عقب عدة انفجارات.. دخان الحرب يعود إلى كييف ومخاوف الاجتياح تتجدد

كييف- أربعة انفجارات ضخمة هزت مباني العاصمة كييف، وعلى أصواتها وأنبائها صحا معظم السكان، قبل أن تغطي سحب الدخان المدينة مجددا، في مشهد ذكّر بالأسابيع الأولى لحرب روسيا على أوكرانيا، عندما كانت كييف هدف الروس الأول والأكبر.
مبنيان سكنيان وروضة أطفال مجاورة في منطقة لوكيانفسكا بحي شيفتشينسكي وسط المدينة، كانت أهدافا لـ5 صواريخ روسية بعيدة المدى، قبل أن يتم اعتراض أحدها.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsصدمة الخبر أوقفت مئات السكان بذهول أمام منطقة الانفجارات التي طوّقتها فرق الأمن، وحجم الدمار دفع فرق الإغاثة إلى العمل ساعات طويلة في المكان لانتشال الضحايا، وإعادة إمدادات الماء والكهرباء إلى أرجاء الحي وأحياء مجاورة أخرى.
ونتيجة لهذا الاستهداف، قتل رجل وعثر على جثة امرأة في الـ36 من العمر وتحمل الجنسية الروسية بحسب ما أعلنه أنتون هيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، في حين تم نقل ابنتها ذات الـ8 أعوام إلى المستشفى، وأصيب 6 آخرون.

رسائل وترهيب
وبحسب الاستخبارات الأوكرانية، فإن الصواريخ المستخدمة كانت من طراز "إكس 101" (X101)، التي يصل مداها إلى 5.5 آلاف كيلومتر، وقد أطلقت نحو كييف بواسطة طائرتي توبوليف 95 وتو 160، من فوق بحر قزوين.
أمر اعتبره أنتون هيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، بمثابة تأكيد على "إرهاب وترهيب" يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحق الأوكرانيين، ورسائل يوجهها إلى أوكرانيا والعالم.
وأضاف -ساخرا- في حديث لوسائل الإعلام من أمام أحد المباني المستهدفة "سيقولون (الروس) إنهم قصفوا مواقع عسكرية بواسطة "صواريخ عالية الدقة".. هذه هي أهدافهم مجددا، سكنية في حي سكني؛ وهذه رسالة بوتين إلى الأوكرانيين وقمة مجموعة السبع".
وبدوره، اعتبر أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، أن "الرئيس فلاديمير بوتين يريد نشر الذعر والأسى بين المدنيين الأوكرانيين"، مؤكدا أن "البلاد سترد على عمليات القصف بقصف مماثل، لكنه لا يطال مباني سكنية، بل مقرات تدار منها العمليات العسكرية"، على حد قوله.

مخاوف الاجتياح
وبين وعيد وتطمين، ألقت الانفجارات بظلالها على حركة الناس المعهودة في ثاني أيام عطلتهم الأسبوعية، وعلى أحاديثهم التي تخوض في احتمالات تكرر سيناريو التهديد بالقصف، أو حتى الاجتياح.
فقد قلّت -على سبيل المثال- أعداد المتنزهين في ميدان الاستقلال وسط كييف، ولا سيما أن مواقع الانفجارات لا تبعد إلا بضعة كيلومترات عنه؛ وعادت إلى بعض الأحياء عادة شهدتها الأسابيع الأولى للحرب، وهي عزف ألحان النشيد الوطني الأوكراني من بعض الشرفات.
مخاوف عززتها معلومات كشفت عنها الاستخبارات الأوكرانية، حول نية روسيا -مجددا- إرسال ونشر قوات على الأراضي المتاخمة للحدود مع الجارة البيلاروسية، ومن ذلك 10 قاذفات إستراتيجية؛ مع احتمال أن تتسلل "مجموعات إرهابية تخريبية" من تلك الأراضي.
هذا بالإضافة إلى إعلان سابق للرئيس بوتين، تعهد بموجبه بنشر صواريخ "إسكندر إم" في بيلاروسيا، وتحديث سلاح الطيران البيلاروسي.
توقعات ومخاوف
وقد توقّع سيرهي بولبا، رئيس منظمة "الفيلق الأبيض" للتحليلات العسكرية، -في حديث مع الجزيرة نت- أن تزيد عمليات القصف على كييف وجميع مناطق أوكرانيا الأخرى خلال الشهرين المقبلين، تماما كما ستزيد عمليات القوات الأوكرانية ضد الروس على الجبهات، بعد حصول كييف على أسلحة ثقيلة غربية نوعية.
وأضاف "نحن أمام شهور كسر عظام، من السذاجة الاعتقاد أن كييف ابتعدت عن مشهد الحرب، الأمر مجرد أولويات يعاد ترتيبها، وأعتقد أن كييف نفسها تدرك هذا، وتستعد له جيدا، وهو ما قد يشكل صدمة للسكان الذين شعروا أن الحرب ابتعدت عنهم".
وبالفعل، فقد أعلن مكتب الرئاسة الأوكراني أن البلاد ستعزز دفاعاتها على كامل الحدود مع روسيا وبيلاروسيا، حيث لا يسمح الآن للمدنيين بالاقتراب من الحدود؛ لكن وزير الداخلية جدد اعتراف بلاده بأن "التفوق المدفعي والصاروخي لروسيا يمنع وقف الحرب، وتحقيق نصر عليها"، على حد قوله.
