كورونا وأفغانستان و4 ملفات أخرى.. تعرف على خطط الجمهوريين لشل إدارة بايدن حتى انتخابات 2024

U.S. President Joe Biden speaks to reporters about the release of Brittney Griner by Russia at the White House in Washington
ستجد إدارة بايدن صعوبات بالغة لتمرير تشريعات وقوانين تدعم أجندتها خلال العامين القادمين (رويترز)

واشنطن – لا يتوقع أحد في العاصمة الأميركية واشنطن تغييرا في الاستقطاب السياسي الحاد المسيطر على العلاقة بين الجمهوريين والديمقراطيين، ولا سيما مع تسلّم الحزب الجمهوري الأغلبية بمجلس النواب.

وتعهد عدد من زعماء الجمهورين بفتح تحقيقات برلمانية من شأنها شلّ البيت الأبيض خلال العاميين المتبقين من حكم الرئيس جو بايدن، وذلك مع بدء الدورة التشريعية الجديدة هذا الأسبوع.

اقرأ أيضا

list of 1 itemend of list

وانتهى عام 2022 برصيد متناقض للرئيس بايدن؛ ففي الوقت الذي لم تتجاوز نسبة الرضا عن طريقة حكمه 40% بين الأميركيين، مثّلت نتائج الانتخابات النصفية التي جرت في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتصارا كبيرا لمعسكره الديمقراطي.

ويتوقع على نطاق كبير أن ينشغل مجلس النواب خلال عامي 2023 و2024 بإجراء تحقيقات أكثر من انشغاله بإصدار تشريعات.

ويأتي على رأس هذه التحقيقات 6 قضايا من شأن فتح أبوابها شلّ إدارة بايدن، وتجميد أي آمال في تمرير المزيد من تشريعات تدعم أجندة الرئيس الواسعة.

U.S. President Biden launches new plan against COVID-19, in Washington
يقول الجمهوريون إن إنفاق إدارة بايدن لمواجهة تداعيات وباء كوفيد-19 أدى إلى مزيد من التضخم (رويترز)

أولا: قضية ضياع مليارات الدولارات من خطة الإغاثة من جائحة كوفيد-19

تشير تقارير صحفية مختلفة وموثّقة، وينوي الجمهوريون استغلالها، إلى ضياع ما يقرب من 560 مليار دولار أُنفقت تحت ستار الإغاثة من وباء كوفيد-19، بسبب الهدر والاحتيال وسوء الإدارة.

ويتهم الجمهوريون إدارة بايدن بالفشل والتواطؤ في توجيه برامج المساعدات الفدرالية. كما يعتقد هؤلاء أن إدرة بايدن، وبعد انحسار الوباء وإعادة فتح العديد من الولايات، ضغطت من أجل المزيد من الإنفاق الحكومي الذي حفّز التضخم.

ثانيا: أزمة الحدود الجنوبية المفتوحة

يؤمن الجمهوريون بأن إدارة بايدن تتبنى سياسة هجرة "راديكالية"، تسبّبت في أسوأ أزمة حدودية في تاريخ الولايات المتحدة.

وتُتهم إدارة بايدن بإلغاء سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، التي نجحت في كبح جماع طوفان المهاجرين غير النظاميين عن طريق بناء سور حديدي خفّض أعدادهم لمستويات مقبولة، قبل أن ينقلب الحال ويوقف بايدن بناء السور، وهو ما أوصل أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى معدلات مرتفعة قياسية.

ويربط الحزب الجمهوري بين سياسات بايدن تجاه الحدود الجنوبية، وبين ارتفاع تهريب المخدرات للداخل الأميركي خاصة القاتلة منها مثل "الفنتانيل". ويقول الجمهوريون إن سياسات بايدن لم تفشل فقط في تأمين الحدود الجنوبية فحسب، بل إنها تحوّل ما يقرب من 600 مليون دولار مخصصة لبرامج الصحة العامة لمواجهة تبعات أزمة أمن قومي من صنعها.

ثالثا: الانسحاب من أفغانستان

بعد 20 عاما من احتلالها، أدى الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان إلى تراجع كبير في صورة أميركا العالمية، وترك تأثيرات سلبية على مصداقيتها بين حلفائها العسكريين.

وتسببت فوضى الانسحاب في مقتل 13 جنديا أميركيا كانوا يقومون بمهام حراسة مطار كابل. كما يُعتقد أن إدارة بايدن تركت الجيش الأفغاني رهينة في يد حركة طالبان، وهو ما سمح لها بالسيطرة عليه وعلى معداته العسكرية الأميركية.

