خلية البيتلز التابعة لتنظيم الدولة.. من هم أعضاؤها؟ وما التهم الموجهة إليهم؟

أعضاء فرقة "البيتلز" متهمون بخطف 27 صحافيا وعاملا في المجال الإنساني، ويشتبه في أنهم عذبوا صحفيَين أميركيين وقتلوهما بقطع الرأس، وكذلك فعلوا مع عامليْن في المجال الإنساني.

من اليمين إلى اليسار آين ديفيس وأليكساندا كوتي والشافعي الشيخ ومحمد اموازي (وكالات)

ما بين مدينة ليفربول، شمالي غربي إنجلترا حيث سطع نجم فرقة "البيتلز" بأفرادها الأربعة، وبين غرب لندن حيث سطع نجم خلية "البيتلز" بعناصرها الأربعة، أكثر من مصادفة مكانية، إذ سلطت الأضواء قبل 60 عاما على كل من جون لينون وبول مكارتني وجورج هاريسون ورينغو ستار، في حين يسلط الضوء اليوم على كل من جون وبول وجورج ورينغو وآخرين أعلنوا الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية واتهموا بقتل واحتجاز رعايا غربيين في سوريا.

وبإعلان السلطات البريطانية إلقاء القبض على العضو بخلية "البيتلز" آين ديفيس، سيطوى ملف هذه المجموعة بعد اعتقال 3 من أعضائها وقتل العضو الرابع. فمن هي خلية البيتلز؟ ومن هم أفرادها؟ وما التهم الموجهة إليهم؟ وأين هم الآن؟

Verdict Reached In Trial Of British ISIS Member El Shafee Elsheikh
والدة صحفي أميركي اختطف وقُتل على يد تنظيم الدولة تتحدث أمام محكمة أميركية حوكم فيها الشافعي الشيخ (الفرنسية)

خلية البيتلز

ظهر الاسم -على ما يبدو- حينما وجد بعض الرعايا الغربيين أنفسهم في قبضة 4 أفراد مسلحين بسوريا، يتكلمون بلكنة إنجليزية ويعلنون ولاءهم لتنظيم الدولة.

حينها، شُبّه المسلحون البريطانيون الأربعة -بسبب اللكنة الإنجليزية- بفرقة البيتلز المتكونة من 4 أفراد، ومنح الرهائن كل واحد من المسلحين اسما من أسماء فريق البيتلز، جون وبول وجورج ورينغو، وانتشر ذلك عندما تناقلته وسائل الإعلام.

وأعضاء فرقة "البيتلز" متهمون بخطف 27 صحافيا وعاملا في المجال الإنساني من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا ونيوزيلندا وروسيا واليابان.

كما يشتبه في أنهم عذبوا الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، وقتلوهما بقطع الرأس، وكذلك فعلوا مع العامليْن في المجال الإنساني بيتر كاسيغ وكايلا مويلر.

ونشر تنظيم الدولة مقاطع فيديو دعائية تظهر إعدامهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ديفيس اعتقل عند وصوله إلى مطار لوتون بشمال غرب لندن (شترستوك)

آين ديفيس (بول)

وجهت السلطات البريطانية أمس الأربعاء تهمة ارتكاب جرائم إرهابية إلى آين ليسلي ديفيس (38 عاما)، الذي يُشتبه بأنه عضو في خلية "البيتلز".

وقالت الشرطة في بيان أصدرته اليوم الخميس إن ديفيس اعتقل عند وصوله إلى مطار لوتون بشمال غرب لندن.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية عدة بينها "بي بي سي" (BBC) أنه وصل إلى بريطانيا على متن رحلة قادمة من تركيا، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن 7 سنوات ونصف السنة لإدانته بجرائم إرهابية.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية في بيان آخر إن مواطنا بريطانيا أُبعد من تركيا إلى المملكة المتحدة. وأضافت أنه "سيكون من غير اللائق نشر مزيد من المعلومات في وقت تجري فيه الشرطة تحقيقاتها".

وترعرع ديفيس في منطقة هامرسميث بلندن، وكان لديه سوابق جنائية تتعلق بالمخدرات، وسجن في عام 2006 بسبب حيازته سلاحا ناريا.

بعد اعتناقه الإسلام، غيّر ديفيس اسمه إلى حمزة، وتعرف على محمد اموازي (أحد أعضاء الخلية)، وانتميا معا إلى جماعة متطرفة في لندن، ثم غادر ديفيس بريطانيا والتحق بتنظيم الدولة في عام 2013.

وكان ديفيس قد أوقف في تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وسُجن هناك لارتكابه "أعمالا إرهابية".

