بعد توقّف لعامين بسبب الوباء.. عودة موسم الحج اليهودي لكنيس جربة التونسية

انطلقت اليوم الأربعاء مراسم الحجّ اليهودي إلى كنيس "الغريبة" في جزيرة جربة التونسية (جنوب شرق) الذي أُلغي خلال 2020 و2021 بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ووفق برنامج الاحتفالات المحدد من قبل هيئة الكنيس، فقد بدأت "الزيارة" أمس الثلاثاء، فيما يشهد الكنيس اليوم الأربعاء وغدا الخميس الاحتفالات الرسمية بحضور مسؤولين في الدولة وكبير الأحبار في تونس والضيوف من الدبلوماسيين الأجانب.

وغابت مظاهر الاحتفال والطقوس الاستعراضية في خرجة "المنارة" عن الكنيس الأقدم في أفريقيا لعامين بسبب القيود التي استوجبتها مكافحة تفشي وباء كورونا.

ووصل أول الزائرين قرابة الساعة العاشرة صباحا (09:00 بتوقيت غرينيتش)، ومروا عبر أجهزة تفتيش كتلك الموجودة في المطارات مع انتشار حراس أمنيين.

وقام الزوار اليهود بطقوسهم المتمثلة في إشعال الشموع وكتابة الأماني على البيض ووضعها داخل كهف صغير بالمعبد وتناول الفواكه الجافة وشرب "البوخة" (شراب مستخرج من فاكهة التين).

ويأخذ بعض الزوار صورا ومقاطع فيديو للمكان الذي زينت جدرانه باللونين الأبيض والأزرق.

حضور مهم

وقال رئيس هيئة الكنيس بيريز الطرابلسي لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتوقع حضورا مهما هذا العام يفوق 4 آلاف زائر أغلبهم من خارج تونس، مضيفا أن حجيجا من إسرائيل حصلوا على تأشيرات لدخول تونس.

ولا توجد رحلات مباشرة بين تونس وإسرائيل، وعادة ما يفد الزائرون من إسرائيل عبر رحلات من بلد ثالث وبتصاريح استثنائية أو جوازات سفر غير إسرائيلية.

ويتزامن موسم الزيارة هذا العام مع التوتر السائد بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي واغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة بالرصاص في حادثة أثارت غضبا بتونس ولدى نقابة الصحفيين التونسيين.

وتضم جزيرة جربة الواقعة بجنوب تونس المئات من اليهود من بين نحو ألفي يهودي، على أقصى تقدير، لا يزالون يعيشون في تونس بعد هجرة الآلاف إبان اندلاع الحروب العربية والإسرائيلية منتصف القرن الماضي.

تسامح وتنوع

وتفاخر الجزيرة التونسية بقيم التسامح والتنوع الثقافي والديني بين سكانها المسلمين واليهود والمقيمين من المسيحيين الأجانب، ويمكن ملاحظة أحد أبرز مظاهر التعايش بين المحلات المتجاورة بين التجار المسلمين واليهود الموجودين بكثرة في سوق الصاغة.

ويشار إلى أن السلطات الأمنية، شددت إجراءاتها منذ نحو أسبوع، حيث تنتشر الشرطة في أغلب أرجاء الجزيرة وفي مفترقات الطرق والأماكن المهمة والمزارات السياحية والأسواق ومحيط كنيس الغريبة ومنطقتي "الحارة الكبيرة" و"الحارة الصغيرة"، التي تضم عائلات ومتاجر اليهود.

وكان كنيس الغريبة هدفا لأحد أسوأ الهجمات الإرهابية بتونس في 11 أبريل/نيسان عام 2002، تبناه تنظيم القاعدة، وذلك عبر تفجير شاحنة لنقل الغاز أمام مدخله، ما تسبب في مقتل 21 شخصا أغلبهم من السياح الأجانب.

ويُنظّم الحج إلى كنيس الغريبة، كل عام في اليوم الـ33 بعد عيد الفصح اليهودي، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيين.