لوموند: 6 أسئلة يطرحها تسليم الدبابات الثقيلة إلى كييف

مناورات عسكرية تشارك فيها دبابات ليوبارد وأبرامز (وكالة الأنباء الأوروبية)

قرر حلفاء أوكرانيا أخيرا تزويدها بدبابات ليوبارد الألمانية ودبابات أبرامز الأميركية الثقيلة التي ظلت تطلبها منذ شهور، مع توضيح ألماني بأنهم يقومون بما هو "ضروري" لدعم كييف، ويسعون لمنع "تصعيد" الصراع الذي قد يؤدي إلى "حرب بين روسيا والناتو"، ولكن تسليم هذه الدبابات لأوكرانيا قد يؤدي إلى تغيير مسار الحرب ويجعل حلفاء كييف وشركاءها بشكل مباشر في الصراع.

ولإلقاء الضوء على هذا القرار تناولته صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية بالتحليل من خلال 6 أسئلة تبدأ بالدول التي ستنفذه والكميات التي سترسلها، معلقة على مدى تأثيره والنتائج التي يمكن أن تترتب عليه.

1- ما هي الدول التي تخطط لإرسال دبابات ثقيلة وبأي كميات؟

أوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة أعلنت استعدادها لتسليم نحو 30 دبابة أبرامز، والتزمت ألمانيا أخيرا بتسليم 14 دبابة ليوبارد من مخزون جيشها (البوندسوير)، كما سمحت للدول التي لديها دبابات ليوبارد والمستعدة لتسليمها بفعل ذلك، في حين أعلنت لندن عن تسليم 14 دبابة ثقيلة من طراز "تشالنجر 2" للجيش الأوكراني، فيما تدرس فرنسا إمكانية تسليم بعض دبابات لوكلير رغم ترددها.

2- هل يمكن أن تكون عمليات التسليم هذه حاسمة في الميدان؟

ورأت الصحيفة -في تحليلها المشترك بين جان فيليب لوفيف وساندرا فافيير- أن الإعلان عن تسليم الدبابات الثقيلة لأوكرانيا يشكل نقطة تحول في الدعم الدولي لكييف، لأن هذه الدبابات -كما قال الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ- يمكن أن تغير مسار الحرب وتساعد الأوكرانيين على "النصر".

غير أن الكميات المعلنة حتى الآن لا تزال منخفضة للغاية بحيث لن يكون لها تأثير حقيقي على الأرض، كما أن تسليمها سيستغرق وقتا، بالإضافة إلى الحاجة لتدريب القوات الأوكرانية، إذ يحذر الجنرال الأميركي السابق مارك هيرتلينغ من قدرات الأوكرانيين والمعرفة التقنية التي يتعين عليهم اكتسابها لتوجيه الدبابات والنجاح في صيانتها وجعلها فعالة.

3- لماذا استغرق حلفاء أوكرانيا وقتا طويلا للاتفاق على عمليات التسليم هذه؟

وأشارت الصحيفة إلى أن تردد حلفاء أوكرانيا الغربيين الطويل في إمدادها بالدبابات الثقيلة مرده إلى أنها قد تغير مسار الحرب، وهم بالتالي يخشون أن تعتبر موسكو ذلك بمثابة مشاركة مباشرة من جانبهم في الحرب، إضافة إلى أن ألمانيا بشكل خاص قلقة على علاقاتها مع موسكو، ولا ترغب في أن تكون دباباتها هي الوحيدة المقدمة لأوكرانيا، واشترطت أن تقدم الولايات المتحدة أيضا دبابات ثقيلة.

4- كيف تختلف هذه الدبابات عن الأسلحة التي قدمها بالفعل حلفاء أوكرانيا؟

منذ بداية الحرب طلبت أوكرانيا تزويدها بالدبابات، وقد استجابت لها دول أوروبا الشرقية وقدمت لها الدبابات الموروثة من الاتحاد السوفياتي السابق، ولم تر موسكو في ذلك عملا عدائيا، ولكن الدبابات الغربية أقوى من ذلك بكثير.

فدبابات ليوبارد الألمانية وأبرامز الأميركية ولوكلير الفرنسية وتشالنجر البريطانية تسمى الدبابات المتعقبة "الثقيلة"، وهي مخصصة للقتال عالي الكثافة، ودورها هو اختراق دفاعات العدو، لأنها تزن بين 55 و65 طنا وتتكون من دروع سميكة جدا تحميها من كثير من الهجمات.

وهذه الدبابات مجهزة بمدفع عياره كبير، ويمكن أن تحمل بين 40 و55 قذيفة، وهي مجهزة بكاميرات حرارية ويمكنها إطلاق النار بدقة في الليل وعلى مسافة طويلة، كما أنها في الوقت نفسه تعمل على جمع المعلومات ونقلها باستخدام أنظمة الحاسوب الموجودة على متنها.

5- هل يمكن اعتبار عمليات تسليم الدبابات هذه شكلا من أشكال القتال المشترك؟

نبهت الصحيفة إلى أن تسليم معدات عسكرية إلى دولة في حالة حرب لا يشكل عملا من أعمال القتال وفقا لقانون النزاع المسلح الذي يستند إلى عدة نصوص، من بينها اتفاقيات جنيف.

وكتبت جوليا غرينون الخبيرة في قانون النزاعات المسلحة بمعهد البحوث الإستراتيجية أن التمويل والتجهيز وتقديم المعلومات والتدريب لقوات دولة "لا يجعل الدولة التي تقوم بذلك تحمل صفة طرف في نزاع مسلح دولي، وبالتالي دولة محاربة"، بل إن ذلك يدخل في إطار الدفاع الجماعي عن النفس، حسب رأي برونو ترتريس نائب مدير مؤسسة البحوث الإستراتيجية.

وكتب الصحفي مارك سيمو أن "السؤال عما إذا كان هذا الإجراء يشكل في حد ذاته عملا من أعمال الحرب ليس مطروحا، لأن قانون النزاع المسلح يكون غامضا في هذا المجال، ولكن من المحتمل أن يفسره الكرملين على هذا النحو".

6- ما هي خطوط موسكو الحمراء؟

وقد أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران -طلبتها كييف بإلحاح من قبل- سيُنظر إليها على أنها خطوة نحو صراع مسلح له "عواقب وخيمة على أوروبا والعالم"، واضعا بذلك خطا أحمر.

وقد اعتبرت موسكو أيضا أن العقوبات الدولية ترقى إلى مستوى "إعلان حرب"، رغم أنها لم تعترف بأنها في حالة حرب مع أوكرانيا، بل هي رسميا تقوم بمجرد "عملية خاصة".

المصدر : لوموند