محمود الزهار كما لم تعرفه من قبل.. روائي ومفسر للقرآن وهداف كرة قدم

غزة- إذا كتبت على محركات البحث اسم محمود الزهار فستظهر لك نتائج في أغلبها ذات طابع سياسي، مرتبطة بعضويته في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأنشطته ذات الصلة، ونجاته من محاولات إسرائيلية عدة لاغتياله، فقد في إحداها نجله البكر خالد، قبل أن تخطف غارة إسرائيلية أصغر أبنائه وأحبهم إليه حسام.
لكن، ماذا الذي تعرفه عن الزهار الأديب والروائي، مفسر القرآن الكريم، والطبيب الجراح، والرياضي والرسام؟ هذا هو الوجه الآخر للرجل السبعيني، الذي لا يزال يتمتع بكثير من الحيوية والنشاط، ويقضي ساعات طويلة يوميا في القراءة والكتابة.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsإسرائيل حذرت الحركة من ضربات وشيكة.. أبرز اغتيالات قادة حماس
سلاح بالألوان.. 50 فنانا يشاركون في معرض فني لدعم المقاومة الفلسطينية
الزهار كما لم تعرفه من قبل في هذا الحوار الخاص بالجزيرة نت من منزله بمدينة غزة، الذي يعد هدفا دائما لإسرائيل في كل حرب تشنها على غزة.

المولد والنشأة
- ولد محمود خالد الزهار في السادس من مايو/أيار 1945 في حي الزيتون بمدينة غزة، لأب نشأ يتيما ووحيدا، وأم مصرية.
- قضى طفولته حتى عمر 12 عاما في مدينة الإسماعيلية المصرية، وفيها تلقى تعليما أساسيا بما كان يعرف "بالكُتّاب".
- عادت الأسرة إلى غزة وفيها أنهى دراسته حائزا على المرتبة الأولى في المراحل التعليمية الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية.
- تخرج بتفوق من كلية الطب في جامعة عين شمس عام 1971، ومنها نال درجة الماجستير عام 1984.
- متزوج وله 7 من الأبناء؛ 4 ذكور و3 إناث.
- فصلته "مديرية الصحة" التابعة للاحتلال في ثمانينيات القرن الماضي من وظيفته طبيبا في مستشفى الشفاء بمدينة غزة لمواقفه السياسية.
-
بعيدا عن النشاط السياسي، كيف تقضي يومك؟
أؤدي صلواتي في "مسجد الرحمة" المجاور لمنزلي، وأخصص 4 أو 5 ساعات يوميا للقراءة، وانتهيت أخيرا من تفسير القرآن الكريم، ويقع في 5 أجزاء، بعنوان: "التيسير في فهم التفسير"، بذلت لإنجازه جهدا مضنيا على مدار 6 أعوام، وتمت طباعته وتوزيعه، وهو متاح بالمجان على شبكة الإنترنت لمن يريد الاستفادة منه، ولا أبغي من ورائه أي أرباح مادية.

-
كيف بدأت فكرة التفسير؟ وماذا سيضيف للمكتبة العربية والإسلامية؟
الفكرة بدأت بدراسة موضوعية للآيات العلمية في القرآن الكريم، خاصة الطبية، وحرصت على إعطاء هذه المواضيع العلمية والطبية حقها في التفسير، وفيه ما هو مختلف عن باقي التفاسير، واعتمدت فيه الشرح والتفسير المعزز بالحقائق العلمية، وتفسير من زاوية جديدة للحروف المقطعة ومفاتيح السور.
-
كطبيب جراح، من أين اكتسبت مهارات اللغة العربية التي ساعدتك على تفسير القرآن والكتابة الأدبية؟
طوال سنوات الدراسة كنت متفوقا، وأنال المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة، وتميزت منذ صغري بحب اللغة العربية والكتابة، حتى أنني ألفت أول رواية في المرحلة الإعدادية عام 1962، وكتبتها بقلم رصاص، وحافظت عليها سنوات طويلة، حول حياة عز الدين القسام، وهي المطبوعة حاليا بعنوان "شمعة لا تنطفئ"، وفيها قصة حقيقية لوالدي "رحمه الله" الذي كان برفقة آخر ينقلان متفجرات يصنعها "الحاج دياب الأغا" إلى مجموعات المجاهدين التابعة لعز الدين القسام لمقاومة الإنجليز.
وخلال دراستي الطب ألفت رواية "الرصيف"، وهي قصة واقعية أيضا لفتاة مصرية تقطعت بها السبل على الطريق بانتظار سيارة أجرة في يوم ماطر بمدينة الإسكندرية، وطلبت من السائق أن يقلها معنا وإيصالها إلى حيث تريد.
اللغة العربية كانت سببا في التفوق الدراسي، إضافة إلى الالتزام الديني وقراءة القرآن الكريم، وفي طفولتي بالإسماعيلية كنت أرفع الأذان في مسجد مجاور لمنزلنا.

