إيران تحقق في تقارير عن تقارب خطير بين طائرتين باكستانيتين في أجوائها
فتحت طهران تحقيقا إثر إعلان شركة الخطوط الجوية الباكستانية أن اثنتين من طائراتها كادتا تصطدمان في المجال الجوي الإيراني بسبب خطأ من مراقبي حركة الملاحة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن الإعلام الرسمي في إيران.
وقال نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطيران المدني حسن خوشخو "تم اتخاذ الإجراءات الملائمة لتلقي المستندات من مركز التحكم (الجوي)، وطلبنا تقارير من ربانَي الطائرتين لإجراء تحقيقات إضافية"، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي.
وأضاف "بطبيعة الحال، بعد تلقي كل الوثائق، تتم مراجعة الموضوع من قبل مجموعة العمل بشأن حوادث الملاحة الجوية ضمن مكتب التحقيقات التابع لمنظمة الطيران المدني، ويتم إعلان النتيجة النهائية".
وكان المتحدث باسم شركة الخطوط الباكستانية الدولية عبد الله حفيظ خان أفاد لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الثلاثاء بأن اثنتين من طائراتها التجارية كادتا تصطدمان يوم الأحد الماضي على ارتفاع عالٍ في المجال الجوي الإيراني بسبب خطأ بشري من قبل مراقبي الحركة الجوية.
وأوضح أن ذلك وقع حين سمحت سلطات مراقبة الملاحة الجوية الإيرانية لطائرة تابعة للخطوط الباكستانية متّجهة إلى بيشاور بالهبوط من ارتفاع 36 ألف قدم إلى 20 ألفا.
وكانت طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية نفسها ومتجهة إلى دبي في الأسفل على ارتفاع 35 ألف قدم، واقتربت الطائرتان من بعضهما على مسافة 300 متر، بحسب المصدر.
وتابع "ساعد نظام لتجنّب الاصطدام الطيّاريْن على تصحيح مسارهما وتجنّب الحادث بعد اقتراب الطائرتين من بعضهما"، مضيفا "سنراسل السلطات الإيرانية لكي تحقق في هذا الحادث، لأنه لم يكن من المفترض" أن يسمح المراقبون الإيرانيون للطائرة المتجهة إلى بيشاور بالهبوط.
وأكد خوشخو أن الطائرتين كانتا مزودتين بهذا النظام الذي "يعطي التحذيرات اللازمة من مسافة بعيدة"، معتبرا أن "حوادث مماثلة سبق أن حصلت في دول أخرى".
وكانت الخطوط الجوية الباكستانية شركة مهمة حتى سبعينيات القرن الماضي، لكن سنوات من الخسارة المالية وسوء الإدارة أديا إلى تشويه سمعتها.
وفي العام 2016، تحطمت طائرة متّجهة من منطقة شيترال الجبلية (شمال) إلى العاصمة إسلام آباد في منطقة نائية، مما أسفر عن مقتل 47 شخصا، وخلص التحقيق إلى وجود خطأ في الصيانة.
وفي العام 2020، تحطّمت إحدى طائرات الخطوط الجوية الباكستانية الدولية في كراتشي، مما تسبب في مقتل 98 شخصا.
مسؤول إيراني: مزاعم لا أساس لها من الصحة
بالمقابل ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية في تقرير آخر أن عضو مجلس إدارة شركة المطارات والملاحة الجوية في إيران هادي يوسف بورآذي فند مزاعم السلطات الباكستانية بشأن ارتكاب شركة مراقبة الملاحة الجوية الوطنية خطأ كاد يؤدي إلى حادث لطائرتين باكستانيتين كانتا تعبران المجال الجوي الإيراني، مؤكدا أن سماء إيران باتت الأكثر أمانا في المنطقة لحركة الرحلات الجوية الدولية بفضل جهود مراقبي حركة المرور الجوي المجتهدين.
وورد في تقرير للوكالة الإيرانية أن بورآذي كتب تغريدة على تويتر رد فيها "على مزاعم السلطات الباكستانية التي ادعت أن طائرتين تجاريتين باكستانيتين كادتا تصطدمان في المجال الجوي الإيراني بسبب خطأ بشري من قبل مراقبي الحركة الجوية الإيرانية".
وأشارت إلى أنه كتب في تغريدة له على تويتر اليوم الأربعاء أن "التقرير الغريب لرئيس شركة الخطوط الجوية الباكستانية بشأن حادث كاد أن يقع بين طائرتين باكستانيتين في المجال الجوي لإيران مخالف لقواعد ولوائح منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" (ICAO)".
وأضاف بورآذي: أؤكد للشعب الإيراني أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن سماء إيران باتت الأكثر أمانا في المنطقة لحركة الرحلات الجوية الدولية بفضل جهود مراقبي حركة المرور الجوي المجتهدين.