تركيا وروسيا وإيران تدعو الولايات المتحدة لسحب قواتها من شرقي سوريا

U.S. Forces Conduct Operations In Northern Syria
قوات أميركية تقوم بدورية في مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية قرب الحدود السورية مع تركيا (أرشيف- غيتي)

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، القوات الأميركية إلى مغادرة المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات في سوريا، وطالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان واشنطن بمغادرة الأراضي السورية فورا ومن دون أي شروط، وهي الدعوة نفسها التي وجهها أمس الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهما واشنطن بسرقة النفط السوري وبيعه في الخارج.

وقال أردوغان -في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة- لدى عودته من زيارته الرسمية إلى إيران "وفقا للنتيجة التي خرجت بها مفاوضات عملية أستانا، فإنه ينبغي للولايات المتحدة في الوقت الحالي مغادرة المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات في سوريا".

وأوضح الرئيس التركي أن انسحاب القوات الأميركية من شرقي نهر الفرات في سوريا سيجعل "مكافحة الإرهاب أسهل"، مضيفا أن تركيا وروسيا وإيران "حتما ستتحد ضد التنظيمات الإرهابية "بي كيه كيه" (PKK) (حزب العمال الكردستاني) و"بي واي دي" (PYD) (حزب الاتحاد الديمقراطي وهو فرع من حزب العمال) و"واي بي جي" (YPG) (وحدات حماية الشعب الكردية)، التي تقوم في الوقت الحالي باستغلال آبار النفط شرقي الفرات وبيعها للنظام.

واتهم الرئيس التركي الولايات المتحدة بالاستمرار في دعم "التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك خلال عهد الرؤساء السابقين، بآلاف الشاحنات المحملة بالسلاح والمعدات والذخيرة".

إعلان

ووزعت الرئاسة التركية اليوم الأربعاء بيانا جاء فيه أن الهجوم التركي المرتقب في الشمال السوري على وحدات حماية الشعب "ستبقى على جدول أعمال تركيا إلى أن تتم معالجة مخاوفها الأمنية"، وجاء البيان عقب القمة الثلاثية التي جمعت في طهران -أمس الثلاثاء- الرئيس التركي أردوغان بنظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي بوتين.

Recep Tayyip Erdogan - Joe Biden
أردوغان (يمين): سحب أميركا قواتها من مناطق شرق الفرات في سوريا سيسهل مهمة مكافحة الإرهاب (الفرنسية)

مطالبة إيرانية

كما طالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء- مع نظيره السوري فيصل المقداد واشنطن بمغادرة الأراضي السورية فورا، ومن دون أي شروط.

وأضاف الوزير الإيراني أن "وجود القوات الأميركية شرقي الفرات هو إحدى المشكلات التي تعاني منها المنطقة"، وقال إن واشنطن "تتذرع بأن وجودها مرتبط بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية".

وأعرب عبد اللهيان عن قلقه من وجود من وصفهم بالمسلحين الإرهابيين في بعض المناطق السورية، مشددا على ضرورة حفظ السيادة السورية.

وأعرب وزير الخارجية السوري -في المؤتمر الصحفي نفسه- عن رفض دمشق لما وصفه باختراق الحدود السورية من الجانب التركي بهدف إقامة مناطق آمنة على أراضيها؛ وطالب الولايات المتحدة والغرب بعدم السعي لفرض هيمنتهما على العالم، على حد تعبيره.

بوتين يتهم

وكان الرئيس الروسي دعا أمس الثلاثاء القوات الأميركية إلى مغادرة شرقي سوريا، واتهم الولايات المتحدة بسرقة الثروات السورية، ومنها النفط، وبيعها في الخارج. وأضاف بوتين "علينا العمل على نشر الاستقرار في سوريا، وتأمين فترات استقرار طويلة وإعادة المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، لها".

تجدر الإشارة إلى أن وجود مئات الجنود الأميركيين في مناطق شمال شرقي سوريا من أجل دعم وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على تلك المناطق، وتضم المناطق الشرقية للبلاد قواعد أميركية، أهمها قاعدة الرميلان، والقحطانية شرق القامشلي، وقاعدة عامودا غربها، وأما بقية القواعد الأميركية فهي في محيط الحسكة، وقرب آبار النفط شرقي نهر الفرات.

إعلان

كما أن هناك وجودا عسكريا أميركيا في منطقة التنف عند الحدود السورية مع كل من الأردن والعراق، حيث توجد قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان