بعد اعتقال منفذي هجوم إلعاد.. قوات الاحتلال تقتحم قرية رمانة وتحقق مع العائلتين 4 ساعات متواصلة

تصاعد التوتر في القدس المحتلة والضفة الغربية مساء الأحد، مما أسفر عن ارتقاء 3 شهداء برصاص الاحتلال، يأتي ذلك بعدما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية رمانة (غربي جنين) من محاور عدة، ونشرت آليات عسكرية -من بينها آليات مخصصة لنقل معتقلين- في محيط منزلي عائلتي صبحي صبيحات وأسعد الرفاعي المتهميْن بتنفيذ عملية إلعاد، التي أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين وجرح 4 آخرين.
ففي ساحة باب العامود بالقدس المحتلة، أطلق جنود الاحتلال النار على شاب فلسطيني داخل إحدى نقاط التفتيش في ساحة باب العامود.
وقال بيان لشرطة الاحتلال إن قواتها أدخلت الشاب إلى نقطة التفتيش بعد الاشتباه فيه، وعند تفتيشه استل سكينا وطعن أحد الضباط، وأصابه بجروح وُصفت بالمتوسطة.
من جانبها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية مقتل الشاب في هذا الهجوم، في حين قالت تقارير إنه في حالة حرجة.
إغلاقات واعتداءات وعقاب جماعي عقب إطلاق النار عليه..
التعرّف على هويّة المُصاب برصاص الاحتلال في باب العامودhttps://t.co/W1gajao2b4 pic.twitter.com/ESK09DBixM
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) May 8, 2022
وفي حادث آخر، قالت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن شابا فلسطينيا قُتل برصاص أحد حراس مستوطنة "تقوع" المقامة على أراضي محافظة بيت لحم بالضفة الغربية.
وقالت المصادر إن مجموعة من الشبان الفلسطينيين حاولوا التسلل إلى المستوطنة، ولاحظهم حارس أمني، وأطلق النار عليهم؛ مما أدى إلى إصابة أحدهم وأعلن استشهاده لاحقا.
وأضافت المصادر أن 3 شبان آخرين كانوا برفقته فروا من المكان، وقامت قوات الجيش بعمليات تمشيط بحثا عنهم في إحدى القرى المتاخمة للمستوطنة.
وفي تطور آخر، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية -في بيان- بأن شابا فلسطينيا استشهد قرب حاجز جبارة العسكري غرب مدينة طولكرم (شمالي الضفة الغربية).
وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق أنه رصد فلسطينيا حاول عبور السياج الأمني القريب من الحاجز، وقام بإطلاق النار عليه؛ مما أدى إلى إصابته ونقله لاحقا لأحد المستشفيات الإسرائيلية، قبل أن تبلغ الجهات الفلسطينية باستشهاده.
وردا على حوادث اليوم، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن عقيدة التوحش تستبد بجنود الاحتلال الذين يمارسون الإعدامات الميدانية، وأكد أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين تستوجب تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي.
وقالت الخارجية الفلسطينية إنها تدين جرائم الإعدامات الميدانية المتلاحقة التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستوطنون، وإن تلك الجرائم تمثل ترجمة ميدانية لتعليمات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
ورأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن "هجمة الاحتلال المسعورة التي أدت إلى ارتقاء 3 شهداء اليوم تكشف عن حالة العجز التي تعصف بحكومة العدو".
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من اعتقال القوات الإسرائيلية فلسطينييْن قتلا 3 إسرائيليين في مدينة إلعاد التي يقطنها يهود متطرفون الخميس الماضي بالتزامن مع احتفال إسرائيل بذكرى تأسيسها.
اقتحام قرية رمانة
وفي وقت سابق، أعلنت قوات الاحتلال أنها اقتحمت قرية رمانة وأجرت مسحا هندسيا لمنزلي عائلتي الفلسطينييْن المتهمين بتنفيذ عملية إلعاد تمهيدا لهدمهما.
ودخلت قوات الاحتلال بشكل فجائي من "معسكر سالم" الإسرائيلي القريب، وحاصرت منزلي المتهمين بتنفيذ العملية، كما نشرت قناصة على أسطح عدد من الأبنية السكنية المجاورة، وفور دخولها بدأ الشبان إلقاء الحجارة على السيارات العسكرية.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا لانتشار قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية رمانة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن أكثر من 50 آلية عسكرية للاحتلال اقتحمت القرية الأحد، ونشرت قناصتها على أسطح المنازل، قبل أن تداهم منزلي الفلسطينييْن المتهمين بتنفيذ عملية إلعاد.
وذكرت الوكالة أن العديد من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق خلال المواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المدمع.
