بعد الزلزال المدمر.. تصدع المباني يهدد حياة آلاف السكان شمالي سوريا

شمالي سوريا – قرر فيصل الحمادي (53 عاما) ترك شقته السكنية الواقعة في مدينة الدانا شمال إدلب بعد تصدع جدرانها جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا الأسبوع الماضي وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين.

وقضى الحمادي اليوم الأول من الزلزال في سيارته، حيث لم يعد يأمن العودة إلى شقته خشية الهزات الارتدادية التي تتسبب بانهيار المباني المتصدعة.

وفي حديثه للجزيرة نت قال الحمادي "بعد حدوث الزلزال هرعنا إلى السيارة وجلسنا فيها لعدة ساعات ثم عدت إلى الشقة، فرأيت الجدران آيلة للسقوط، وهذا الحال ينطبق على معظم الأبنية السكنية في مدينة الدانا شمال إدلب".

وأوضح أنه نقل أولاده إلى مخيم للإيواء قرب مدينة إدلب، مشيرا إلى أنه لم يعد بإمكانه شراء شقة جديدة.

تصدع مئات المباني يهدد حياة آلاف السكان بعد الزلزال شمال سوريا قرر فيصل الحمادي(53 عاماً) ترك شقته السكنية الواقعة في مدينة الدانا شمال إدلب بالقرب من الحدود السورية مع تركيا بعد تصدع جدرانها جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة. الحمادي قضى اليوم الأول من الزلزال في سيارته فلم يعد يأمن أن يعود لشقته وذلك خشية الهزات الارتدادية التي تتسبب بانهيار المباني المتصدعة.
تصدع مئات المباني يهدد حياة آلاف السكان بعد الزلزال في شمال سوريا (الجزيرة)

وتسبب الزلزال في تصدع آلاف المباني التي باتت تهدد ساكنيها الذين التقطوا صورا تظهر تشققات كبيرة فيها، فيما انهارت أجزاء من مبان أخرى بسبب هزات ارتدادية مستمرة.

تصدع المنازل دفع السكان إلى النزوح باتجاه المخيمات ومراكز الإيواء، فيما اختار بعضهم البقاء في منازل العائلات والأصدقاء التي لم تتضرر.

تصدع مئات المباني يهدد حياة آلاف السكان بعد الزلزال شمال سوريا قرر فيصل الحمادي(53 عاماً) ترك شقته السكنية الواقعة في مدينة الدانا شمال إدلب بالقرب من الحدود السورية مع تركيا بعد تصدع جدرانها جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة. الحمادي قضى اليوم الأول من الزلزال في سيارته فلم يعد يأمن أن يعود لشقته وذلك خشية الهزات الارتدادية التي تتسبب بانهيار المباني المتصدعة.
معظم المباني في شمال سوريا لم تكن مقاومة للزلازل مما جعلها تنهار أو تتصدع وتهدد حياة السكان (الجزيرة)

أسباب التصدع

بدوره، يفسر المهندس السوري ياسر الأحمد أسباب انهيار كثير من المباني وتصدع أخرى بالقول إن "المباني التي سقطت في حرام وجنديرس معظمها تجارية ولا تتوفر فيها الدعائم الحديدية، كذلك يتم بناؤها بالبلوك فقط دون وضع أعمدة لحماية البناء".

وأضاف الأحمد في حديثه للجزيرة نت أن "معظم المباني في شمال غرب سوريا ليست مقاومة للزلازل، لأن البلاد لم تتعرض لزلزال من قبل، وتصميم البناء والمواد المستخدمة يكونان بقدر المخاطر"، مشيرا إلى ضرورة تصميم المنازل لتكون مقاومة للزلازل من خلال دراسة حالة التربة والمخاطر الموجودة.

والأسبوع الماضي، قالت منظمة "يونيسيف" إن آلاف الأطفال والأسر عرضة للخطر بعد الزلزالين المدمرين وعشرات الهزات الارتدادية التي شهدها جنوب شرق تركيا وسوريا.

السكان يهروب إلى الخيام خوفا من المنازل المتصدعة شمال سوريا
تصدع المنازل دفع السكان إلى النزوح للمخيمات فيما اختار بعضهم البقاء في منازل العائلات والأصدقاء (الجزيرة)

شكوى وحمد

وفي هذا السياق، قامت منظمات إنسانية ببناء مراكز إيواء مؤقتة في مناطق إدلب وريف حلب، لتأمين مقرات آمنة للعائلات التي انهارت منازلها أو التي تصدعت وبانتظار الانهيار عاجلا أم آجلا.

أحد هؤلاء النازحين هو عبد اللطيف الشحود (40 عاما) الذي يشكو ضياع تعب دام 10 سنوات، حيث تصدع منزله الذي كلفه نحو 10 آلاف دولار في منطقة الدانا شمال إدلب.

يسكن الشحود في مخيم للإيواء بالقرب من إدلب، ويقول للجزيرة نت "البناء الذي أعيش فيه لم يعد صالحا للسكن، فجميع الشقق باتت مهددة بالانهيار في أي لحظة".

وعلى الرغم من خسارته الفادحة فإن الشحود يحمد الله أن خرج هو وعائلته أحياء ولم يعانوا من أهوال البقاء تحت الأنقاض.

السكان يهروب إلى الخيام خوفا من المنازل المتصدعة شمال سوريا
يونيسف: آلاف الأطفال عرضة للخطر بعد الزلزال المدمر في تركيا وسوريا (الجزيرة)
المصدر : الجزيرة