حرب أوكرانيا.. روسيا تقطع إمدادات الكهرباء عن فنلندا واجتماع حاسم للناتو تترقب نتائجه موسكو

أوقفت روسيا إمدادات الكهرباء إلى جارتها فنلندا اعتبارا من اليوم السبت، في وقت تستعد فيه هلسنكي لتقديم ترشيحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).
ويأتي الإجراء الروسي قبل ساعات على انعقاد اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو اليوم السبت، إذ من المرجح أن تهيمن مسألة توسع الحلف على الاجتماع بعدما أبدت كل من فنلندا والسويد مساعيهما للانضمام لأقوى تحالف عسكري في العالم، في وقت حذرت فيه موسكو من عواقب الخطوة.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsلودريان: في أوكرانيا.. هذه أخطاء بوتين الأربعة وأتوقع حربا طويلة وصعبة
فورين بوليسي: اقتصاد أوكرانيا يسير نحو الهاوية
بدورها توعدت مجموعة السبع اليوم السبت بتوسيع العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو لهجومها على أوكرانيا، داعية الصين إلى "عدم تقويض" هذه التدابير.
وطالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الروسي سيرغي شويغو بوقف "فوري" لإطلاق النار في أوكرانيا في أول اتصال هاتفي بينهما منذ بدء الحرب.
وبينما جدّدت روسيا تأكيداتها أمس الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي أن الولايات المتحدة تُنفّذ برنامجًا سرّيا للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، انتقدت واشنطن ما وصفته بـ"اجتماعات المجلس العبثيّة" التي تدعو لها موسكو.
قطع للكهرباء
توقفت إمدادات الكهرباء من روسيا إلى فنلندا الليلة الماضية عقب إعلان بهذا الصدد من شركة التزويد الروسية، وفق ما قال مسؤول في شبكة الكهرباء الفنلندية لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم السبت.
وكانت شركة "راو نورديك" الروسية التي توصل الكهرباء إلى فنلندا أعلنت أمس الجمعة أنها ستوقف تزويد الكهرباء منتصف الليل، مشيرة إلى تأخير في المدفوعات.
وأعلن تيمو كوكونين مسؤول العمليات في شركة فينغريد المشغلة لشبكة الكهرباء الفنلندية، للوكالة ذاتها أن الصادرات الروسية إلى فنلندا "عند الصفر حاليا، وهذا قائم منذ منتصف الليل (21:00 ت.غ) مثلما أُعلن سابقا".
وإمدادات الكهرباء مستقرة في فنلندا بفضل إمدادات من السويد، حسب ما تظهر خارطة فينغريد التي أعلنت أمس الجمعة أن بإمكانها الاستغناء "من دون صعوبة" عن الكهرباء الروسية.
وكانت فنلندا تستورد حتى الآن حوالي 10% من استهلاكها للكهرباء من روسيا المجاورة.
وبررت "راو نورديك"، فرع شركة "إنتراو" الروسية في هلسنكي، أمس الجمعة قرار قطع الكهرباء عن فنلندا بأنها لم تتلق أي مدفوعات منذ السادس في مايو/أيار الماضي.
اجتماع الناتو
وقد أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة عن معارضته انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، مما يُهدّد بعرقلة الانضمام الذي يستلزم إجماع دول الحلف.
لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أعرب عن دعمه حق السويد وفنلندا في اتخاذ قرار بشأن انضمامهما إلى حلف الناتو، وأكد دعمه لسياسة الانفتاح التي ينتهجها الحلف، حسبما أفادت وكالة بلومبيرغ للأنباء أمس الجمعة نقلا عن بيان للبيت الأبيض.
وجاءت التطورات في ملف توسع الناتو عقب إعلان كل من رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها أول أمس الخميس أنهما يؤيّدان الانضمام إلى الحلف "من دون تأخير"، في وقت أبدت فيه السويد رغبة مماثلة بعدما أحدثت حرب روسيا على أوكرانيا تحوّلا سريعا في الرأي العام في البلدين.
وترفض روسيا انضمام كل من فنلندا والسويد -اللتين تلتزمان سياسة الحياد منذ الحرب الباردة- إلى حلف الناتو، وتعتبره تهديدا لها.
مجموعة السبع
توعد وزراء خارجية دول مجموعة السبع السبت "بتوسيع العقوبات" الاقتصادية المفروضة على موسكو لهجومها على أوكرانيا، لتشمل "قطاعات تعول عليها روسيا بصورة خاصة"، داعين الصين إلى "عدم تقويض" هذه التدابير.
وتعتزم القوى الاقتصادية السبع الكبرى "تسريع جهودها" من أجل "وضع حد للتبعية لموارد الطاقة الروسية"، وفق ما جاء في بيان صدر في ختام اجتماع استمر 3 أيام في شمالي ألمانيا، ودعت فيه الصين إلى "عدم مساندة روسيا في الهجوم" الذي تشنه على أوكرانيا.

