هل تم فصل طالبين جامعيين بالأردن على خلفية تنظيم أنشطة داعمة لغزة؟

وقفة طلابية نصرة لغزة .. الجزيرة
الجامعات الأردنية شهدت عشرات الوقفات التضامنية دعما للمقاومة ونصرة لأهل قطاع غزة (الجزيرة)

عمان- "لم أتخيل للحظة أن يكون دعمنا لصمود الأهل في قطاع غزة سببا في فصلنا من جامعتنا"، بهذه الكلمات تحدث أحمد حيدر الطالب المفصول من جامعة العلوم التطبيقية الخاصة الأردنية للجزيرة نت، مؤكدا أن قرار فصله نهائيا كان مفاجئا.

وأضاف الطالب أن قرار فصله يأتي بعد وقت قصير من تشكيل فريق إعلامي طلابي توعوي بعنوان "طوفان الكليات"، عبر منصات الفريق الطلابي "أي إس+" على مواقع التواصل الاجتماعي، "بهدف التوعية بما يجري في قطاع غزة، ودعم صمود المقاومة الفلسطينية في القطاع، والتفاخر بإنجازات المقاومة وصمودها الأسطوري في ظل العدوان الذي يمارسه العدو الصهيوني، وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة".

الطالب احمد حيدر .. الجزيرة
الطالب أحمد حيدر تعرض لفصل نهائي من جامعته في الأردن على خلفية أنشطة متعلقة بنصرة غزة (الجزيرة)

تضييق

وقال أحمد إن "إدارة الجامعة طلبت مني الحضور لمبنى عمادة شؤون الطلبة، لتسلم كتاب يتعلق بي بعد تحقيقات أُجريت معي حول تشكيل الفريق الإعلامي الخاص بدعم غزة، وعندما تسلمته اتضح أنه يتعلق بفصلي كليا من الجامعة، بتهم غير واضحة، وغير صحيحة، ولا علاقة لها بالأنشطة التي نقوم بها".

ووضح الطالب نفسه أن تحركات الفريق الطلابي لا تتنافى مع أدبيات الجامعة التي تقول إنها نظمت العديد من الأنشطة الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأضاف مستدركا "نتواصل حاليا مع محامين بهدف الاعتراض على قرار فصلنا من الجامعة من الناحية القانونية، خاصة أننا لم نرتكب أي جريمة، تعاقب عليها قوانين الجامعات الأردنية".

وكان الفريق الطلابي "أي إس+" قد طالب بإلغاء قرار فصل الطالبين أحمد حيدر وعز الدين عرفة، مؤكدا أن "تطبيق المواد الذي استندت إليه لجنة التحقيق بإصدار العقوبات غير صحيح مطلقا، ولا يتوافق مع التهم المنسوبة إلى الطلبة"، وأشار إلى التمسك باتخاذ كل الإجراءات القانونية والسلمية لوقف هذه العقوبات.

وأصدرت مؤخرا جامعتا التطبيقية الخاصة وآل البيت قرارات إما بفصل طلبة لديها، أو إنذارات لطلبة آخرين نتيجة قيامهم بأنشطة وفعاليات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، كما انتشرت مقاطع وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر قيام الأمن الجامعي في جامعة العلوم الإسلامية بمنع طلبة من القيام بالصلاة على أرواح شهداء قطاع غزة.

بيان إدارة الجامعة

وقالت إدارة جامعة العلوم التطبيقية الخاصة في منشور لها على صحفتها في "فيسبوك" إن الجامعة "اتخذت إجراءاتها المعتادة بالتعامل مع أي خروج عن القانون والآداب والأعراف في مؤسسات التعليم الجامعي، فتمت إحالة طالبين اثنين من طلابنا إلى لجنة التحقيق في الجامعة، بسبب استخدام اسم الجامعة في نشاطات لا تخصها، رغم التنبيه المستمر على ذلك منذ أكثر من عام".

