معضلة ألمانيا في أوكرانيا وعلاقاتها المتوترة مع أميركا
ذكر مقال نشره مركز أنقرة للبحوث السياسية أن الحرب في أوكرانيا والصراع الصيني الأميركي حول تايوان أبرزا علاقة متوترة بين ألمانيا والولايات المتحدة.
وأوضح المقال، الذي كتبه جنك تامر، أن أميركا تحاول إبقاء الأزمات في العالم تحت سيطرتها واستخدامها كوسيلة للضغط على الدول الحليفة، وتأتي أوكرانيا وتايوان على رأس القضايا المعنية، وكلتاهما نقطة ضعف لألمانيا التي كانت قد طوّرت شراكات جادة مع موسكو وبكين في مجالات مثل الاقتصاد والطاقة لسنوات عديدة ودخلت في علاقات وثيقة معهما، ولهذا لا يبدو من الممكن لألمانيا التخلص من هذه الشراكات على المدى القصير، وبالتالي تضطر للانصياع للولايات المتحدة وهي مجبرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsألمانيا تتردد.. لماذا الإلحاح الغربي على تسليم الدبابات إلى أوكرانيا؟
مخاوف من أزمة في تايوان.. ألمانيا تسعى للحد من اعتمادها على الصين
في الذكرى 60 لمعاهدة الصلح بينهما.. ألمانيا وفرنسا تتعهدان بدعم أوكرانيا "ما دام ذلك ضروريا"
ضغط شديد
وأشار تامر إلى أن ألمانيا تتعرض لضغط شديد من واشنطن التي تهدد بسحب دعمها لأمن أوروبا إذا لم تستجب برلين لمطالبها المتمثلة في الاصطفاف معها في المواجهة مع روسيا بأوكرانيا والمواجهة مع بكين فيما يتعلق بتايوان، مضيفا أن مشاركة ألمانيا في دعم أوكرانيا عسكريا يأتي استجابة للضغط الأميركي عليها.
وأفاد الكاتب بأنه وفي نفس الوقت، وضعت ألمانيا بعض الشروط للولايات المتحدة مقابل توفير دعم الدبابات لأوكرانيا، وهو ما يعتبر تحديا لواشنطن وبمثابة خروج عن السيطرة الأميركية، حيث اشترطت برلين لإرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا أن يكون ذلك في إطار الضرورة، بحسب ما قالته حكومة شولتز، وهو نفس الشرط الذي وضعته واشنطن لتقديم دبابات أبرامز الأميركية لكييف.
وقال تامر إن قلق برلين الرئيسي هو احتمال دخول حلفاء الناتو في صراع مباشر مع روسيا بسبب الأسلحة المورّدة إلى أوكرانيا، وجذب أوروبا بأكملها إلى حرب لو حدثت ستكون أوروبا المتضرر الأبرز فيها، وليس الولايات المتحدة.
تخفيض عدد الجنود واتهامات بالخيانة
ويلفت الكاتب إلى أن أزمة الإنفاق الدفاعي بين أميركا وأوروبا؛ والتي بدأت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لا تزال مستمرة، إذ كان ترامب قد هدد بالخروج من حلف الناتو ما لم تزد الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى 2% من ميزانياتها، حيث ترى واشنطن أنها لا تستطيع تحمل تكلفة حماية أوروبا وحدها، حتى أنها بدأت في تخفيض عدد جنودها في ألمانيا قبيل بدء الحرب الأوكرانية، ثم عادت وزادتهم من جديد.
وبحسب الكاتب، اعتبر العديد من الخبراء الأميركيين زيارة شولتز إلى بكين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خيانة ألمانية للولايات المتحدة، حيث كتب توم روغان الصحفي الأميركي وخبير السياسة الخارجية تحليلا أكد فيه أن ألمانيا لا يمكنها التصرف بحرية طالما أنها تحت حماية أميركا (الناتو)، وأنه يجب على واشنطن ألا تتجاهل "خيانة برلين"، مقترحا نقل الجنود الأميركيين من ألمانيا إلى بولندا أو دول البلطيق من أجل أن تتعلم برلين درسا.