مقال في واشنطن بوست: محاسبة الرؤساء على جرائمهم هو ما تفعله الديمقراطيات المستقرة

هل يخضع ترامب للمحاكمة بسبب الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021؟ (رويترز)

تساءل مقال في صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) اليوم الخميس عما إذا كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيواجه تهما جنائية بسبب أفعاله بعد أن قدمت اللجنة الخاصة بالتحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 أدلة كثيرة على مخالفاته في نشر الكذب وتحريض مؤيديه على التمرد.

وقال كاتب المقال كيث ريتشبورغ إن الحذر الواضح من قبل وزارة العدل وحتى بعض منتقدي ترامب يدور في الأغلب حول السوابق وتجارب الدول الأخرى، إذ لا تريد أميركا "تقليد جمهوريات الموز" التي تقاضي قادتها السابقين وحيث ينتقم الفائزون في الانتخابات من الخاسرين.

وأضاف الكاتب أنه وفقا لوجهة النظر هذه قد لا تنجو المؤسسات الأميركية الديمقراطية من صدمة محاكمة رئيس سابق لا يزال لديه الملايين من الأتباع المخلصين.

وأشار إلى أنه منذ أن أصدر الرئيس الأسبق جيرالد فورد عفوا عن الرئيس ريتشارد نيكسون عن جرائم ووترغيت قبل 48 عاما كان الأميركيون يركزون اهتمامهم على الحاجة إلى التعافي والوحدة، معتبرا ذلك نشوزا واضحا من جانب الولايات المتحدة في منح الإفلات الفعلي من العقاب للرؤساء السابقين.

ولفت الكاتب إلى أنه في العديد من البلدان التي غطاها عن كثب باعتباره مراسلا أجنبيا لم تكن محاكمة القادة السابقين على الجرائم أمرا غير معتاد، بل غالبا ما يتوقعه الجمهور، وفي معظم الحالات لم تصمد المؤسسات الديمقراطية فحسب، بل دُعمت من خلال إثبات أنه لا أحد ولا حتى أي زعيم سابق فوق القانون.

إعلان

وأشار في ذلك إلى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي كانت تطارده مزاعم سوء السلوك المالي منذ سنوات عمله رئيسا لبلدية باريس، وكان هناك حكم قضائي بمنحه الحصانة عندما كان رئيسا لفترتين، ومع ذلك وجهت إليه التهمة بعد فترة وجيزة من تركه منصبه الرئاسي في عام 2007 وأدين في النهاية وحكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بسبب شيخوخته وضعف صحته، وكذلك الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي خدم فترة رئاسة واحدة وأدين في 2021 في قضيتين منفصلتين وحكم عليه بالسجن لكنه استأنف الحكم.

وعلق الكاتب بأن ما فعلته فرنسا مع رئيسين سابقين بعد تركهما منصبيهما يشير إلى أن الجمهورية تقوم بواجبها كما ينبغي، واستطرد في ذكر حالات مشابهة في الديمقراطيات الآسيوية مثل كوريا الجنوبية والفلبين وتايوان وماليزيا، وانتهى إلى أن الديمقراطيات المستقرة وجهت اتهامات إلى زعماء سابقين وحاكمتهم بارتكاب جرائم وأثبتت مؤسساتها أنها أكثر مرونة في التعامل معها.

وختم الكاتب بأن الولايات المتحدة قد ترغب في التعلم من التجارب بأماكن أخرى، والتغلب على نفورها من محاكمة رئيس سابق، وقد تكون قضية ترامب هي البداية الجيدة.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان