الطرق المؤدية إلى كهرمان مرعش.. قصة تعكس حجم كارثة زلزال تركيا وسوريا
كهرمان مرعش- مشاهد الدمار تتزايد كلما اقتربت من مدخل مدينة كهرمان مرعش التي كانت مركز الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا الاثنين الماضي، سيارات ابتلعتها حفر الطرق من أثر الزلزال، أبنية يتخللها الخراب، فهي إما تحولت لأكوام من الركام أو باتت خارطة الشقوق تحيطها من كل مكان، أما أعمدة الدخان فيمكن ملاحظاتها من بعيد، أما رائحة الموت فتنتشر في كل زاوية من زوايا المدينة والطرق إليها.
على الطرقات المؤدية إلى كهرمان مرعش (جنوبي تركيا) تتزاحم المركبات للدخول إلى المدينة مع حلول اليوم السادس على حدوث الكارثة، بعضها يحمل المساعدات وبعضها الآخر يحمل آليات للحفر بينما آخرون قدموا للمدينة بحثا عن ذويهم، وعلى الجانب الآخر فمعظم المركبات الخارجة من مرعش سيارات للأمن وأخرى للإسعاف.
بمجرد الاقتراب من حدود المدينة التركية، تضطر المركبات إلى تقليل السرعة، حيث وُضعت فواصل تحذيرية تحيط بأطراف الشوارع التي تعرضت للدمار وباتت غير قابلة للاستخدام.
وحتى بعد 6 أيام على الزلزال المدمر، لا يزال هناك أمل في إنقاذ المزيد من الضحايا العالقين بين ركام المباني المدمرة، فأمس الجمعة، تمكن فريق من عمال المناجم المتطوعين من إنقاذ طفلة ووالدتها من حطام مبنى مدمر في شارع طرابزون في مرعش.
صور من مأساة مرعش الكبرى..
مع استمرار عمليات الإنقاذ والإغاثة لضحايا الزلزال في كهرمان مرعش، تزدحم الطرقات بالمركبات التي تدخل المدينة، قسم من أصحابها جاؤوا إما لمعاينة ما حل بمنازلهم أو للاطمئنان على ذويهم أو للبحث عنهم في مشافي المدينة.
من بين هؤلاء، المواطن السوري الشاب بلال العمر وهو من سكان مرعش، يقول للجزيرة نت "الدخول إلى المدينة يقتصر على المجموعات المتخصصة التي تمتلك خبرة في مجالات الإنقاذ والإغاثة ضبطا لحالة الفوضى، وقبل ذلك كان يُسمح للجميع بالدخول".
ويضيف "في العادة لا يكون هناك هذا الازدحام على مدخل المدينة، قد لا تجد سيارتين أو ثلاثا كونه طريقا رئيسيا، لكن خلال اليومين الماضيين شهد الطريق حالة ازدحام هائلة".
ويتضح من الصور حالة الطرق السالكة إلى مدينة مرعش، وعدد المركبات الهائل الذي يعتزم أصحابها الدخول للمدينة.
الصدمة لم تنته بعد..
لم تكن اللحظات الأولى لوقوع الزلزال قد استوعبها جميع القاطنين في المناطق المتأثرة، فقد هرعوا إلى الخارج حاملين أطفالهم دون أن يفهموا ما حدث.
الصدمة لا تزال تعتلي ملامح الناجين من الزلزال في مرعش، بينما باتت الهواتف المحمولة أكثر ما يستخدمونه للاطمئنان على ذويهم ولتنسيق احتياجاتهم في الوقت الذي يُسمع فيه مع مرور كل ساعة باكتشاف وفيات جديدة.
بين أولئك الذين التقينا بهم، مهند الأحمد، وهو من سكان مدينة قيصري (وسط تركيا) حيث يقول للجزيرة نت "عندما حصل الزلزال الأول، شعرنا بقوّته في قيصري وخرجنا مسرعين إلى ساحة موجود أمام منزلي، تجمع مئات المدنيين أطفالا ونساء وشيوخا".
ويضيف "لم أفكر للوهلة الأولى بما حلّ بأقاربي وأهلي في المدن الأخرى، لكن بعد أن هدأت الأوضاع، وشاهدت ما يحصل عبر الأخبار العاجلة، هرعت بسيارتي لأنقل ابن عمي وزوجته من مدينة مرعش".
ويصف الشاب الرحلة بقوله "لم أقد سيارتي في الشوارع الواصلة بين مرعش وقيصري بهذا الازدحام من قبل، كان التوتر بأعلى درجاته لدي إلى حين وصلت للمدينة والتقيت بهم، الآن هم في قيصري يتابعون عن كثب حتى اليوم ما يحصل هناك وأخبار من نجا ومن قضى نحبه من معارفهم".
الجدير بالذكر أن العديد من الضحايا تمكن ذووهم من إيجاد جثثهم ونقلوا إلى المقابر بقصد دفنهم، ويقول شهود عيان لمراسل الجزيرة نت "يمكن ملاحظة ازدحام الناس في المقابر، حيث أتوا لدفن ذويهم ضمن مقابر جماعية بينما كانت الشواهد تحمل أرقاما للضحايا بسبب كثرة أعدادهم".