وزير خارجية ماليزيا للجزيرة نت: نبحث مع جميع الأطراف سبل الوصول لضحايا الزلزال في سوريا
بوتراجايا- دعا وزير الخارجية الماليزي زمبري عبد القادر -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إلى تضافر الجهود الدولية لحل المشاكل اللوجستية والأمنية التي تعيق وصول المساعدات إلى المنكوبين جراء الزلزال في سوريا.
وأضاف عبد القادر أن بلاده تتواصل منذ اليوم الأول للزلزال مع جميع الجهات المعنية بهدف وصول فرق البحث والإنقاذ للمناطق المنكوبة في سوريا، ومن ثم إيصال مواد الإغاثة العاجلة والمساعدات الإنسانية على المدى البعيد، مؤكدا الصعوبات التي تواجهها فرق البحث والإنقاذ في سوريا والتي لا تتعلق بماليزيا وحدها بل بمختلف الدول المشاركة.
وأضاف "سوف نستمر في البحث عن أي فرصة ممكنة لإيصال مساعداتنا إلى الشعب السوري الذي يعاني كثيرا حاليا، وقد تواصلنا مع ممثلينا في سوريا والجهات الأخرى خاصة الصليب الأحمر، وسوف نواصل النقاش مع الأمم المتحدة للبحث عن أي وسيلة يمكننا من خلالها إيصال المساعدات للمنكوبين في سوريا".
وذكرت مصادر حكومية ماليزية أخرى -للجزيرة نت- أن عوائق أمنية ولوجستية حالت دون وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة بالزلزال في سوريا، وزاد الأمر تعقيدا عدم وجود بعثة دبلوماسية ماليزية في دمشق منذ سنوات، والتي استعيض عنها بقنصل شرفي يتابع المصالح الماليزية والعلاقات الثنائية.
الأولى من الشرق
نظرا لبعد المسافة وطريقة اتخاذ القرار المعتادة في ماليزيا فقد كان مفاجئا أن تكون ماليزيا من أوائل الدول التي هبت لنجدة ضحيا الزلزال، بل أول دولة من جنوب شرق آسيا ترسل فرق إنقاذ إلى تركيا.
وقال وزير الخارجية الماليزي إن أكثر من 140 مختصا في عمليات البحث والإنقاذ وصلوا الأراضي التركية الساعات الأولى من وقوع الزلزال.
وشملت المساعدات التي وصلت تركيا من ماليزيا الأيام الثلاثة الأولى، بحسب تصريحات الوزير، 3 رحلات نقل عسكري تقل مواد إغاثة عاجلة تقدر بأكثر من 40 طنا من الأدوية والمعدات الطبية، وإقامة مستشفى ميداني يضم 60 سريرا ووحدات معاينة مختلفة بمنطقة أياديان في غازي عنتاب (جنوبي تركيا) إضافة إلى مليوني دولار للمساهمة في جهود الإغاثة العاجلة.
وأشار الوزير الماليزي إلى أن هيئة شعبية ورسمية مشتركة شكلت لمتابعة وتنسيق المساعدات الإنسانية العاجلة أو على المستويين المتوسط وبعيد المدى، وأنها تعمل بالتنسيق مع الهيئات الحكومية والشعبية التركية.
معجزة
وكشف عبد القادر عن تمكن فريق ماليزي من إنقاذ 5 أشخاص في تركيا بعد 5 أيام من وقوع الكارثة، وذلك بحفر نفق جانبي على امتداد 8.5 أمتار للوصول إلى الضحايا وسحبهم أحياء من تحت الركام، معتبرا أن هذا الإنجاز يدفع جميع الفرق العاملة بألا تفقد الأمل، رغم الظروف القاسية التي تعمل بها.
وتابع الوزير "إننا نؤكد لإخواننا في تركيا وسوريا مواصلة الوقوف إلى جانبهم إلى أن يتعافى البلدان من المحنة التي حلت بهما، وأنا على ثقة بأن تركيا وسوريا قادرتان على النهوض من هذه الكارثة والعودة أقوى مما كانتا عليه".
وعلى صعيد متصل، قال مسؤول بالخارجية إن فرق الإنقاذ الماليزية استفادت من خبراتها في مجال الكوارث سواء الفيضانات المتكررة داخل البلاد أو الزلازل والبراكين في إندونيسيا المجاورة، موضحا أن كلبا مدربا كشف عن الضحايا العالقين الخمسة تحت الأنقاض.