نيوزويك: هل تسعى إيران حقا لصنع قنبلة نووية؟ وهل هناك معلومات قاطعة بهذا الشأن؟

جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في نطنز
جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز النووي الإيراني (الجزيرة)

في عالم العلاقات الدولية تحمل عبارة "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" معنى خاصا، إذ تعني احتمال استخدام القوة العسكرية، وتستخدم غالبا من قبل رؤساء الدول عندما يريدون إيصال رسالة قوية إلى خصومهم بأكثر الطرق دبلوماسية.

ويرى دانيال ديبتريس -وهو محلل سياسي مختص في مجال الدفاع وكاتب عمود في مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية- في مقال له بالمجلة أنه لا توجد دولة على ظهر البسيطة وجهت لها هذه العبارة أكثر من إيران التي عادة ما يوجه لها هذا التحذير من قبل رؤساء الولايات المتحدة.

ويشير ديبتريس إلى أن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع بأن الولايات المتحدة "مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي" كان أحدث تصريح في سلسلة طويلة من التصريحات المماثلة من قبل رؤساء الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش الأب.

كما يشير إلى أنه من الصعوبة بمكان التمييز بين خطابات رؤساء الولايات المتحدة الأربعة الأخيرين الموجهة لطهران، فالرئيسان السابقان باراك أوباما ودونالد ترامب -على سبيل المثال- يختلفان في كل شيء باستثناء جزء واحد من السياسة الخارجية، ألا وهو استعداد الولايات المتحدة للدخول في حرب مع إيران لمنعها من أن تصبح قوة نووية، لكن هل تسعى طهران لصنع سلاح نووي؟

رأي الاستخبارات الأميركية

يقول الكاتب إن كثيرين في الغرب يرون هذا السؤال مثيرا للسخرية، ويفترضون أن طهران قد قررت بالفعل عسكرة نشاطها النووي عندما يحين أوان ذلك، ويرون أنه لا توجد أسباب غير ذلك تدفع العلماء الإيرانيين لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي خطوة تقنية قريبة من تلك التي تمكن من الحصول على الوقود المستخدم في صنع الأسلحة النووية.

كما يتساءلون عن أسباب قيام الإيرانيين بحفر سلسلة جديدة تماما من الأنفاق في أعماق أحد الجبال جنوبي موقع التخصيب الرئيسي في نطنز إذا لم يكن بغرض صنع سلاح نووي، وعن أي تفسير آخر لاستمرار إيران في عرقلة تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى الرغم من كل ما سبق -والكلام للكاتب- فإن الاستخبارات الأميركية لم تتوصل بعد إلى استنتاج قاطع حول ما إذا كانت إيران تريد صنع قنبلة نووية أم لا.

وقد صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز خلال حديثه في مؤتمر عقدته صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن وكالته "لا ترى أي دليل على أن المرشد الأعلى لإيران (علي خامنئي) قد اتخذ قرارا بالتحول إلى صنع سلاح (نووي)".

كما أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية تقريرا حول تقييم التهديدات التي قد تواجه الولايات المتحدة نشر في مارس/آذار من هذا العام، وتضمن ما يعزز التحليل الذي ذهب إليه بيرنز، حيث قال معدوه "نستمر في تقييمنا بأن إيران لا تقوم حاليا بالأنشطة الأساسية لتطوير أسلحة نووية التي نرى أنها ستكون ضرورية لإنتاج سلاح نووي".

ويخلص الكاتب إلى أنه على الرغم من أن هذه التقييمات قد تتغير مع تغير الوضع الإستراتيجي فإن علينا أن نضع في الحسبان كل الأسباب الأخرى التي تجعل اللجوء لصنع قنبلة نووية اختيارا سياسيا سيئا بالنسبة لإيران.

المصدر : الصحافة الأميركية