ويتهم الجمهوريون بايدن بالمسؤولية عن التراجع في مجال حقوق المرأة في أفغانستان، الذي عرف فصلا حزينا الأسبوع الماضي عندما منعت حكومة طالبان الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات، وقيّدت حرية النساء والفتيات، واستبعدتهن من معظم المهن.

كما يؤمن الجمهوريون بأن سياسة بايدن تجاه أفغانستان أضرّت بالأمن القومي للولايات المتحدة.

US President Joe Biden in Saudi Arabia
يتهم الجمهوريون بايدن بالفشل في إدارة ملف الطاقة وخاصة عند الضغط على السعودية لضخ مزيد من النفط في الأسواق العالمية (الأناضول)

رابعا: أزمة الطاقة وارتفاع أسعار الوقود

يعتبر الحزب الجمهوري أن سياسة الرئيس بايدن المتعلقة بمصادر الوقود الأحفوري أدت للإضرار بآلاف العاملين في هذا الحقل، والقضاء على وظائف ذات أجور جيدة.

كما أدت سياسات بايدن إلى ارتفاع أسعار الغاز والطاقة. ونتيجة لرفضه السماح بالتوسع في إنتاج الطاقة داخل الولايات المتحدة، لجأ بايدن إلى عدة أنظمة لطلب ضخ المزيد من النفط في الأسواق العالمية.

ويتهم الجمهوريون بايدن بالسعي للضغط على الرياض لضخ مزيد من النفط في الأسواق العالمية، وهو الأمر الذي فشل على الرغم من زيارة الرئيس الأميركي للمملكة السعودية في يوليو/تموز الماضي، مما مثل إهانة لمنصب الرئيس ولمكانة أميركا لدى دولة حليفة، كما يعتقد الجمهوريون.

ويُلقي الجمهوريون أيضا باللوم على بايدن لما يرونه خضوعا للتيار التقدمي داخل حزبه الديمقراطي، والذي يضغط لوقف أي استخراج لمصادر الطاقة التقليدية من داخل الأراضي الأميركية، مما يعرض استقلال الطاقة الأميركي للخطر.

 

خامسا: أصل فيروس كوفيد-19

يرى الجمهوريون أن اكتشاف أصل فيروس كوفيد-19 يُعد أمرا حيويا لحماية الأميركيين من الأوبئة المستقبلية. ويعتقد تيار كبير من الجمهوريين أن هناك أدلة متزايدة على أن الفيروس نشأ من تسرب في مختبرات معهد ووهان في الصين.

ويعتمد الجمهوريون على تقارير مختلفة تشير إلى تمويل أميركي حكومي لمختبرات ومعامل معهد ووهان لغرض إجراء أبحاث على "فيروسات كورونا الخفافيش". ويتهم هؤلاء العالم أنتوني فوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيسين ترامب وبايدن، والرئيس الأسبق للمعهد الوطني لمكافحة الأمراض المعدية، بالتورط وبعلمه المبكر بتسرب الفيروس من المختبر.

سادسا: اتهام ابن الرئيس بالفساد

يدّعي الجمهوريون امتلاك أدلة تؤكد أن الرئيس جو بايدن كذب على الشعب الأميركي عندما قال "لم أتحدث قط مع ابني عن تعاملاته التجارية في الخارج".

ويرى الجمهوريون أن هانتر بايدن استفاد واستغل اسم عائلته للحصول على صفقات وأتعاب ضخمة من عملاء وشركات في الصين وأوكرانيا، على الرغم من عدم امتلاكه أي مؤهلات أو خبرات تبرر ذلك.

وتشير تصريحات الجمهوريين إلى أن الاعلام تواطأ ولم يغطِ "فساد" عائلة بايدن بالصورة التي يغطي بها عائلة الرئيس السابق ترامب.

ويُتهم بايدن بالتغاضي عن "فساد" ابنه، على الرغم مما قد يعنيه ذلك من مخاطر على مصالح الأمن القومي الأميركي.

ويرى النائب جيمس كومر، وهو الرئيس الجمهوري الجديد للجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب، أن الرئيس بايدن متورط في صفقات ابنه هانتر التجارية الدولية، ومن حق الشعب الأميركي معرفة تفاصيل الأعمال الدولية لعائلته، ودوره فيها.

المصدر : الجزيرة