قمة جدة.. بيان ختامي يؤكد الشراكة الخليجية الأميركية وطهران تتهم واشنطن بنشر التوتر في المنطقة
أكد بيان خليجي أميركي على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين الدول الخليجية والولايات المتحدة، وذلك في ختام قمة جدة للأمن والتنمية بالسعودية التي شارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن بحضور قادة دول الخليج والأردن ومصر والعراق، في حين نفى وزير الخارجية السعودي أي نقاش بشأن تحالف دفاعي مع إسرائيل.
وأشار قادة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، في بيان مشترك على هامش قمة جدة للتنمية والأمن، التزامهم بحفظ أمن المنطقة واستقرارها.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsبايدن في السعودية.. واشنطن والرياض تتعهدان بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي وبالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة
بمشاركة الرئيس الأميركي وقادة 9 دول عربية.. قمة عربية أميركية في جدة تبحث تحديات الأمن والتنمية
وشدد بيان القمة على دعم الجهود الدبلوماسية الهادفة لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعميق التعاون الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية.
وأكد القادة دعمهم لضمان خلو منطقة الخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل، مشيرين إلى مركزية الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وللتصدي للإرهاب وكافة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار.
وعبروا عن عزمهم على تطوير التعاون والتنسيق بين دولهم في سبيل تطوير قدرات الدفاع والردع المشتركة إزاء المخاطر المتزايدة لانتشار أنظمة الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، وتسليح "المليشيات الإرهابية" والجماعات المسلحة، حسب البيان.
ورحب القادة بإنشاء قوة المهام المشتركة 153 وقوة المهام المشتركة 59 اللتين تعززان الشراكة والتنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقيادة المركزية الأميركية، وفق نص البيان.
وأكدوا التزامهم بتطوير التعاون المشترك في سبيل دعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، وضمان مرونة سلاسل الإمدادات.
وقد غادر الرئيس الأميركي السعودية مختتما أول جولة شرق أوسطية له بعد توليه الرئاسة، سعى خلالها لطرح رؤية جديدة للدور الأميركي في هذه المنطقة الإستراتيجية التي تعصف بها الصراعات والغنية بموارد الطاقة.
اختتام القمة
وأعلنت الرياض مساء السبت اختتام "قمة جدة للأمن والتنمية" التي شهدت مشاركة الرئيس الأميركي وزعماء دول الخليج العربي، بالإضافة إلى الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -الذي ترأس القمة- في كلمة ختامية إنها "عكست عُمقَ العلاقات المتينة التي تربط دولنا بعضها ببعض" وبالولايات المتحدة الأميركية.
وفي مؤتمر صحفي عقب القمة، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن المحادثات مع إيران لم تصل إلى هدفها، وإن اليد ما زالت ممدودة لها.
وأشار الوزير السعودي إلى أن القمة لم تناقش أي تحالف دفاعي مع إسرائيل ولا يوجد ما يسمى "ناتو عربي" مؤكدا أن فتح المجال الجوي لا علاقة له بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وليس مقدمة لخطوات أخرى.
وأوضح الأمير فيصل أن أهم ما تبرزه قمة جدة هو "مساهمة دولنا" في وضع الأجندة العالمية حفاظا على مصالحها.
وكان ولي العهد السعودي قد عبر -في كلمته الافتتاحية للقمة- عن أمل بلاده في أن تشكل قمة جدة انطلاقة لعهد جديد من الشركة الإستراتيجية القوية بين دول المنطقة.
وقال الأمير بن سلمان إن مستقبل الطاقة يتطلب رؤية واضحة بشأن الأمن والاستقرار، وإيجاد حلول لأزمات الشرق الأوسط، داعيا إيران للمساهمة في تحقيق هذه الرؤية.
تصريحات بايدن
من جانبه، قال الرئيس الأميركي إن بلاده تحتفظ بالقدرة والتصميم للقضاء على "التهديدات الإرهابية" في جميع أرجاء العالم.
