لوموند: هجوم 14 يوليو في نيس.. رحلة مختل عقليا قتل 86 شخصا وتحول إلى إرهابي

لن يحضر محمد لحويج بوهلال، الذي قتل 86 شخصا بمدينة نيس الفرنسية قبل إطلاق النار عليه عام 2016، المحاكمة التي تبدأ اليوم الاثنين، ولكن شخصية هذا المضطرب نفسيا جدا سوف تكون حاضرة في النقاشات، ليبقى السؤال معلقا: هل كانت مذبحة نيس هجوما إرهابيا أم فعل شخص مختل عقليا؟
تقول لوموند (Le Monde) الفرنسية إن هذا الشخص استدعي إلى الشرطة في البداية بسبب "نزاع عائلي عنيف" بعد أن اتصلت زوجته الفرنسية التونسية "هاجر ك." وهي تبكي من غرفة ابنتها حيث حبست نفسها هربا من غضب ابن عمها بوهلال الذي لكمها وسحبها على الأرض من شعرها لأنها لم تنظف البيت، وقد كرر ضرب زوجته وإهانتها.
نهر الدم
وبحسب الصحيفة فإن سائق التوصيل التونسي بوهلال (31 عاما) قد نفي كل ما قالته الزوجة، ليبدأ الفترة التي تلت ذلك في الاطلاع على محتوى على الإنترنت يتعلق بالإسلام والإرهاب الجهادي واستئجار مركبات البضائع الثقيلة وحوادث الطرق.
وبعد 3 أسابيع من جلسة الاستماع تلك وفي 14 يوليو/تموز 2016، تسبب بوهلال -عندما قاد شاحنة مستأجرة في منتزه بالمدينة- في قتل عدد من أفراد العائلات المتجمعة من أجل الألعاب النارية، وتعمد صدم مجموعة من الأطفال كانوا متجمعين أمام محل للحلوى، ليتحول المكان إلى نهر من الدماء.
وبحسب لوموند، كانت الحصيلة البشرية مرعبة حيث قتل 86 شخصا، بينهم 15 قاصرا وجرح أكثر من 300، ليقتل بالرصاص على يد الشرطة الزوج العنيف -الذي تحول إلى إرهابي- وهو يقود سيارته التي يبلغ وزنها 19 طنا، قبل أن يعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم بعد يومين، واصفا بوهلال بأنه "جندي الخلافة".
غير أن ضحايا هذا الهجوم لن يفهموا أبدا، وفقا للصحيفة، سبب إقدام بوهلال على هذا الفعل، وسيكون الاعتماد على شهادات، من أقاربه أمام نقابة المحامين، رسمت صورة مربكة لشخص غير مستقر نفسيا ولا يكاد يهتم بالدين.
لا يؤدي الفرائض
وبعد الهجوم، استمع المحققون إلى هاجر التي تعرضت للضرب، وقد وصف المقربون من القاتل بأنه كان "مضطربا" مهووسا بالجنس مفتونا بالعنف، ولا يبدو أنه يتوافق مع معايير تنظيم الدولة في شيء، وتقول زوجته "إنه ليس مؤمنا ولا يؤدي الفرائض على الإطلاق، يأكل لحم الخنزير ويشرب الخمر وبمجرد أن رأى أنني أصلي في الغرفة بال فيها".
وقد قدمت رواية الزوجة عن سنوات المحنة والاغتصاب والشتائم والضرب صورة مرعبة لعقلية القاتل، فتقول "أحب الشر وركلني على رأسي لأنه أراد أن يرى الدم يسيل.. كان وحشا".
هجوم بلا أيديولوجيا؟
تساءلت الصحيفة: هل كانت مذبحة نيس هجوما إرهابيا أم فعل شخص غير متوازن؟ لتوضح أن القضاة الذين حققوا في هذه القضية يعتبرونها "عملا إرهابيا" من حيث أنها "أخلت بشكل خطير بالنظام العام من خلال الترهيب أو الإرهاب" على النحو المنصوص عليه في المادة 421-1 من قانون العقوبات الفرنسي، ورأوا أن "الجانب المتعلق بالصحة العقلية" للقاتل "لا يمكن أن يشكك في تقييم الوصف الإرهابي لفعله".
وفي نظر القضاة، أصبح الهجوم ممكنا بفضل سياق الوقت الذي أعطى هذه الجريمة الجماعية صبغة الجهاديين، وقد لخص أحد أصدقاء بوهلال التناقض في حياته قائلا "أعتقد أنه أخذ الإرهابيين مثالا حتى لو لم يفعل ذلك كجهادي".