-
هل لك الكثير من المؤلفات الأخرى؟
نعم، ألفت نحو 29 كتابا، تتضمن روايات وسيناريوهات أفلام، ودراسات ومؤلفات سياسية وعلمية واجتماعية وطبية وتاريخية، وترجمة لكتاب فلهلم دايتل "الحرب المقدسة".
ومن بين الروايات "عماد عقل"، وتم تحويلها إلى فيلم يروي مسيرة هذا القائد الشهيد، وهو أحد المؤسسين الأوائل لكتائب الشهيد عز الدين القسام، ورواية أخرى تحولت لفيلم لم يعرض بعد، بعنوان "عاشق البندقية" وتروي حياة القائد الشهيد في كتائب القسام عوض سلمي، وتربطني به صلة قرابة.
-
وهل لك هوايات واهتمامات أخرى؟
خالي هو مصطفى درويش وكان لاعبا معروفا بالنادي الإسماعيلي المصري، وخلال المراحل الدراسية الأولى كنت مغرما بكرة القدم، وألعب في مركز "رأس الحربة"، ولي أهداف مميزة لا يزال يتذكرها أبناء جيلي، لكنني عزفت عن ممارسة اللعبة في المرحلة الثانوية وخلال الجامعة لما تحتاجه دراسة الطب من وقت وجهد.
كما أنني أهوى الرسم، وكانت المدرسة "تعلق" لوحاتي على الجدران، ولي كثير من اللوحات التي دُمرت واندثرت تحت ركام منزلي، إثر تعرضه للقصف الإسرائيلي.

-
بالإضافة إلى قصف منزلك ومحاولة اغتيالك مررت بكثير من التجارب الصعبة، أيها ترك لديك الأثر الأكبر؟
(احمرت عيناه واغرورقت بالدموع لحظة الإجابة) الموقف الأصعب هو استشهاد "حسام" أصغر أبنائي، والأقرب لي، وأكثرهم طاعة، فراقه حرق قلبي، كان محبوبا من الجميع، شاب بمواصفات شهيد.
كما استشهد ابني البكر "خالد" في قصف منزلي ومحاولة اغتيالي، قبل يوم واحد فقط من عقد قرانه وزواجه من فتاة ظلت حزينة عليه سنوات وترفض الارتباط بغيره، حتى تدخلت بنفسي وأقنعتها بضرورة الزواج.
-
أخيرا، ماذا تعني لك المفردات التالية؟
"وعد الآخرة": هو اليوم الإلهي الموعود، وأراه قريبا، بزوال إسرائيل، لا أستطيع تحديد الوقت ولكن الظروف مواتية لذلك وهذا زمانه.
"الوحدة الوطنية": لا تعني لي شيئا إن لم يكن برنامج الوحدة هو الكتاب والسنة.
"منظمة التحرير": لا يمكن إصلاحها، وارتكبت جريمة لا يغفرها التاريخ باعترافها بدولة الكيان.
"حماس": ترجمة واقعية للقرآن والسنة.
"المقاومة": فكرة وعقيدة وإيمان.
"غزة": عزة وكرامة، وهي مسقط رأسي وأبي وجدي.