مصادر محلية: "جانب من اقتحام قوات الاحتلال لمنزلي منفذي عملية إلعاد في قرية رمانة قضاء جنين". pic.twitter.com/I9MPTbRARN
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) May 8, 2022
تفاصيل التحقيق
وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن جنود الاحتلال انسحبوا من المنطقة، ولا أحد يعرف متى سيتم تفجير المنزلين، وسط تجمع وتضامن واسع من الأهالي مع العائلتين.
وأضافت المراسلة -نقلا عن مصادر من العائلتين- أن التحقيق معهما كان قاسيا ومهينا جدا، وأن والد صبحي صبيحات قال إن أحد الضباط الإسرائيليين الذين تولوا التحقيق معهم رمى السكين أمامه، وقال له "هذا دورك إن كنت تريد تنفيذ عملية كما فعل ابنك".
وأكد الوالد -وفقا للمراسلة- أن العائلة تعرضت للتهديد على خلفية حديثها لوسائل الإعلام، وأنه تم وضع كل فرد في غرفة، ومصادرة مقتنيات لصبحي، كما شمل التحقيق مساءلة العائلة عن مسار ابنها منذ أن كان طفلا وحتى اليوم.
وأضافت أن التحقيق استمر مع العائلة 4 ساعات متواصلة من قبل ضباط وأجهزة مخابرات إسرائيلية عدة.
وذكرت أن الشيء نفسه حصل مع عائلة أسعد الرفاعي، حيث أُسند وجه الأب إلى الحائط، وتعرض لإهانات متواصلة من قبل الضباط الإسرائيليين الذين حققوا مع العائلة أيضا حول مسار منفذ الهجوم.
اعتقال المنفذيْن
وكان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أكد الأحد اعتقال منفذي العملية، وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية إنه تم العثور عليهما في أحد الأحراش القريبة من المدينة.
وكانت سلطات الأمن الإسرائيلية تشتبه في أن شابين من قرية رمانة يعملان في إلعاد هما منفذا العملية.
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف إن نخبة -وصفها بأنها من خيرة القوات الإسرائيلية من الشرطة والجيش والاستخبارات العامة- عملت بشكل مشترك إلى أن قبضت عليهما.
وأكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أن إسرائيل ستواصل مطاردة كل من يحاول التسبب بالسوء لإسرائيل في أي مكان وزمان.
كما شدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على أهمية العمل الأمني لتعزيز الأمن والشعور بالأمان لمواطني دولة إسرائيل.
من جانبه، توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بمعاقبة كل من "يمارس التحريض على الإرهاب ضد إسرائيل".
وفي الجلسة الأسبوعية للحكومة قال بينيت إن إلقاء القبض على من قاما بعملية إلعاد غير كاف في حد ذاته، مضيفا أنه أوعز بوضع خطط لتشكيل حرس وطني وتعزيز أمن مواطني إسرائيل.
عملية إلعاد
وكان منفذا هجوم إلعاد -وهما من سكان الضفة الغربية- تمكنا من الفرار من المكان عقب تنفيذ الهجوم، قبل أن تعثر عليهما قوات الاحتلال صباح الأحد في أحد الأحراش قرب بلدة إلعاد، في حين قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إن عملية إلعاد كشفت عن هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وإن الاعتقال لن يوقف المقاومة.
وقال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إن الفلسطينييْن اعتقلا على بعد 500 متر من بلدة إلعاد قرب منطقة تسمى "نحشونيم" (وهي قرية مجدل صادق الفلسطينية المنكوبة منذ عام 1948)، وعثر عليهما في حالة إنهاك وجوع، ولم يُظهرا أي مقاومة لقوات الاحتلال حسب بيان الشرطة الإسرائيلية، وبعد ذلك اقتيدا إلى أحد مراكز التحقيق التابع لجهاز الأمن العام والشرطة.
ردود فعل فلسطينية
في المقابل، وصف المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم منفذي عملية إلعاد بـ"الأشاوس الذين فضحوا هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية"، وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد شلح إن الاحتلال حاول توثيق اعتقال منفذي العملية بالصوت والصورة ليثبت أن يده "طولى"، لكن فشله واضح وجنرالاته قد أقروا بذلك.
وأضاف شلح أن القبض على منفذي العملية لن يحول دون قيام الفلسطينيين بواجبهم في مواجهة الاحتلال.
وفي سياق متصل، حمّل نادي الأسير الفلسطيني سلطات الاحتلال المسؤولية عن مصير وسلامة المعتقليْن المتهميْن بعملية إلعاد، وهما أسعد الرفاعي وصبحي صبيحات.
وأضاف النادي -في بيان نشره على صفحته في فيسبوك- أن هناك "تخوفا كبيرا من تعرضهما للتعذيب والتنكيل داخل مراكز التحقيق، التي تشكل أبرز السياسات الممنهجة التي تستخدمها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين".