الذكرى الأولى لسقوط الطفل المغربي ريان في البئر.. الفرحة تطرق باب عائلته

المولود الجديد لأسرة الطفل ريان مع والديه في مستشفى الولادة بتطوان (مواقع التواصل)

الرباط – تزامنا مع الذكرى الأولى لمأساة سقوط الطفل المغربي ريان في بئر ضيقة، طرقت الفرحة باب أسرة أورام بعد أن رزقت بمولود صباح اليوم الخميس.

ووضعت السيدة وسيمة خرشيش والدة ريان مولودا ذكرا بمستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان شمالي المغرب بعد عام كامل على الفاجعة.

وقال خالد أورام والد ريان للجزيرة نت إن زوجته وضعت مولودا ذكرا صباح اليوم، وإن المولود وأمه في صحة جيدة.

وأضاف أورام للجزيرة نت "الحمد لله الطفل بخير وصورة الله كاملة مكمولة" وهذا هو الطفل الرابع لأسرة خالد أورام بعد ابن ذكر وابنة والراحل ريان.

وأوضح أن الأسرة تحاول تجاوز فاجعة ريان بالصبر والتصبر، وبالدعم الذي تحظى به من المغاربة.

ولم تستطع الأسرة بعد الحادثة الأليمة العيش في منزلها السابق بقرية إيغران حيث يوجد الثقب المائي الذي سقط فيه ريان وفارق فيه الحياة، وانتقلت للاستقرار في مدينة تطوان بعد أن وفر لها العاهل المغربي سكنا خاصا.

وقال الأب "نسكن في منزل وفره لنا الملك، لم يمنحنا أحد أي بيت آخر كما نشر في وسائل الإعلام، وحاليا ما زلت أبحث عن عمل في هذه المدينة".

ولفت أورام إلى أن الأسرة لم تستقر بعد على اسم للمولود الجديد" هناك من يقترح إطلاق اسم ساجد على المولود لكننا لن نتفق بعد نهائيا على الاسم".

جنازة الطفل ريان المغرب - شفشاون المصدر: بريس تطوان الرابط: https://youtu.be/bAq9I9s4hgg
جنازة الطفل ريان (مواقع التواصل)

فاجعة حركت العالم

كانت فاجعة سقوط ريان (5 سنوات) في بئر ضيقة على عمق يصل إلى حوالي 32 مترا وقطرها حوالي 45 سنتيمترا بجوار منزله في قرية إيغران بضواحي مدينة شفشاون في 1 فبراير/شباط العام الماضي، قد أثارت تعاطفا عالميا ومتابعة واسعة من مختلف وسائل الإعلام الدولية، وتفاعل مع قصته رؤساء دول وأمراء ومشاهير في مجال الفن والرياضة.

وحبست جهود الإنقاذ، التي تابعها الملايين عبر البث المباشر في المواقع والقنوات واستمرت إلى الخامس من الشهر ذاته، الأنفاس غير أنها انتهت بإخراج الطفل ميتا ما أصاب تلك الملايين بالذهول والصدمة.

وكانت السلطات المغربية قد قامت بعملية إنقاذ صعبة ومعقدة بسبب طبيعة التربة في المنطقة، إذ لجأت في البداية إلى الحفر بالآلات إلى أن أصبح رجال الإنقاذ في خط مواز مع الطفل ريان، لتبدأ عملية الحفر اليدوي بحذر خشية انجراف التربة غير أن كل تلك الجهود لم تسفر عن إنقاذ الطفل حيا.

وتفاعل الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان مولود جديد لأسرة ريان أورام، إذ عبروا عن سعادتهم وتهانيهم للأسرة، وأملهم في أن يدخل هذا المولود السعادة على قلوب والديه وإخوته.

قانون لعدم تكرار المأساة

بعد الفاجعة قامت الحكومة المغربية بعملية إحصاء الآبار والثقوب المائية المهجورة وإغلاقها فيما وافقت على مقترح قانون تقدم به الفريق الاشتراكي بمجلس النواب للحد من حوادث السقوط في الثقوب المائية وتوفير شروط السلامة لورش حفر الآبار والثقوب.

وقال الفريق البرلماني إن هدف هذا القانون هو "عدم تكرار معاناة ومأساة الطفل ريان".

وصادق مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان المغربي) منتصف يناير/كانون الثاني المنصرم خلال جلسة عامة تشريعية بالإجماع على تعديل قانون يتعلق بالماء بعد إحالته عليه من الغرفة الأولى للبرلمان.

وحسب بيان لمجلس المستشارين فإن هذه المبادرة التشريعية تهدف إلى إضافة شروط السلامة لورش حفر الآبار وإنجاز الأثقاب، سواء في مرحلة الإنجاز أو الاستغلال أو بعد التوقف عن استغلالها.

وأوضح البيان، أن مقترح القانون يسعى إلى سن مقتضيات قانونية، للحد من حوادث السقوط في الأثقاب المائية، من خلال إلزام كل من لم يعمل، أثناء قيامه بأشغال حفر بئر أو إنجاز ثقب مائي أو أثناء استغلال مياههما أو بعد الاستغناء عن استغلالهما، على إنجاز تجهيزات السلامة التي من شأنها الوقاية من الأخطار المرتبطة بأشغال الحفر وبأعمال الاستغلال وبالتخلي عن البئر أو الثقب، دون القيام بتوفير شروط السلامة، بدفع غرامات مالية.

المصدر : الجزيرة