بعد طرد الوفد الإسرائيلي ..هل تحتفظ القارة السمراء بمواقفها المبدئية ولا تكون حديقة خلفية لصراعات الكبار؟

شدد الإعلامي والباحث في الشؤون الأفريقية نور الدين عبدا، في تعليقه على طرد وفد إسرائيلي من قمة الاتحاد الأفريقي، على تضامن القارة الأفريقية شعبيا ورسميا مع القضية الفلسطينية، في حين دعا الباحث في الشؤون الأفريقية والعلاقات الدولية مكي يوسف المغربي إلى ضرورة الفصل بين علاقة الدول الأفريقية مع إسرائيل والانحياز للقضية الفلسطينية.

وجاء موقف ضيفي حلقة (2023/2/19) من برنامج "ما وراء الخبر" في ردهما على الجدل الذي أثارته حادثة طرد دبلوماسية إسرائيلية كبيرة من قمة الاتحاد الأفريقي السنوية المنعقدة في إثيوبيا، ومع تصاعد الخلاف حول اعتماد تل أبيب بصفة مراقب في التكتل.

ورأى عبدا أن طرد الدبلوماسية الإسرائيلية يعكس الموقف المبدئي للاتحاد الأفريقي من القضية الفلسطينية بدليل أن السلطة الوطنية الفلسطينية منذ تأسيسها تشارك في قمم الاتحاد، وهي الرؤية التي رفضها المغربي، موضحا أن ما حدث في القمة الـ36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ليس انتصارا للقضية الفلسطينية، لأن إسرائيل هي واقع في العالم وفي القارة السمراء.

وكان وفد إسرائيلي برئاسة شارون بارلي، نائبة مدير دائرة أفريقيا بالخارجية الإسرائيلية، حاول المشاركة في الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية، لكنّ اعتراض وفدي الجزائر وجنوب أفريقيا استدعى إخراجه من القاعة. وقد أعربت الخارجية الإسرائيلية عن غضبها الشديد، وقالت إنه تم التعامل مع وفدها بطريقة فظة.

وللتذكير، فقد حصلت إسرائيل على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي عام 2021، وعارضت الخطوة دول بينها جنوب أفريقيا والجزائر اللتان قالتا إن ذلك يتعارض مع مواقف الاتحاد الداعمة للفلسطينيين، كما طالب الفلسطينيون بسحب صفة مراقب من إسرائيل. والعام الماضي علق الاتحاد الأفريقي بالإجماع قرار منح صفة مراقب لإسرائيل، وأعلن تشكيل لجنة لبحث الأمر.

تنافس القوى الكبرى على أفريقيا

وكما اختلف ضيفا حلقة (2023/2/19) من برنامج "ما وراء الخبر" في قراءتهما لطريقة تعامل الاتحاد الأفريقي مع الوفد الإسرائيلي، لم يتفقا في تحليلهما لطبيعة التحديات التي تواجه القارة السمراء وطريقة تعاطي الأفارقة معها.

وأشار الإعلامي والباحث في الشؤون الأفريقية إلى أن الدول الأفريقية تدرك أن القوى الكبرى تتنافس على القارة سياسيا واقتصاديا، لكنها لا تريد أن تكون حديقة خلفية لصراعات هذه القوى، متحدثا عن توجه واضح للاستفادة من التنافس وعدم الانجرار وراء من يتصارعون وراء النفوذ.

وقال إن الصين وروسيا استطاعتا التمدد في القارة الأفريقية، وهو ما يدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى السعي لاستعادة دورها في القارة، وظهر ذلك خلال القمة الأفريقية الأميركية التي عقدت منذ مدة، مؤكدا أن الأوروبيين بدورهم يحاولون التعامل مع الأفارقة بطريقة مختلفة.

وفي المقابل، تحدث الباحث في الشؤون الأفريقية والعلاقات الدولية عما سماه إنزالا دبلوماسيا دوليا مفتوحا على القمة الأفريقية في أديس أبابا، وقال إن الصورة كانت ستكتمل لو حضرت روسيا، واصفا تعامل القوى الكبرى مع أفريقيا بالسيئ، وأنها تؤثر في قرارات دول القارة.

وبينما أشار إلى تمدد روسيا والصين في القارة، قال إن واشنطن تحاول الدخول إلى القارة ولكن بسياسات غير موفقة.

كما انتقد ضيف برنامج "ما وراء الخبر" دور الاتحاد الأفريقي لأنه لا يقود زمام الأمور بشأن قضايا القارة السمراء، وخصّ بالتحديد طريقة تعاطيه مع الأزمة السودانية.

المصدر : الجزيرة