنا أتساءل لماذا لا يتم الاستماع إلى شهادته للكشف عن الحقائق لو كانت هناك إرادة لمعرفة الحقائق، بحكم قربي منه أستطيع أن أؤكد أن العكرمي قاض نزيه ونظيف اجتهد في العمل في قضية اغتيال بلعيد وقضية العملية الإرهابية بمتحف باردو.
-
كيف أصبحت ظروف عيش العكرمي بعد عزله من قبل الرئيس من جملة 57 قاضيا؟
لقد وضع تركيزه كله في ممارسة الرياضة رغم إحساسه بالظلم.
-
في حال استمر وجوده بمستشفى الرازي للأمراض العقلية لفترة أطول ما الخطوات التي تفكرين في اتخاذها؟
عند ذلك الوقت لن يتبق لي سوى الدخول في اعتصام في المستشفى إلى حين إطلاق سراحه، خاصة أنه لا موجب لإبقائه هناك.
ما رأيك في قول البعض إن بقاءه بالمستشفى حماية له ولصحته؟
هل ستتم حمايته وسط مستشفى أمراض عصبية؟ حمايته لا تكون إلا في منزله وسط عائلته.
-
ما المطالب التي توجهونها للسلطات بشأن مصير العكرمي؟
أطالب بتوفير الحماية النفسية والجسدية لزوجي، وأنا أحمل كلا من رئيس الجمهورية ووزيري العدل والداخلية المسؤولية بشأن سلامته.