وأضافت الجامعة في بيانها "وعلى الرغم من توجيه الإنذار لأحد الطالبين قبل الأحداث الأخيرة للسبب ذاته، تفاجأ أعضاء لجنة التحقيق من أساتذة الجامعة بتجاوز أحد الطالبين المذكورين لآداب التعامل مع أعضاء اللجنة، مع ثبوت المخالفة موضوع التحقيق، فاستحقا ما عوقبا به"، حسب ما جاء في البيان.

وأضاف البيان أنه "لا يخفى علينا أنه ليس أقبح من إساءة الأدب مع المعلم إلا فعل ذلك باسم قيم الوطنية والدين، ولقد كان الأجدر بالطالبين المذكورين التعلم من شباب في سنهم يقاومون من أجل كرامة الأمة وشرفها، لا يبغون مجدا شخصيا ولا يلوون الحقائق، ولا يتعالون على القانون ويحترمون مرجعيتهم".

ولفتت الجامعة في بيانها إلى أنها نفذت منذ بداية العدوان على غزة العديد من النشاطات الداعمة للأهالي في غزة كحملات التبرع والمعارض المساندة، لكن هذين الطالبين خالفا التعليمات والأعراف المتعلقة باحترام الهيئة التدريسية.

انتهاكات حقوقية

وقال المرصد الطلابي إنه يتابع ما جرى من انتهاكات حقوقية في عدد من الجامعات الأردنية بإصدار عقوبات بحق مجموعة من الطلبة، بسبب تفاعلهم مع قضية غزة العادلة ولتضامنهم مع أهلها وحقها في المقاومة، وكان آخرها قرار الفصل بحق الطالبين من جامعة العلوم التطبيقية.

وأضاف المرصد في بيان صادر عنه، توصلت الجزيرة نت إلى نسخة منه "إننا نستنكر ونستهجن هذه العقوبات الصادمة بحق الطلبة الأردنيين التي تتنافى مع الموقف الرسمي للدولة الأردنية تجاه حرب الإبادة الجماعية في غزة، ونعدها تعديا صارخا على منظومة الحقوق والحريات العامة وتشويها للصورة العامة لموقف مؤسسات الدولة الأردنية تجاه قضية فلسطين والذي لا يمكن قبوله".

وتطرق المرصد إلى استدعاء جامعة آل البيت عددا من الطلاب من قِبل عمادة شؤون الطلبة وتوجيه عقوبات الإنذار لـ 3 طلبة بتهمة المُشاركة بالوقفات المتضامنة مع غزة وأهلها، الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية.

مخاوف مستقبلية

وعلق منسق الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس، على قرار فصل الطالبين بقوله "على الرغم من سماح إدارات الجامعات الأردنية للطلبة بتنظيم الأنشطة والفعاليات دعما لغزة، إلا أنه لوحظ في الآونة الأخيرة قيام بعض الجامعات بالتضييق على حرية العمل الطلابي داخل الحرم الجامعي من خلال إما منع إقامة الفعاليات إلا بترخيص مسبق أو منعها بالكامل".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "مع مرور الوقت وجدت إدارات الجامعات فيما يبدو تصاعدا في عدد من الأنشطة والفعاليات، وتجاوبا منقطع النظير من قبل الطلبة، وبالتالي تم مؤخرا استدعاء طلبة بسبب منشورات على مواقع التواصل"، معربا عن اعتقاده أن الهدف في الأساس هو منع إيجاد حراك طلابي فاعل في ظل ما يجري في قطاع غزة من عدوان، والذي دفع الطلبة لتشكيل أطر عمل تهدف لتنظيم الأنشطة، مما يشكل مستقبلا قوة طلابية مطلبية مؤثرة، وهو ما تخشى إدارات الجامعات حدوثه.

وكانت القوى الطلابية الوطنية والشعبية في الجامعات الأردنية أعلنت تأسيس الملتقى الطلابي لدعم المقاومة ليكون حاضنة للعمل الوطني والشعبي المؤازر للمقاومة في فلسطین وأكنافها، في حين شهدت الجامعات الأردنية عشرات الوقفات التضامنية دعما للمقاومة ونصرة لأهل قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق منذ ما يزيد على 70 يوما.

المصدر : الجزيرة

إعلان