اقتلوهم أبيدوهم.. الفلان في بوركينا فاسو يواجهون حملة كراهية خطيرة

"يجب أن يقتلوا، يجب أن يبادوا"، كلمات تحرض على "التطهير العرقي" للفلان في بوركينا فاسو جاءت ضمن مقطع صوتي باللغة الفرنسية مدته 15 دقيقة، انتشر بشكل واسع في شبكات التواصل الاجتماعي البوركينابية في منتصف أغسطس/آب الماضي، حسب تقرير أوردته صحيفة ليبراسيون الفرنسية.
ووفق التقرير، حرض المتحدث بشكل واضح على مهاجمة المجتمع الفلاني، قائلا إن ما نحضر له هو "رواندا"، في إشارة إلى حملة التطهير التي تعرض لها التوتسي على يد الهوتو في ذلك البلد في تسعينيات القرن الماضي.
وبنبرة لا تخلو من تحد يقول هذا المتكلم "على الحكومة أن تلاحقني، فما أصدح به أقوله بصوت عالٍ وواضح، علينا أن نبيدهم، علينا أن نخضعهم، علينا أن نطهر المكان منهم علينا أن نقتلهم … فلا ينفع معهم سوى القتل"، على حد قوله.
والفلان هم المجموعة العرقية الثانية في البلاد من حيث عدد السكان ولها تقاليد رعوية، وقد تعرضت هذه الأقلية للوصم منذ انتشار المد الجهادي من مالي إلى بوركينا فاسو في عام 2015، وسبب هذا الوصم هو أن الجماعات الإسلامية المسلحة في المنطقة جندت في صفوفها العديد من الفلان، ولم يقتصر ذلك عليهم، حسب الصحيفة.
ويرى الأمين العام لتجمع "مناهضة الإفلات من العقاب ووصم المجتمعات" في بوركينا فاسو داودا ديالو، أن مثل هذه الدعوات ليست جديدة، بل إن "الفلان عالقون في مأزق بين مطرقة الجماعات المسلحة التي تقتل دون تمييز، وسندان بعض الفاعلين السيئين في الدولة أو المليشيات الموالية لها ممن لا يمنحون قرينة البراءة لأفراد هذا المجتمع".
وفي تقرير بموقع القناة الفرنسية الخامسة (TV5) ندد المحلل السياسي البوركينابي لاسينا ويدراوغو بما يلحق بالفلان من انتهاكات، سواء من قبل الجيش البوركينابي أو الجماعات الجهادية، موضحا أن "هذا المجتمع يدفع الثمن الأكبر، فالفلان هم من يخسرون أكبر عدد من القتلى خلال الهجمات، وهم من يسجلون أكبر عدد من النازحين داخليا"، على حد قوله.
ومع تزايد الدعوات إلى كراهية مجتمع الفلان، يعاني هؤلاء البدو البالغ عددهم عدة ملايين من التمييز والعنف، وفقا للموقع.
ويضيف موقع هذا التلفزيون الفرنسي أن الدعوات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ببوركينا فاسو تتميز بنبرة عنف نادرة من قبيل "يجب سحق هؤلاء المجرمين، يجب القضاء عليهم".