نتنياهو إلى الواجهة مجددا.. إسرائيل تقترب من انتخابات مبكرة وتنصيب لبيد رئيسا للوزراء

تتجه إسرائيل -اليوم الأربعاء- نحو إجراء خامس انتخابات في أقل من 4 سنوات؛ إذ من المتوقع حلّ البرلمان (الكنيست)، لتنتهي بذلك ولاية رئيس الوزراء نفتالي بينيت التي استمرت عاما كاملا، على أن يتم تنظيم انتخابات جديدة سيسعى خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للعودة إلى الحكم.
وتأتي هذه التطورات لتزيد حالة الغموض السياسي، كما أنها تتزامن مع ارتفاع فيه تكاليف المعيشة وتجدد الجهود الدولية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsقوانين خاصة بالمستوطنين في الضفة الغربية.. ماذا سيحدث إذا لم يمددها الكنيست؟
وأمس الثلاثاء، صادق النواب الإسرائيليون بالقراءة الأولى على مشروع قانون ينص على حل البرلمان "الكنيست" نفسه.
وتم تمرير القانون بأغلبية 53 عضوا بعد ساعات من المداولات، من دون معارضة أو امتناع أي من الأعضاء.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تقرّر استكمال التصويت على مشروع القانون حتى منتصف ليلة اليوم الأربعاء قبل انتهاء مفعول أنظمة الطوارئ بالضفة الغربية.
وتحرك بينيت الأسبوع الماضي لحل البرلمان بعد صراع داخلي جعل ائتلافه الحاكم غير قادر على الحكم. وحدد الكنيست منتصف ليل اليوم الأربعاء موعدا نهائيا للتصويت النهائي على حله.
وفور موافقة الكنيست على الدعوة لانتخابات مبكرة، سيتولى وزير الخارجية يائير لبيد المنتمي ليسار الوسط السلطة، خلفا لبينيت، ليصبح رئيس وزراء حكومة تصريف أعمال ذات صلاحيات محدودة.
وأنهى ائتلاف بينيت الذي شكل يونيو/حزيران 2021 فترة طويلة من الجمود السياسي في إسرائيل وحقبة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي شغل المنصب 12 عاما متتالية.
ونجح التحالف في إقرار ميزانية الدولة، وهي الأولى منذ عام 2018.

استطلاعات واتهامات
وتشير نتائج عدة استطلاعات للرأي إلى إمكان فوز نتنياهو في الانتخابات المقبلة لكنه قد يواجه صعوبة في حشد الغالبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة.
لكن رئيس الوزراء السابق يواجه اتهامات بالفساد أيضا، وهي تهم لطالما نفاها وعدها مؤامرة من خصومه السياسيين.
وسيواجه نتنياهو معسكرا مناهضا يقوده المذيع التلفزيوني السابق والزعيم الوسطي يائير لبيد الذي فاجأ الكثيرين بمهاراته السياسية.
وأبدى نتنياهو، زعيم المعارضة في الوقت الحالي، سعادته بنهاية ما وصفها بأنها أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل. ويأمل في الفوز بفترة ولاية سادسة.
والأسبوع الماضي، مع إعلان لبيد وبينيت عجز تحالفهما على الاستمرار، قال وزير الخارجية إن عودة نتنياهو المحتملة إلى السلطة تمثل "تهديدا وطنيا".
وأضاف "ما يتعين علينا القيام به اليوم هو العودة إلى مفهوم الوحدة الإسرائيلية، وألا ندع قوى الظلام تمزقنا من الداخل".

مفاجآت وتوقعات
وفي ظل أجواء سياسية متقلبة في إسرائيل، لا تزال مفاجآت اللحظات الأخيرة واردة وقادرة على تغيير التوقعات.
وتخشى الأحزاب السياسية الإسرائيلية أن تخسر مقاعدها أو ينتهي بها الأمر خارج البرلمان لعدم حصولها على نسبة 3.25% من الأصوات التي تؤهلها لدخول الكنيست. لكن السيناريو الأرجح، وفق ما يتوافر من معطيات، هو التوجه نحو انتخابات جديدة وتنصيب لبيد -مع حلول منتصف ليل اليوم الأربعاء- رئيسا للوزراء بموجب اتفاق تقاسم السلطة الذي أبرم مع بينيت العام الماضي عند تشكيل الحكومة.
ومع حل البرلمان وتنصيب لبيد، يبقى بينيت رئيس الوزراء المناوب وسيكون مسؤولا عن الملف الإيراني، في حين تعمل إسرائيل على عدم إحياء اتفاق نووي مبرم بين طهران والقوى الكبرى.
وإلى جانب منصب رئيس الوزراء، سيحتفظ لبيد بحقيبة الخارجية وسيبدأ الفترة الانتقالية مع زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى القدس بعد أسبوعين تقريبا.