وأظهرت المجموعة (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة واليابان والمملكة المتحدة) وحدتها أمس الجمعة في دعم أوكرانيا "حتى النصر" مع الاستمرار باتهام القوات الروسية بارتكاب مزيد من جرائم الحرب، وهو ما تنفيه موسكو.
وأعلن الاتحاد الأوروبي بمناسبة هذا الاجتماع أنه سيقدم لأوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 500 مليون يورو، ليصل تمويله للجهد العسكري الأوكراني "إلى ملياري يورو في المجموع".
تراشق اتهامات
شهدت جلسة مجلس الأمن أمس الجمعة تراشقا للاتهامات بين موسكو وواشنطن، مما يعكس استمرارا في تباين المواقف بين البلدين بخصوص الحرب في أوكرانيا.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا إنه رغم تأكيد الأمم المتحدة مجددا أمس الجمعة عدم علمها بالنشاط البيولوجي المشبوه في أوكرانيا، فإن هناك برامج أميركية "خطيرة" في البلاد تشكل "تهديدا لروسيا ودول المنطقة".

ولم يدخر ريتشارد ميلز نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة جهدا في التنديد بالاتهامات الروسية خلال جلسة المجلس التي انعقدت بناء على طلب موسكو، فاستنكر "نقاشا مهزلة" و"التضليل الإعلامي ونظريات المؤامرة حول أوكرانيا" و"الاجتماعات العبثيّة".
وأضاف ميلز أن تلك "التأكيدات التي لا تنتهي حول برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في أوكرانيا خاطئة وسخيفة".
وعلى غرار فرنسا، تساءلت الولايات المتحدة عما إذا كان الإصرار الروسي على عقد اجتماعات حول هذا الموضوع (الثالث منذ بدء الغزو يوم 24 فبراير/شباط الماضي) يشكل مقدمة لاستخدامها سلاحا بيولوجيا في أوكرانيا.
أول اتصال
طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس الجمعة نظيره الروسي سيرغي شويغو بوقف "فوري" لإطلاق النار في أوكرانيا، في أول اتصال هاتفي بينهما منذ بدء الحرب، وفق ما أعلن البنتاغون.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان إن أوستن "حض على وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا وشدد على أهمية إبقاء قنوات التواصل" مفتوحة.
وأضاف أن الوزيرين أجريا مشاورات "للمرة الأولى منذ 18 فبراير/شباط" الماضي قبل بضعة أيام من بدء النزاع في أوكرانيا، من دون أن يدلي بمزيد من المعلومات عن مضمون المحادثات.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين إن "الاتصال في ذاته لم يعالج أي مشكلة خطيرة ولم يؤد إلى تغييرات مباشرة في ما يقوم به الروس أو يقولونه".
وفي بيان مقتضب جدا، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الاتصال تم "بمبادرة من الجانب الأميركي"، موضحة أن الوزيرين "ناقشا قضايا راهنة تتصل بالأمن الدولي بما فيها الوضع في أوكرانيا".
عقوبات بريطانية
فرضت بريطانيا أمس الجمعة حزمة جديدة من العقوبات استهدفت شخصيات قريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتهمهم بأنهم يُموّلون أسلوب حياته "الفاخر"، وذلك ردا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ومن بين الأشخاص الـ12 المستهدفين بهذه العقوبات، زوجته السابقة ليودميلا أوشيريتنايا ولاعبة الجمباز الأولمبية السابقة ألينا كابييفا التي أشارت الحكومة البريطانيّة في بيان إلى "مزاعم بأنّ لها علاقة شخصية وثيقة ببوتين".
وشكّلت بريطانيا جزءًا من جهد دولي لفرض عقوبات على روسيا تشمل تجميد أصول وحظر سفر وعقوبات اقتصادية أخرى، منذ أن أمر بوتين بمهاجمة أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
وقالت وزيرة الخارجيّة البريطانيّة ليز تراس في بيان "نحن نكشف ونستهدف الشبكة الخفيّة التي تدعم أسلوب الحياة الفاخر لبوتين، ونُشدّد الخناق على دائرته المقرّبة".
وأضافت "سنواصل تطبيق عقوبات على كلّ من يساعد ويتواطؤ في عدوان بوتين".