مقال بمجلة نيوزويك: تهور بايدن يحول أوكرانيا إلى أفغانستان أخرى

Russia's attack on Ukraine continues, in Kharkiv region
التفوق العسكري الروسي الساحق يجعل نصر أوكرانيا غير محتمل (رويترز)

مع احتدام حرب بوتين على أوكرانيا واستمرار واشنطن في التعهد بمزيد من المساعدات والأسلحة للأمة المحاصرة، بدا الوضع برمته وكأنه أفغانستان أخرى.

بهذه المقدمة استهلت ربيكا كوفلر، رئيسة استشارات العقيدة الإستراتيجية ومسؤولة استخبارات سابقة في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، مقالها في مجلة "نيوزويك" (Newsweek)، مشيرة إلى أنه بعد أقل من 5 أشهر على الصراع الروسي الأوكراني أنفقت الولايات المتحدة 8 مليارات دولار، وهو ما يزيد على ما أنفقته خلال السنوات الخمس الأولى في أفغانستان.

وألمحت الكاتبة إلى تحذير المسؤولين الغربيين، بمن فيهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، من أن الحرب الروسية في أوكرانيا ستستمر لسنوات، وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لإبقاء الصنبور مفتوحا.

وترى كوفلر أن الديمقراطية التي تريدها أميركا والعالم للشعب الأوكراني قد تكون هدفا لا يمكن تحقيقه في المستقبل القريب. ولن توقف المليارات الأميركية حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وإن أوكرانيا -مثلها مثل أفغانستان- ليست مرشحا ناضجا لأن تكون ديمقراطية جيفرسونية وحكومة على النمط الغربي.

الديمقراطية التي تريدها أميركا والعالم للشعب الأوكراني قد تكون هدفا لا يمكن تحقيقه في المستقبل القريب، ولن توقف المليارات الأميركية حرب بوتين. وإن أوكرانيا -مثلها مثل أفغانستان- ليست مرشحا ناضجا لأن تكون ديمقراطية جيفرسونية وحكومة على النمط الغربي

وعلى الرغم من الصورة الوردية لأوكرانيا التي رسمها السياسيون في واشنطن ووسائل الإعلام الرئيسية، لا تزال البلاد واحدة من أكثر الأماكن فسادا في العالم، حيث تحتل المرتبة 123 من أصل 180 دولة على مقياس الفساد، وهي أسوأ قليلا من روسيا الفاسدة أسطوريا التي تحتل المرتبة 139.

إعلان

وأضافت الكاتبة أن مشروع واشنطن للترويج للديمقراطية جُرب وثبت فشله عدة مرات في جميع أنحاء العالم. ومن غير المرجح أن ينجح في أوكرانيا.

وعلاوة على ذلك، لم يقدم أحد في إدارة بايدن تعريفا للنصر حتى الآن. وكما هي الحال في أفغانستان، فإن نقاط الأهداف غير واضحة ودائمة التحرك. وحتى بالمساعدة الأميركية، فإن تعريف أوكرانيا للنصر، الذي يقوم على استرداد كل الأراضي المغتصبة كما أعلن رئيسها فولوديمير زيلينسكي، غير محتمل بالنظر إلى التفوق العسكري الروسي الساحق.

ولفتت كوفلر إلى أن مشاركة الولايات المتحدة التي استمرت 20 عاما في أفغانستان كلفتها 2.2 تريليون دولار و6200 شخص أميركي. ويبدو أن الرئيس بايدن ومساعديه في الكونغرس يسيرون في الاتجاه نفسه مع أوكرانيا، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالمساعدات المالية والعسكرية. وختمت مقالها بأن لدى الرئيس فرصة لإعادة التفكير في هذا المشروع المحكوم عليه بالفشل الآن، ويجب عليه قطعا.

المصدر : نيوزويك

إعلان