اعتقل بالسودان.. لوموند: ارتياح بعد القبض على أحد أقسى مهربي المهاجرين في العالم
حملت بداية العام أخبارا سارة للمهاجرين من شرق أفريقيا، وذلك باعتقال الإريتري الشهير كيدان زكرياس هابت مريم في السودان، خلال عملية شرطية دولية نفذتها الإمارات العربية المتحدة بالاشتراك مع الإنتربول، بعد هروب كيدان من محكمة إثيوبية عام 2021.
وقالت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية إن الإريتري هابت مريم (39 عاما) الذي امتدت شبكته من الصومال إلى ليبيا وتابع انتقال آلاف الشباب الإثيوبيين إلى أوروبا كل عام، يعد "من أقسى المهربين في العالم"، حسب شرطة هولندا التي وضعته على قائمة أكثر المجرمين المطلوبين.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمراسلها في نيروبي، نوي هوشي بودين- أن كيدان جعل الحياة جحيما لطالبي الهجرة، وذلك بالتعذيب والاغتصاب والتعنيف لابتزاز المهاجرين الشباب وأخذ أموالهم، ويقول عنه ميرون إستيفانوس، أحد المدافعين عن حقوق المهاجرين الإريتريين، "إنه شيطان".
وكان مهاجر تعرض للتعذيب على يدي كيدان تعرف عليه في شوارع أديس أبابا عام 2020، وتم القبض عليه لأول مرة في إثيوبيا حينذاك، وحوكم حينها بتهمة الاتجار بالبشر، ولكنه تمكن من الفرار من محكمة الحكومة الفدرالية في أديس أبابا بعد عام، بتواطؤ من ضباط الشرطة، لتحكم عليه إثيوبيا غيابيا بالسجن المؤبد.
فديات باهظة
ومنذ عامين، يواصل هذا المهرب الهارب تنقله على طرق التهريب التي تربط بين الصحراء السودانية والليبية، يقول إستيفانوس إن كيدان "قضى موسم التهريب من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول في ليبيا، وقضى بقية الوقت يعمل في الإمارات" حيث كان مقيما، واتخذها مركزا لإدارة شبكته الواسعة النطاق للابتزاز وفرض فديات باهظة على عائلات المهاجرين.
وكانت السلطات الإماراتية بدأت العام الماضي، بمساعدة الإنتربول، تحقيقا استهدف شبكة كيدان، شمل شقيقه الذي "قام بغسل الأموال بالنيابة عنه"، مشيرة إلى أن هذه المعاملات المالية "مكنت الضباط من تحديد موقع كيدان في السودان".
ويحاكم القضاء الإماراتي كيدان على أعمال الاختلاس، وقد طلبت هولندا تسليمه بتهمة الاتجار بالبشر بين أفريقيا وأوروبا، ورأت أن "اعتقاله انتصار عظيم للعدالة الهولندية والدولية، وأن فيه نوعا من الاختراق"، حسبما قال عضو -لم يفصح عن اسمه- من مكتب المدعي العام في هولندا الذي يحاكم حاليا مهربا إريتريا آخر يدعى (وليد)، واسمه الحقيقي تيويلدي غويتوم، بتهمة المشاركة في منظمة إجرامية والاتجار بالبشر وأخذ الرهائن والابتزاز والعنف، بما في ذلك الجنس.
وقد ملأ الرجلان -حسب المراسل- الصحراء الليبية بالخوف لفترة طويلة، حيث كانا يحبسان في قاعدتهما في بني وليد (جنوب مصراتة) المهاجرين، لابتزاز عائلاتهم بشكل أفضل، حتى إن مخيم بني وليد لقب "بمدينة الأشباح" بسبب عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم هناك تحت حكم المهربين.
تروي سلام (اسم مستعار) من الولايات المتحدة -حيث حصلت على وضع لاجئة- أنها أمضت عامين في ذلك "الجحيم على الأرض" عندما عبرت طريق كيدان في ليبيا في طريقها إلى صقلية فرارا من الخدمة العسكرية، حيث طلب جلادها 7 آلاف دولار إضافية بعد 6 آلاف دفعتها أصلا، ولما لم تستطع الدفع حبسها 6 أشهر، وتقول "كان يغتصبنا يوميا ويعذبنا ويطفئ سجائره بشكل منهجي على جلودنا. أظهر الرجل قسوة غير محدودة، إذ قام بتصوير التعذيب باستخدام هاتفه لتخويف العائلات وانتزاع الفدية منهم. إنه حيوان، ضبع يتحمس لرؤية الدم".
ويؤكد إستيفانوس أن "هذين الاعتقالين يرسلان إشارة قوية إلى الرجال الذين اعتقدوا أنهم في مأمن من الاعتقال"، على أمل أن "يضعوا حدا" للاتجار بالبشر من إريتريا.