إيكونوميست: هل سئمت أميركا الحرب الطويلة في أوكرانيا؟
بعد ما يقرب من 6 أشهر من القتال في أوكرانيا مع احتمال أن يطول أمد الحرب هناك، طفق الحلفاء الأوروبيون للرئيس الأميركي جو بايدن يتساءلون عما إذا كان التعب سينال من الولايات المتحدة في وقت قريب، حسب مجلة "إيكونوميست" (The Economist).
وذكرت المجلة البريطانية -في تقرير لها- أن بايدن، الذي تعهد بدعم أوكرانيا "مهما طال الأمر"، بات مكروها حتى أكثر من سلفه دونالد ترامب في هذه المرحلة من ولايته الرئاسية؛ "فالتضخم وارتفاع أسعار الوقود يضعفان القدرة الشرائية للأميركيين. ومن المقرر أن يحقق الجمهوريون مكاسب مهمة في الانتخابات النصفية نوفمبر/تشرين الثاني؛ إذ من المتوقع أن يسيطروا على مجلس النواب وربما أيضا مجلس الشيوخ".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتوماس فريدمان: الحرب بأوكرانيا تزداد خطورة على أميركا وبايدن يعرف ذلك
نيويورك تايمز: أميركا وحلفاؤها محبطون من فشل العقوبات ضد روسيا
صحيفة روسية: كيف تدمر المساعدات لأوكرانيا الولايات المتحدة؟
وأشارت المجلة إلى تعليق كتبه مؤخرا كريس كونز، السيناتور الديمقراطي والحليف المقرب لبايدن الذي يُطلق عليه أحيانا "وزير خارجية الظل"، أبدى فيه قلقه من "التزام الشعب الأميركي وقادته المنتخبين بمواصلة المسار في ظل استمرار الغزو".
وكان كونز قد صرح للإيكونوميست -يوم 14 يوليو/تموز الجاري- بأن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين "يُعوِّل على أن يفقد الغرب تركيزه".
لا تأكيد باستمرار الدعم
ومن المفترض أن يستمر الدعم لأوكرانيا حتى نهاية السنة المالية الحالية التي تصادف 30 سبتمبر/أيلول المقبل، لكن لا يوجد أحد متأكد تماما من موعد نفاد الأموال. وقلة في الكونغرس يعتقدون أنه يمكن تمرير حزمة كبيرة أخرى من الدعم لأوكرانيا قبل انتخابات التجديد النصفي، في حين يقول كثيرون إن الأمر قد يتعذر بعد ذلك.
وبالنظر إلى حالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها الولايات المتحدة، فربما لا غرابة أن تساور الجمهوريين الشكوك بأن الإدارة التي يقودها الحزب الديمقراطي تخوض حربا بالوكالة في أوكرانيا.
وطبقا لتقرير المجلة، فإن عدد الأميركيين المستعدين لدفع ثمن اقتصادي لدعم أوكرانيا أقل مما الدعم الذي أرسل مارس/آذار الماضي في بداية الحرب.
اتساع الفجوة بين مؤيدي الحزبين
غير أن استطلاعا حديثا أجرته جامعة ماريلاند أظهر أن الفجوة بين الديمقراطيين والجمهوريين آخذة في الاتساع أيضا. فقد قال 78% من الديمقراطيين إنهم سيقبلون شراء وقود أكثر تكلفة، وأكد 72% منهم أنهم سيتحملون مزيدا من التضخم لمساعدة أوكرانيا، في مقابل 44% و39% فقط على التوالي من الجمهوريين قالوا إنهم سيفعلون ذلك.
ونقلت المجلة عن مساعدين لأعضاء في الكونغرس القول إن هناك 3 عوامل من المرجح أن تؤثر على دعم أوكرانيا؛ أولها التركيبة التي سيكون عليها الكونغرس بعد انتخابات التجديد النصفي.
فإذا استعاد الجمهوريون الأغلبية في أي من غرفتي الكونغرس، فإن السؤال هو أي فصيل في الحزب ستكون له اليد العليا؟
ديمقراطي يحذر من توقف الدعم إذا تقدم الجمهوريون
وغرَّد النائب الديمقراطي روبن جاليغو -على تويتر- قائلا: "إذا انتزع الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب في عام 2022، فإن دعمنا لأوكرانيا سيتوقف".
وتوقع أن قادة الحزب الجمهوري لن يكونوا قادرين على منع أتباع ترامب -من أمثال مارغوري تايلور غرين ومات غايتز- "من أن يملوا سياستنا تجاه أوكرانيا".
أما العامل الثاني، فيتمثل في مدى استعداد الحلفاء لمواصلة دعمهم أوكرانيا في مواجهة روسيا. وعن ذلك يتساءل كونز: "كيف سيبلي شركاؤنا الأوروبيون؟"، مشيرا إلى أن أوكرانيا بالنسبة لمعظم الأميركيين "تقع في النصف الآخر من العالم".
وتعلق المجلة على ذلك بالقول إن الدول الأوروبية على مقربة من روسيا، ومن ثم فهي أكثر عرضة للتصعيد العسكري، وفقدان إمدادات الطاقة الروسية وتدفق اللاجئين.
التقدم في القتال هو الحاسم
ولعل الاعتبار الأكبر -حسب تقرير الإيكونوميست- يكمن في العامل الثالث المتمثل في التقدم في ساحات القتال. فإذا تمكن بايدن من إثبات أن أوكرانيا تحقق انتصارات "بدلا من أن تغوص في مستنقع حرب أبدية أخرى، فسيكون من السهل حشد الدعم لها". لكن يبدو أننا -على الأرجح- إزاء صراع سيطول أمده، حسبما تعتقد المجلة في نبرة يغلب عليها التشاؤم.
ويمضي التقرير إلى التأكيد أن هدف بايدن من الحرب غير واضح، فقد توقفت إدارته عن الحديث بشأن مساعدة أوكرانيا لتحقيق النصر، بل تتحدث بدلا من ذلك عن الحيلولة دون تعرضها للهزيمة.
ويرى البعض أن الحرب خاسرة، ويقولون إن على إدارة بايدن الإسراع في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي. لكن مناصري أوكرانيا في الولايات المتحدة -من الديمقراطيين والجمهوريين- يرون أن على بايدن أن يسرع في كسب الحرب، بأن يمنح أوكرانيا مزيدا من المساعدات العسكرية، وتقبل مزيد من المخاطر.