وأضاف بايدن، في خطابه أمام قمة جدة، أن واشنطن ستسعى لتعزيز تحالفاتها وشراكاتها لمواجهة "ما يهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم من مخاطر".
وحذر الرئيس الأميركي مما وصفها بالمساعي الرامية لتقويض النظام الدولي القائم على قواعد، كما اتهم طهران بارتكاب "أعمال مزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط.
وأكد بايدن أن هناك أعضاء جددا في التعاون بين دول المنطقة، بما فيها إسرائيل.
وأشار إلى أن إدارته تمتلك رؤية واضحة بشأن ما ينبغي القيام به في منطقة الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة استثمرت ببناء مستقبل أفضل في المنطقة.
وفيما يخص البرنامج النووي الإيراني، أكد بايدن أن بلاده ستواصل جهودها الدبلوماسية للضغط على طهران، وستحرص على ألا تمتلك إيران السلاح النووي.
الرد الإيراني
في المقابل، قالت الخارجية الإيرانية فجر الأحد إن "المزاعم الموجهة ضدنا خلال زيارة بايدن للمنطقة مرفوضة وواهية ولا أساس لها"، معتبرة أنها استمرار لسياسة واشنطن "لنشر الانقسام والتوتر في المنطقة".
واعتبرت الخارجية الإيرانية أن واشنطن لجأت في قمة جدة إلى سياسة "إيرانوفوبيا" الفاشلة بهدف إحداث التوتر بالمنطقة وتأزيمها، حسب تعبيرها، متهمة واشنطن بأنها "شريكة في استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين وجرائمه وعنصريته".
وأضافت الخارجية الإيرانية أن طهران تؤكد على سياستها لاستخدام الطاقة النووية السلمية والتزامها بمفاوضات رفع العقوبات.
كما اعتبرت الخارجية الإيرانية أن الاتهامات الموجهة ضد إيران بشأن برنامجها النووي وغض البصر عن الترسانة النووية الإسرائيلية هو "نفاق أميركي"، وقالت إن طهران ترحب بالحوار مع دول الجوار وبأي مبادرات إقليمية وتأمل من دول المنطقة اتخاذ خطوات بناءة ردا على مبادراتها الإقليمية للتعاون.
أمن المنطقة
من جانبه، أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج مهم للعالم. وشدد، في كلمته خلال قمة جدة، على ضرورة وقف الاستيطان والممارسات الإسرائيلية في القدس وغزة، وأكد أن أمن المنطقة يتطلب حلا عادلا ودائما للقضية الفلسطينية.
من جانبه، قال ملك الأردن إنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وشدد عبد الله الثاني على ضرورة أن يشمل التعاون الاقتصادي السلطة الفلسطينية.
أما الرئيس المصري فقد حذر من تبعات الأزمات العالمية في مجالات الغذاء والمناخ على المنطقة العربية واستقرارها.
ومن ناحيته قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده ماضية قدما في دعم وتعزيز الحوار بين دول المنطقة، باعتباره سبيلا وحيدا لضمان أمن منطقة الشرق الأوسط وخلوها من الأسلحة النووية.
بيان سعودي أميركي
وكان بيان سعودي أميركي مشترك أكد أهمية التعاون الإستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة بأوكرانيا وتداعياتها.
وذكر هذا البيان أن الولايات المتحدة رحبت بالتزام السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وأكد الرئيس الأميركي -حسب البيان- التزام بلاده الدائم بدعم أمن المملكة، والدفاع عن أراضيها، وتسهيل حصولها على الإمكانات اللازمة للدفاع ضد التهديدات الخارجية.
كما شدد الجانبان على أهمية منع طهران من الحصول على سلاح نووي، وضرورة ردع ما وصفها بالتدخلات الإيرانية في شؤون الدول.
وفي حديث للجزيرة، قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث إن التطبيع مع إسرائيل ليس بديلا عن حل الدولتين، وإن إدارة بايدن ملتزمة بمبدأ حل الدولتين.