وأثناء محاكمته في تركيا، قال ديفيس إنه يعرف محمد اموازي لأنهما كانا يصليان في المسجد نفسه في غرب لندن، لكنه نفى أن يكون صديقه أو أنه ينتمي للخلية التي أطلق عليها "البيتلز".

وفي 2014، أصبحت زوجة ديفيس أمل الوهابي أول شخص في المملكة المتحدة يُدان بتمويل مقاتلي تنظيم الدولة، لمحاولتها إرسال 20 ألف يورو إلى زوجها في سوريا.

وخلال محاكمتها التي أفضت إلى سجنها 28 شهرا، وُصف ديفيس بأنه تاجر مخدرات قبل أن يتوجه إلى سوريا.

A masked, black-clad militant brandishes a knife in this still image from video
مسلح تابع لتنظيم الدولة قالت واشنطن بوست إنها تعرفت عليه بكونه محمد اموازي، أحد أعضاء خلية "البيتلز" (رويترز)

محمد اموازي (جون)

ولد بالكويت، وانتقلت عائلته إلى بريطانيا عندما كان عمره 6 سنوات في عام 1988. درس برمجة الحواسيب في جامعة ويستمنستر، وتخرج عام 2009.

ظهر اموازي مقنّعا في عدد من الفيديوهات التي تصور الرهائن الذين سيتعرضون للقتل، واشتهر باسم "جون الجهادي"، ورصد التحالف الدولي لمحابة تنظيم الدولة مكافأة للقبض عليه بقيمة 10 ملايين دولار أميركي.

وقتل أموازي في عملية مشتركة بريطانية أميركية عبر ضربة بطائرة مسيرة في سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

أليكساندا كوتي (رينغو)

ترعرع في غرب لندن، له أصول غانية ويونانية قبرصية، وكان يصلي في مسجد المنار مع محمد اموازي.

وأوقفت قوات كردية كوتي في سوريا في يناير/كانون الثاني 2018 مع الشافعي الشيخ، وسلمتهما إلى القوات الأميركية في العراق قبل أن يتم إرسالهما إلى بريطانيا.

وفي نهاية المطاف سلمتهما لندن إلى الولايات المتحدة في 2020، حيث اتهما باحتجاز رهائن والتآمر لقتل مواطنين أميركيين ودعم منظمة إرهابية أجنبية.

واعترف كوتي في سبتمبر/أيلول الماضي بتهمة التورط في القتل، وصدر عليه في أبريل/نيسان التالي حكم بالسجن مدى الحياة، وجردته بريطانيا من الجنسية.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، أقر كوتي بأنه مذنب بارتكاب جرائم قتل فولي وسوتلوف ومولر وكاسيج. وصدر عليه في أبريل/نيسان الماضي حكم بالسجن مدى الحياة.

El Shafee Elsheikh, a former British national accused of engaging in lethal hostage-taking and conspiracy to commit murder as an alleged member of an Islamic State cell nicknamed "the Beatles" that operated in Syria and Iraq, takes off his face mask and glasses for identification purposes as he attends testimony in his trial in U.S. federal court in Alexandria, Virginia, U.S. April 1, 2022. REUTERS/Bill Hennessy
الشيخ أدين بجميع التهم في أبريل/نيسان الماضي وسيصدر الحكم عليه هذا الشهر (رويترز)

الشافعي الشيخ (جورج)

ابن لاجئ سوداني، ذهب إلى سوريا في عام 2012 قبل أن يلتحق بتنظيم القاعدة، ثم انضم إلى تنظيم الدولة.

أطلق عليه الرهائن اسم "جورج الجهادي"، وقالوا إنهم كانوا تحت مراقبته في أغلب الأوقات، وإنه قام بمعظم عمليات التعذيب.

وأوقف من طرف قوات كردية في سوريا مع ألكسندا كوتي، وتم تسليمهما إلى القوات الأميركية في العراق قبل أن يتم إرسالهما إلى بريطانيا.

بعد ذلك سلمتهما لندن إلى الولايات المتحدة في 2020، حيث اتهما بخطف 4 رهائن أميركيين وقتلهم في سوريا، ودعم منظمة إرهابية أجنبية.

وأدين الشيخ بجميع التهم في أبريل/نيسان الماضي وسيصدر الحكم عليه في وقت لاحق من أغسطس/آب الجاري، كما تم تجريده من الجنسية البريطانية في عام 2018.

واختار الشيخ لزوم الصمت طوال هذه المحاكمة ، وهي الأولى من نوعها ضد التنظيم في الولايات المتحدة. ومن خلال محاميته، أقر بأنه انضم إلى صفوف تنظيم الدولة لكنه نفى أن يكون أحد أعضاء خلية "البيتلز".

ويقول محامو الشيخ إن من خطط لعمليات القتل ونفذها هو اموازي بأمر من قيادة تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية