والد إبراهيم سعدون المحكوم بالإعدام في دونيتسك يتحدث للجزيرة نت عن ظروف محاكمة ابنه
يؤكد الطاهر سعدون في حديث للجزيرة نت أن قائد الفليق الأوكراني الذي كان يعمل ابنه إبراهيم فيه قبل أن يسلم نفسه؛ يمكن أن يكون سببا في تبرئة إبراهيم من حكم الإعدام بتهمة القتال كمرتزق مع القوات الأوكرانية، إذا أفاد أنه لم يقاتل قط بالسلاح، بل كان مكلفا بمهمة غير قتالية.
كشف الطاهر سعدون والد الطالب المغربي إبراهيم سعدون (21 سنة) المحكوم بالإعدام في إقليم دونيتسك أن قائد الفيلق الأوكراني الذي كان يعمل فيه ابنه إبراهيم، ستكون شهادته حاسمة لتبرئته، بعدما سلم نفسه أخيرا رفقة 160 عنصرا.
ويوضح سعدون الأب في حديث للجزيرة نت أن هذا المعطى الجديد "في صالح تبرئة إبراهيم، وبراءة ابني بيد قائده، الذي يمكنه تقديم شهادة حول إبراهيم، كونه لم يقاتل قط بالسلاح، بل كان مكلفا بمهمة غير قتالية".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsيضم “فيلق القوقاز”.. الجزيرة نت تدخل حقل تدريب عسكري في ضواحي كييف
إندبندنت: لماذا يريد مئات الأفارقة القتال ضمن الفيلق الأجنبي للدفاع عن أوكرانيا؟
موسكو تتوعد "مرتزقة الغرب" في أوكرانيا
وكانت قوات انفصاليي دونيتسك قد ألقت القبض على سعدون الابن في مارس/آذار الماضي في بلدة فولنفاخا الواقعة بين مدينة ماريوبول ومدينة دونيتسك.
ويوضح سعدون أنه وجه رسالة إلى الكرملين الروسي بشأن إبراهيم؛ ومن آثارها الإيجابية أن خضع ابنه أمس الجمعة لفحص طبي بأمر قضائي.
ويضيف الطاهر "نحن من طلبنا إجراء كشف طبي على إبراهيم بعد رسالة كنت بعثتها إلى الكرملين الثلاثاء الماضي بشكل شخصي ومباشر، وهناك رسالة أخرى بصدد إرسالها إلى بوشيلين، رئيس جمهورية دونيتسك".
دفوعات استئناف حكم الإعدام جاهزة
ويفيد والد إبراهيم سعدون أنه تواصل الأربعاء الماضي مع المحامية يلينا فيسنينا في محادثة عبر الويب، أبلغته فيها أنها هيأت دفوعات استئناف حكم الإعدام الموجه لابنه بسبب اتهامه بالقتال كمرتزق من طرف الانفصاليين في دونيتسك، وأنها "ستتابع كل ما يتعلق بعلامات بارزة على جسد المتهم".
والمحاكمة الاستئنافية، التي انطلقت مطلع يوليو/تموز الجاري، من المرتقب أن يحضر جلساتها الطاهر سعدون ، كما يقول للجزيرة نت. مؤكدا أنه بصدد الاستعداد لإمكانية التنقل إلى موقع محاكمة ابنه إبراهيم، وأن هذا الأمر جاء بعد طلب منه واستجابة من الطرف الآخر، وأنه بصدد دراسة الترتيبات اللوجستية.
وحول تدخل الحكومة المغربية لدى جمهورية دونيتسك، فقد أعلنت الخارجية المغربية أنها لا تتفاوض أو تتواصل مع جمهورية غير معترف بها.
وكانت سفارة المغرب في كييف قد أصدرت بيانا نفت فيه تواصلها مع الجمهورية، وجددت التأكيد على أن "هذا كيان غير معترف به لا من قِبلنا ولا من قبل الأمم المتحدة". وأضاف البيان "وعليه، فلا يمكن أن يكون هناك اتصال رسمي أو غير رسمي للدولة المغربية مع كيان من هذا القبيل".
ولذلك يقول سعدون "إننا متجهون للسفر نحو منطقة لا يعترف بها المغرب، لكن هناك إمكانية التعاون مع المنظمات الأهلية غير الحكومية، إضافة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، حيث تحدثت رئيسته أمينة بوعياش مع سلطات موسكو".
وردا عما أوردته وكالة الأنباء الروسية "تاس" (TASS) حول إصابة إبراهيم بمرض نفسي، يقول الوالد سعدون "لو كان ابني مريضا نفسيا لما التحق بالدراسة الجامعية في شعبة دراسية بالغة الحساسية (كلية كييف للديناميكا الهوائية، وتكنولوجيا الفضاء).
وتعليقا على الوضع الصحي والحالة التي ظهر بها إبراهيم في أثناء محاكمته، يقول والده "يبدو واضحا أن ابني يعاني نفسيا من خلال الأَسر والصدمة، وقد لاحظت العائلة ذلك، لأن هذا الشاب كان نشيطا، بخلاف الفزع الذي بدا عليه من خلال نظراته التي توحي إلى الحالة النفسية التي يعيشها، حيث كان سابقا في وضع صحي جيد، وتغير فقط حينما تم اعتقاله".
ويحذر كل المسؤولين المعنيين قائلا "إذا ما أصيب ابني بمرض نفسي جراء الأسر فإني أحملهم مسؤولية ذلك ولن أتنازل عن حقوقه".
سر وراء تغيير الاعترافات
ويلفت الوالد إلى أنه في أثناء المحاكمة، "بدا لنا أن إبراهيم تغير كثيرا، خصوصا عند النطق بالحكم، وقد كان يبتسم ويضحك طيلة جلسات المحاكمة كلما تم وصفه بالمرتزق، رغم أنه ينفي ذلك، لأنه يؤكد توقيعه عقدا مع الجيش الأوكراني".
ويسترسل الرجل في القول "لا يمكن أن يصر إبراهيم على نفي أنه مرتزق طيلة مراحل التحقيق، ثم يغير أقواله في آخر لحظة، وهو ما بنت عليه المحكمة حكمها بإعدامه، وقد بدا واضحا أن إبراهيم قد تعرض لضغوطات لتغيير أقواله"؛ فقد لاحظ الوالد علامات الحرمان من النوم التي كانت واضحة بالهالات السوداء حول عيني ابنه، كما يقول.
ويبدي سعدون الأب أمنيته بأن يصل موقع المحاكمة لمعاينة ما يحدث "حتى وإن كلفني الأمر الذهاب وحدي وسط جو الحرب.. لا أهتم بالمخاطر التي قد تعترضني رغم تحذيري من ذلك".
ويضيف "نحن من طلبنا تدخلا طبيا نفسيا وخبيرا محلفا لفحص إبراهيم إذا ما كان قد تعرض للضرب أو التعذيب أم لا، وقد وجهنا طلبنا عبر قنوات نتعامل معها وتتواصل مع الجهات المعنية التي تعتقله".
"روسيا ليست شيطانا"
وعن طبيعة القنوات الوسيطة التي يتعامل معها والد الطالب المغربي المحكوم بالإعدام، يقول سعدون إنها قنوات شبه رسمية وإن هناك جمعيات روسية غير حكومية تتضامن مع قضية إبراهيم، وتبحث إمكانية السير قدما في معالجة قضيته.
ويشير الأب المكلوم والذي بدا واثقا من وسطائه إلى أن "روسيا ليست بتلك الصورة المخيفة التي تقدمها بعض وسائل الإعلام، بل فيها أيضا أناس يناضلون من أجل احترام القانون الدولي في أثناء الحرب، من ضمنهم أساتذة جامعيون".
ويعتقد أن "روسيا ليست شيطانا أكبر.. بل إنها دولة لها مؤسساتها ورجالها المسؤولون والقادرون على التصرف بحكمة واحترام القانون الدولي".
ويؤكد الطاهر أنه ينتظر إعادة التواصل مع محامية إبراهيم، خاصة أن الاتصال بها صعب جدا، حيث توجد في منطقة النزاع، فتبادل إطلاق النار يجعل التواصل صعبا معها على المستوى التقني والسلامة الجسدية.