أول اتصال هاتفي بين بلينكن ولافروف وجلسة لمجلس الأمن وتبادل الاتهامات بعد مقتل عشرات الأسرى الأوكرانيين في سجن

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف هي الأولى بينهما منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، في حين عقد مجلس الأمن الدولي جلسة للنظر في الأوضاع بأوكرانيا، وسط تصاعد الاتهامات بين موسكو وكييف بعد مقتل عشرات الأسرى الأوكرانيين في أحد السجون.
وأعلن بلينكن اليوم الجمعة أنه أجرى محادثات "صريحة" مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وحضه على القبول بعرض الولايات المتحدة بهدف الإفراج عن أميركيين معتقلين في روسيا.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsبموجب اتفاق إسطنبول.. ما المسارات التي تسلكها الحبوب من أوكرانيا نحو العالم؟
بلومبيرغ: أنظمة الصواريخ الأميركية الجديدة تغير مسار الحرب في أوكرانيا
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي "أجرينا نقاشا صريحا ومباشرا، دعوت الكرملين إلى قبول العرض الذي قدمناه إليه".
وحذر بلينكن وزير الخارجية الروسي من أن العالم لن يعترف "أبدا" بضم روسيا أراضي أوكرانية، وأشار إلى أن العديد من الدول حول العالم عبرت عن قلقها بشأن محاولات روسيا ضم مزيد من الأراضي الأوكرانية، والادعاء كذبا بأن المواطنين الأوكرانيين يرغبون في الانضمام إلى روسيا، مشددا على أن الشعب الأوكراني والعالم برمته لن يسمحا بذلك، ويجب أن يسمع الروس منا مباشرة بأن ذلك لن يكون مقبولا.
من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن الوزيرين "تبادلا آراءهما بشأن مشكلة العلاقات الثنائية التي تحتاج بشدة إلى تطبيع".
وأضافت الوزارة في بيان "في ما يخص تبادلا محتملا لسجناء روس وأميركيين أصر الجانب الروسي على أن نعود إلى نظام الحوار المهني الخالي من التكهنات الإعلامية، في إطار دبلوماسية متكتمة".
وقالت إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد لنظيره الأميركي أن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا يطيل أمد الصراع ويفاقم المعاناة.
وأضاف لافروف أن نهج روسيا بشأن أوكرانيا هو إكمال العملية العسكرية حتى تحقيق أهدافها، كما أبلغ لافروف نظيره الأميركي بتفاصيل اتفاق الحبوب الأوكرانية.
وأكد الوزير الروسي أن الوضع معقد بسبب العقوبات، وأن وعود واشنطن بإعفاء الإمدادات الغذائية الروسية لم تتحقق.
جلسة لمجلس الأمن الدولي
في الأثناء، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة تطورات الأوضاع في أوكرانيا، في حين قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تأمل أن يكون اتفاق إسطنبول بشأن الحبوب بداية حوار لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي إن المنظمة الدولية تشعر بقلق إزاء عدم وجود أفق واضح للتحول نحو الجهود السياسية لحل الأزمة في أوكرانيا.
وحذرت ديكارلو من أن الاتهامات بارتكاب انتهاكات في الحرب الدائرة بأوكرانيا تتزايد، ومنها أعمال عنف جنسي، مشيرة أيضا إلى أن محاولات روسيا إنشاء هيئات حكم محلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في أوكرانيا تثير مخاوف جدية.
كما نبهت ديكارلو إلى أنه مع نهاية الصيف لا بد من خطة للتعامل مع تداعيات جديدة ستسببها الحرب في أوكرانيا خلال فصل الشتاء.
وأكدت أن اتفاق نقل الحبوب الأوكرانية سيساعد في تخفيف أزمة الغذاء، وأن على روسيا وأوكرانيا إظهار التعاون لإنجاح الاتفاق.
وقالت إنه رغم وجود تطورات مشجعة مثل اتفاق الحبوب فإن القلق قائم بسبب غياب احتمالات لاستئناف جهود إنهاء الحرب بأوكرانيا.
وأضافت أنه لا بوادر على انتهاء "الحرب التي أشعلها الغزو الروسي لأوكرانيا"، وبدلا من ذلك اشتد القتال في مناطق من أوكرانيا.
تمزيق العائلات الأوكرانية
بدورها، قالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد إن روسيا تمزق العائلات الأوكرانية وترسل الأطفال إلى مناطق بعيدة عن موطنهم ومنازلهم، كما تجبر الأوكرانيين قسرا على تبديل جوازات سفرهم لتغيير هوياتهم كمواطنين أوكرانيين، وهي إضافة إلى ذلك توسع نطاق تلك العمليات المروعة، مع عدم احترام واضح لسيادة أوكرانيا، حسب قولها.
وأكدت غرينفيلد أن الانتهاكات الروسية للقانون الدولي تلاحقت منذ ما وصفته باجتياح روسيا أوكرانيا.
وأضافت أن روسيا تمهد الطريق لضم أراض أوكرانية إضافية عبر تعيين مسؤولين تابعين لها، وأنه لا شك في اعتزامها تفكيك أوكرانيا ككيان وحذفها من خريطة العالم بالكامل.
بالمقابل، قال ديمتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن إن استمرار شحن القوات الأوكرانية أسلحة من ميناء أوديسا سيعرقل تطبيق اتفاق الحبوب، مشيرا إلى أنه ليس في "مذكرة التفاهم" الموقعة بإسطنبول ما يمنع من ضمان تجريد أوكرانيا من السلاح.
وأكد بوليانسكي أن الغرب يواصل القيام بحرب بالوكالة عبر الأراضي الأوكرانية، وأنه متواطئ في جرائم الحرب التي ترتكبها كييف بمنحها مدفعية بعيدة المدى، وهو ما يطيل معاناة الشعب الأوكراني، حسب قوله.
وحذر من أن المساعدات الغربية لكييف ستؤول إلى داخل أوروبا جراء الفساد في أوكرانيا، مشيرا إلى تقارير أوروبية تعرب عن القلق من تجارة غير مشروعة للسلاح جراء المساعدات لأوكرانيا.
وأكد بوليانسكي أن قوات بلاده ستستمر في تدمير الأسلحة المقدمة إلى كييف كهدف عسكري مشروع، وأن نظام كييف يستهدف المنشآت المدنية بشكل يومي في إقليم دونباس، حسب قوله.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تأمل أن يكون اتفاق إسطنبول بشأن الحبوب بداية حوار لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
تصاعد الاتهامات بعد مقتل العشرات
قُتل العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين على ما يبدو في هجوم صاروخي اليوم الجمعة، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتنفيذه.
وألقى سقوط قتلى -أكد ذلك صحفيون من رويترز في موقع السجن المدمر حيث كان يُحتجز الأسرى- بظلاله على الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لاستئناف شحن الحبوب من أوكرانيا وتخفيف أزمة جوع عالمية تلوح في الأفق نتيجة الحرب التي دخلت شهرها السادس الآن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 40 أسيرا قتلوا وأصيب 75 في هجوم على سجن ببلدة أولينيفكا التي تقع على الخطوط الأمامية في جزء من منطقة دونيتسك يسيطر عليه الانفصاليون.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن موسكو اتهمت كييف باستهداف السجن بصواريخ هيمارس أميركية الصنع.
ونفت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ الهجوم، وقالت إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء تعذيب المحتجزين هناك وإلقاء اللوم على أوكرانيا.
واتهم وزير الخارجية دميترو كوليبا روسيا بارتكاب جريمة حرب، وطالب بإدانة دولية للحادث، كما ناشدت وزارة الخارجية الأوكرانية المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في ما وصفتها بجرائم حرب روسية.
وقالت الوزارة في بيان "ندعو مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى الالتفات سريعا للأعمال الوحشية التي ارتكبها الجنود الروس، وذلك في إطار التحقيق في ارتكاب مواطني روسيا الاتحادية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على الأراضي الأوكرانية".
وقالت هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الأوكرانية إن الهجوم على السجن كان محاولة لإلقاء اللوم على أوكرانيا.