بعد اختيار البرلمان السريلانكي رئيسا جديدا للبلاد.. رئيس الوزراء يؤدي اليمين وواشنطن تحذر من نفوذ صيني

أدى رانيل ويكريمسينغه اليمين رئيسا جديدا لسريلانكا، بعد فوزه في تصويت جرى بالبرلمان، فيما قال مكتب دينيش جوناواردينا اليوم الجمعة إنه أدى اليمين رئيسا جديدا للوزراء، في حين حذرت واشنطن من نفوذ صيني في كولومبو.
وبعد ساعات من فوزه في الانتخابات البرلمانية أول أمس الأربعاء، حاول ويكريمسينغه النأي بنفسه عن عائلة راجاباكسا القوية التي هيمنت لعقود على المشهد السياسي في سريلانكا، وقال للصحفيين بعد زيارته معبدا بوذيا في كولومبو "لست صديقا لآل راجاباكسا. أنا صديق للشعب".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsانتفاضة سريلانكا.. رسائل للداخل وللخارج
دول عربية عاجزة عن سداد ديونها.. هل ستواجه سيناريو سريلانكا؟
وحث ويكريمسينغه المواطنين على الاتحاد لإيجاد سبيل للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد منذ عقود.
وخلف ويكريمسينغه -الذي تولى منصب رئيس الوزراء 6 مرات- غوتابايا راجاباكسا الذي فرّ من سريلانكا واستقال من منصبه الأسبوع الماضي بعد احتجاجات حاشدة على أسلوب تعامله مع الاقتصاد.
وكان ويكريمسينغه حصل على 134 صوتا من أصل 225 في تصويت برلماني أول أمس الأربعاء.
ومن المقرر أن يستكمل الرئيس الجديد الفترة المتبقية من ولاية راجاباكسا، التي كان مقررا لها أن تستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
رئيس وزراء جديد
وقال مكتب دينيش جوناواردينا، اليوم الجمعة، إن النائب السريلانكي البارز أدى اليمين رئيسا جديدا للوزراء، وذلك بعد يوم من أداء رئيس جديد للبلاد لليمين في الوقت الذي تواجه فيه الدولة الواقعة في المحيط الهندي أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.
وأدى جوناواردينا، وهو وزير سابق من حزب بودوجانا بيرامونا، اليمين بحضور الرئيس رانيل ويكريمسينغه، جالسا أمام ضباط جيش بالزي الرسمي في غرفة احتشد فيها نواب ومسؤولون.
ومن المتوقع أن يؤدي باقي أعضاء مجلس الوزراء اليمين في وقت لاحق اليوم الجمعة.
احتجاجات متواصلة
وداهمت قوات الأمن في سريلانكا مخيم احتجاج ضد الحكومة في العاصمة كولومبو في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد ساعات من أداء الرئيس المنتخب ورئيس الحزب الوطني المتحد رانيل ويكريمسينغه اليمين الدستورية صباح أمس الخميس رئيسا تنفيذيا ثامنا للبلاد، في حين حذر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز من النفوذ الصيني في سريلانكا عبر بوابة القروض.
ونقلت وكالة رويترز عن اثنين من منظمي المظاهرات في سريلانكا أن مئات من قوات الأمن حاصروا مخيم الاحتجاج "جوتا جو جاما"، وهو اسم ساخر مشتق من اسم الرئيس السريلانكي السابق الذي فرّ من البلاد غوتابايا راجاباكسا بعد منتصف الليل، وفككوا جزءا منه.
وأضافا أن ما لا يقل عن 50 متظاهرا أصيبوا، بينهم بعض الصحفيين الذين تعرضوا للضرب على أيدي قوات الأمن.
نفوذ صيني
في غضون ذلك، حذر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز من نفوذ صيني في سريلانكا.
ووصف بيرنز خلال "منتدى الأمن في أسبن" بالولايات المتحدة، رهانات سريلانكا بالغبية جراء الاستدانة من الصين.
وقال إن الأزمة التي تشهدها سريلانكا بمثابة تحذير للدول الأخرى التي يغريها مثل هذا التقارب مع بكين.
كما أشار رئيس "سي آي إيه" إلى أن للصينيين نفوذا كبيرا، ويمكنهم أن يجعلوا استثماراتهم جذابة للغاية، على حد وصفه.
وقد رد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وينغ وينبن بأن تعليقات المسؤولين الأميركيين لن تؤثر على علاقات الصين "الودية وذات المنفعة المتبادلة" مع سريلانكا، وفق تعبيره.
أزمة اقتصادية
وأدت الاضطرابات السياسية المتواصلة منذ 3 أشهر إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، لكن ويكريمسينغه قال الاثنين إن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض تقترب من نهايتها، في حين أن المحادثات بشأن المساعدات من الدول الأخرى قد أحرزت تقدما أيضا.
وأججت أزمة سريلانكا، الناجمة عن سوء الإدارة الاقتصادية وتداعيات الحرب في أوكرانيا، احتجاجات شعبية استمرت شهورا وأجبرت في النهاية الرئيس غوتابايا راجاباكسا على الفرار من البلاد.