حمضهم النووي كشف عن قصصهم.. التعرف على أصول 36 شخصا عثر على رفاتهم في مدينة أميركية

La’Sheia Oubré wraps a casket in hand-dyed indigo batik for a 2019 reburial ceremony of human remains unearthed in Charleston, S.C. (Courtesy of Joanna Gilmore)
الرفات البشري الذي عثر عليه في مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية وضع في نعوش وأعيد دفنه (الصحافة الأميركية)

اكتشف عمال، في أثناء قيامهم بأعمال ترميم وتجديد لمركز للفنون المسرحية في مدينة تشارلستون (ولاية كارولينا الجنوبية) عام 2013، مقبرة تعود إلى القرن الـ18 وتحتوي على رفات 36 شخصا ليس على قبورهم أي شواهد.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) أن المقبورين -الذين لم تُعرف لهم أسماء- دُفنوا بعناية في 4 صفوف متباعدة بشكل متساوٍ. ووُجدت فوق عيني طفل بعض العملات المعدنية. كما عُثر على خرزة بجانب رضيع.

وعام 2013 بعد هذا الاكتشاف، حملت صحيفة "ذا بوست آند كوريير" (The Post and Courier) -التي تصدر في تشارلستون ومدن أخرى- عنوانا رئيسيا يقول "أجساد ربما لأناس من الطبقة الدنيا".

وفقا لواشنطن بوست، فإن رفات موتى خلال الحقبة الاستعمارية أثار أسئلة عميقة من قبيل: من هؤلاء؟ هل هم أقارب؟ من أين جاؤوا؟

وأضفى تحليل الحمض النووي -الذي نُشر الاثنين الماضي في مجلة "بروسيدينغ أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، (Proceedings of the National Academy of Sciences)- أبعادا جديدة لقصة أولئك الموتى المعقدة، التي تتكشف ببطء بفضل التعاون المستمر بين علماء الوراثة الأنثروبولوجية و"جمعية غولا" (The Gullah Society)، وهي منظمة غير ربحية تركز على الحفاظ على مدافن الأميركيين من أصل أفريقي الذين يعيشون في المناطق المنخفضة بولايتي كارولينا الجنوبية وجورجيا.

وقد تم حل تلك الجمعية عام 2021 بعد وفاة مؤسسها أدي أوفونيين، لكن العمل مستمر في إطار مشروع يُطلق عليه اسم "آنسون ستريت لمدافن الأفارقة" (Anson Street African Burial Ground Project).

وقدمت الجولة الأولى من الأبحاث -المنشورة قبل 3 سنوات- دراسات مفصلة للعظام وتحليلا للحمض النووي للحُبيبات الخيطية (Mitochondrial DNA) الخاصة بأولئك الموتى التي ورثوها من أمهاتهم. وكشف هذا العمل عن أعمارهم التقريبية وجنسهم ونسبهم لأصولهم الأفريقية من جهة الأم.

وخلص الباحثون إلى أن هؤلاء الأشخاص المجهولين -الذين لُقّبوا بالأسلاف- ربما كانوا أناسا مستعبدين.

وأوضحت واشنطن بوست -في تقريرها- أن الأسلاف كانوا في الغالب من الذكور، وتراوحوا بين رضع وكبار في السن. وأضافت أن 6 منهم -بانزا، وكوتو، وزيمبو، ودابا، وغاندا، وتالاتا- ربما اختُطفوا في أفريقيا وجُلبوا إلى تشارلستون أو وُلدوا في أثناء رحلتهم إلى أميركا.

ورأى آخرون النور في المنطقة المنخفضة حول مدينة تشارلستون، لكن أسلافهم ينحدرون من مناطق متفرقة في غرب ووسط أفريقيا. وأكدت أحدث النتائج تلك الاستنتاجات وتوسعت فيها. وأتاحت خريطة الجينوم البشري للباحثين مزيدا من التبصر في أسلاف أولئك الموتى، وساعدتهم في الإجابة عن سؤال يدور حول إذا ما كانت تربطهم صلة قرابة ببعضهم بعضا. والجينوم البشري هو مجموع الشفرات الوراثية للإنسان، ويضم إجمالا المخطط التفصيلي لجميع الجينات الوراثية في خلايا البشر.

ويبدو أن الـ36 شخصا قد دُفنوا بعد وفاتهم، ولكن ليس في مجموعات عائلية أو في مقبرة جماعية.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان