القيادي في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي للجزيرة نت: حزب الله جيش إيران في لبنان وسنستعيد الدولة بصناديق الاقتراع

يخوض حزب القوات اللبنانية برئاسة زعيمه سمير جعجع معركته الانتخابية على جبهة موازية وعلى خصام مع حزب الله، الجزيرة نت حاورت ملحم رياشي الوزير السابق والقيادي في "القوات اللبنانية" حول علاقات الحزب مع القوى اللبنانية والإقليمية والدولية في سياق السباق الانتخابي للانتخابات البرلمانية الشهر المقبل

ملحم رياشي يتحدث عن سقوط اتفاق معراب بين المسيحيين - الجزيرة نت
القيادي في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي يتحدث للجزيرة نت عن سقوط اتفاق معراب بين المسيحيين (الجزيرة)

بيروت – يخوض حزب القوات اللبنانية برئاسة زعيمه سمير جعجع معركته الانتخابية على جبهة موازية لحزب الله الذي يعلن القوات خصما محوريا في لبنان وامتدادا لخصومه الإقليميين.

وبين انتخابات 2018 و2022 تتغذى "القوات" من أحداث وقعت قبل هذه الحقبة، وبلغت ذروة صدامية بأحداث الطيونة في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021، فاستعاد اللبنانيون مشاهد 15 عاما من حرب أهلية انتهت في الميدان، ولم تُمحَ تداعياتها في السياسة.

اقرأ أيضا

list of 3 itemsend of list

ويعتقد كثيرون أن وهج القوات تستمده راهنا من علاقات إقليمية تجاهر بها وتتفرد بنوعيتها، فأضحى التحالف معها بالنسبة لقوى وشخصيات سياسية تقليدية معبرا إلزاميا لهندسة علاقاتها مع أطراف خارجية، وتقابله بخصومة شرسة ضد إيران بعدما كان النظام السوري خصمها الإقليمي الأول في العقود السابقة.

لكن ثمة تحولات أعاقت إرساء معادلة قوى 14 آذار ضد قوى 8 آذار بزخم ما شهده لبنان في 2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إذ للقوات جبهات عديدة غير حزب الله.

مسيحيا، تسعى القوات لانتزاع لقب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كزعيم لأكبر تكتل برلماني مسيحي كي يتقلده جعجع، ولذلك مآرب كثيرة تصل إلى ما ستكشفه طموحات زعماء الموارنة بانتخابات الرئاسة في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

توازيا، تنامت خصومة القوات مع حليفها السابق تيار "المستقبل"، إذ علق الأخير عمله السياسي والانتخابي بلا هدنة مع القوات، وعنوان معركتهما اتهامات بالغدر والخيانة، وصراع غير معلن على أصوات الشارع السني.

ويعود اضطراب علاقتهما إلى ما قبل إعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري استقالته من الرياض في 2017، ولا تنتهي عند امتناع القوات تسمية الحريري رئيسا مكلفا للحكومة، فخسر موقعه مقابل تكليف الرئيس الأسبق حسان دياب في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وفي الضبية، التقت الجزيرة نت وزير القوات اللبنانية السابق ومرشحها بدائرة جبل لبنان ملحم رياشي المتحدث باسم القوات للحديث عن مقاربتها ملفات انتخابية وسياسية وإقليمية.

إعلان

رياشي -وهو مستشار وخبير بشؤون التفاوض والعلاقات الدبلوماسية- لعب دورا بارزا بتوقيع اتفاق تاريخي بين رئيس الجمهورية ميشال عون حين كان رئيسا للتيار الوطني الحر مع سمير جعجع في الثاني من يونيو/حزيران 2015 عُرف باتفاق "معراب"، وتضمن وثيقة إعلان النيات كخاتمة لصراع مسيحي- مسيحي قارب 30 عاما.

ويربط رياشي سقوط اتفاق "معراب" بالصراع على السلطة، ويعبر عن ثقة القوات بنيل الأكثرية مع حلفائها، ويتطرق لما يسميها معركة "استعادة الدولة" من حزب الله وحلفائه، متناولا مقاربتها "حياد لبنان الفاعل" وضبط الصراع مع إسرائيل وعلاقات لبنان مع الإقليم.

ترفع القوات شعار تحرير الدولة من حزب الله - الجزيرة
ترفع القوات شعار تحرير الدولة من حزب الله (الجزيرة)

القوات.. الحلفاء والخصوم

  • كيف تقارب القوات الانتخابات البرلمانية في 2022؟

تطورت مقاربتنا للانتخابات، لأن الوضع في السنوات الأربع الماضية ازداد سوءا، في 2018 قالت القوات "نحن قدها"، وانتهجت هذه السياسة طوال وجودها في البرلمان رغم الأزمات التي توالت تباعا.

وفي انتخابات 2022 أضافت "القوات" إلى شعارها عبارة "نحن قدها ونريد ونستطيع" لأجل لبنان، لأننا نقود معركة استعادة الدولة والسيادة وتحقيق العدالة.

والقوات اليوم أمام خيارين: إما استعادة الدولة وإما الانسحاب، وبالطبع لن تسلك إلا الخيار الأول لاستعادة الدولة بعد أن سقطت على يد كل من حكموا في هذا العهد.

  • من حلفاؤكم ومن خصومكم في هذه المعركة؟

حلفاؤنا الأساسيون هم الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وشخصيات قيادية وسيادية أخرى ممن يدورون بفلك قوى 14 آذار مع مجموعات من المجتمع المدني، وحليفنا الأهم هو الشعب اللبناني، لأننا نؤمن بأن أغلبيته مع خيار استعادة الدولة كمعبر أساسي لبلوغ الاستقرار، أما خصمنا فهو حزب الله بشكل أساسي ومحوري.

  • لأول مرة تخوض القوات اللبنانية الانتخابات بغياب حليفها السابق تيار المستقبل، ويتهمكم كثيرون بالتخلي عنه تحقيقا لمصالحكم، ما سبب تدهور علاقتكما؟

القوات تنظر لانسحاب "المستقبل" من المشهد الانتخابي كخسارة كبيرة لها أولا ولكل ما تسمى تاريخيا قوى 14 آذار.

لكن، لا يعني انسحابهم التوقف عن استكمال مسيرتنا، لأن الطبيعة تكره الفراغ، ولا نقبل أن يملأ خصومنا هذا الفراغ الهائل الذي تركه المستقبل، ونعمل بقوتنا لملئه، إذ نتعاون مع الرئيس فؤاد السنيورة كشخصية سنية بارزة ولها وزنها، كذلك مع قيادات وطنية سنية، وسنتعاون معهم بشكل أساسي لاستعادة التوازن الوطني الذي خسرناه بانتخابات 2018.

  • يقال إن "المستقبل" سيمنع بالدوائر التي يملك تأثيرا فيها على الناخبين تقدم "القوات" على قاعدة أنه لن يمنح أصوات قاعدته الشعبية هدية مجانية لكم، ما رأيكم؟

لا بد من التوضيح أن الموقف السلبي "للمستقبل" تجاهنا -وهو بغير مكانه- لا يعني أن لدينا موقفا سلبيا تجاههم، ودعونا نذكر أن ما جرى بين المستقبل والقوات بدأ باختلاف بوجهات النظر، ثم لم نسمِّ الرئيس الحريري ليس لشيء إلا لأننا طالبنا بإعادة إنتاج السلطة وانتخابات مبكرة.

لذلك، الاعتراض لم يكن على شخص الرئيس الحريري، بل على المشاركة بإعادة تشكيل حكومة سياسية.

Lebanon's former PM Saad al-Hariri walks among his supporters after praying at the grave of his father, in Beirut
القوات تنظر لانسحاب تيار المستقبل من المشهد الانتخابي كخسارة كبيرة لها (رويترز)

القوات.. عناوينها وأدواتها الانتخابية

إعلان
  • سبق أن اتهمكم جبران باسيل في حديثه معنا بأنكم تحاربونه بالمال الانتخابي ويشكك في نزاهة مصادره خارجيا وداخليا.. بصراحة، كيف تمول القوات حملتها؟

هذه اتهامات باطلة للتشويش علينا، نحن لدينا أهم جهاز اغتراب في لبنان، وجميعهم يساهمون بتمويل حملتنا، وبعد انهيار الليرة أصبحت قيمة المساعدات بالدولار مرتفعة جدا، وأتاحت لنا الاستثمار بما يخدم غاية حملتنا، ناهيك عن أن معظم شباب وكوادر القوات وأصدقائها -وهم كثر- يساهمون بعملية التمويل.

ونحن لا نتخطى السقف الانتخابي المسموح وندقق بحركة أموالنا، ولدينا مصلحة انتخابات فعالة ودائرة قانونية متخصصة في هذا الشأن.

أما مساعدات القوات العينية والمادية -وهي متواضعة- فتقدمها بشكل مستمر بصرف النظر عن الموسم الانتخابي، وذلك عبر جهاز الشهداء والمصابين وجهاز المساعدات الاجتماعية.

  • يعتبر كثيرون أن القوات تبالغ بشعاراتها لكسب أكبر قدر من الأصوات، وتقول مثلا "نحن فينا نستعيد الدولة ونحمي التحقيق ونستعيد الهوية ونطبق اللامركزية.." وغيرها، كيف تستطيع القوات فعل كل هذا؟

نحن لا نبالغ بشعاراتنا، وبإمكاننا بلوغ ما نريده ونطالب به مع حلفائنا حين نفوز بالانتخابات ونعيد التوازن، لأن هذا البلد لا يمكن لأحد أخذه بالضربة القاضية ضد الآخر.

و"نحن فينا" لأنه حين نحصد أكثرية ستسعى القوات لفرض شروط لعبة جديدة عبر البرلمان على الحكومة، وأدواتنا هي الأدوات الديمقراطية بكل أبعادها وتفاصيلها.

كما سنرفض تشكيل حكومة على قاعدة الديمقراطية التوافقية، بل وفق قاعدة الأكثرية تحكم والأقلية تعارض، وهي الطريقة الوحيدة لاستعادة الدولة والديمقراطية وبالسعي لإعلان حياد لبنان الفاعل.

  • يعتبر كثيرون أن القانون الانتخابي النسبي الذي ساهمتم بإقراره في 2017 فُصّل على مقاس حزب الله، ووصفه حليفكم الرئيس السنيورة في حديثه معنا بالقانون الجائر، ما رأيكم؟

لا نتوافق معه، لأن القانون لم يُفصّل على مقاس حزب الله، بل على مقاس المسيحيين تحديدا، ليتمكنوا من تحقيق تمثيلهم بأصواتهم مثلما أقر باتفاق الطائف، وحزب الله حين كسب الانتخابات ليس بسبب القانون وليس بقوته بل بضعفنا.

وإذا توفر تحالف وطني واسع ضمن هذا القانون فإنه يصب حتما في مصلحة قوى 14 آذار، ونحن متمسكون بالقانون لأنه أفضل الممكن ويمثل كل مكونات لبنان، بما فيها حزب الله.

  • هل تقصد أن خلافات قوى 14 آذار منحت الأكثرية لحزب الله بانتخابات 2018؟

نعم، ودعونا نذكر لو كان هناك اتفاق بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية في انتخابات 2018 -حيث اقتصر التحالف على دائرتين فقط- لكنا حصلنا على الأكثرية في البرلمان، نظرا لمستوى التأثير الذي يلعبه الصوت السني في لبنان.

والقوات تسعى للانتقال من مرحلة التصويت الطوائفي إلى مرحلة أفضل تسمح بتخالط التصويت بين الطوائف، ولكن من دون أن يلغي حُسن التمثيل.

  • نلحظ توترا كبيرا بعلاقتكم مع حزب الله ويحمّل كثيرون القوات جزءا كبيرا من مسؤولية دفع البلاد نحو حالة صدامية، ما رؤيتكم لنوعية المواجهة مع حزب الله؟

ليست هناك مواجهة صدامية تقودها القوات، وقد تحدث في حالة واحدة وهي إذا قرر حزب الله استعمال سلاحه بالداخل، ونحن لا نملك سلاحا، وإذا اختار الحزب المواجهة الصدامية معنا فسيكون على عاتق الجيش وظيفة حمايتنا، مواجهتنا السياسية معه مستمرة ومفتوحة، ولن نقبل إلا باستعادة الدولة.

حتى مشروع الحياد جزء أساسي من مشروع استعادة الدولة، لأن مفهوم المقاومة عند حزب الله هو دفاعي، وليس من منطلق الهجوم، ومجرد أعلنا الحياد تنتفي أسباب الدفاع والهجوم.

  • اليوم معظم اللبنانيين يتعاطون مع الانتخابات كنتيجة شبه محسومة لصالح نيل حزب الله وحلفائه الأكثرية البرلمانية، ما رأيكم؟

إعلان

هذا تضليل كبير، ونحن من سينال الأكثرية بالتعاون مع الاشتراكي وقيادات سنية وكل مروحة 14 آذار، وحتى قوى المجتمع المدني الحقيقية تتقاطع معنا على المواجهة في مجلس النواب، ونتكامل في الخط السيادي، علما أن هناك بعض مجموعات المجتمع المدني تدّعي المعارضة، لكنها بالحقيقة موالية لحزب الله.

  • كيف تتوقعون نتائج حزب الله في الانتخابات إذن؟

نتوقع أن يتراجع تمثيله المسيحي في البرلمان وتمثيله السني على الأرجح، فحزب الله -برأينا- يراهن على أن يعوض خسارة مقاعد لحلفائه المسيحيين بكسب مقاعد سنية، ونحن نشك في قدرته على ذلك.

Supporters of the Christian Lebanese Forces party protest against the summoning of party leader Geagea, in Maarab
الانتخابات ستكون حاسمة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لقيادة الشارع المسيحي (رويترز)

 القوات والتيار وصراعات المسيحيين

  • اعتبر الوزير باسيل في حديثه معنا أن المعركة الانتخابية الفعلية محصورة بالشارع المسيحي وتدور على عدد من المقاعد تحاول القوات انتزاعها منه، هل تؤيدون وجهة نظر خصمكم على هذا المستوى؟

أبدا، في البعد السياسي معركتنا ليست مع التيار الوطني الحر، بل مع حزب الله، وممثلة في الشارع المسيحي بالتيار الوطني الحر وغيره.

الهدف ليس أن ننتزع منهم عددا من المقاعد المسيحية، بل صناعة رأي عام مؤيد للقوات اللبنانية وحلفائها، وهذا ما نعمل عليه ويكبر على المستويين الوطني والمسيحي، وهو ما افتقدته القوات منذ 30 عاما.

  • سبق أن لعب ملحم رياشي في 2015 دورا بارزا بتحقيق أهم تفاهم تاريخي بين التيار الوطني الحر والقوات، ماذا بقي منه؟ وهل سقط إلى غير رجعة؟

شخصيا، فخور جدا بأنني لعبت دورا بهذه المصالحة المسيحية- المسيحية، خصوصا بعد 30 عاما من الشتائم والدماء بين المسيحيين.. وللاعتراف، أخفق اتفاق "معراب" بشكل كلي نتيجة الصراع على السلطة ونتيجة سوء إدارة الحكم.

على مستوى آخر، المصالحة المسيحية قائمة ولم تسقط، لأنها حققت هدفها الإستراتيجي، بالنسبة لنا أنهت مرحلة أبلسة وشيطنة صورة القوات اللبنانية وسمير جعجع، وصالحت المقاومة اللبنانية التي كانت مجسدة عسكريا بها بزمن الحرب مع بيئتها الحاضنة في الشارع المسيحي، كذلك، انتقل الصراع الحقيقي بيننا إلى السلة المسيحية المحايدة التي تشكل نسبة كبيرة من المسيحيين.

والدليل أنه بانتخابات 2018 انتخب أكثر من 150 ألف مواطن القوات اللبنانية، وهم ليسوا كلهم من أتباع الحزب، ولو كان القانون أكثريا لحصدت القوات مثلا 500 ألف صوت وربما أكثر.

وأهمية هذا التفاهم أيضا أنه أدخل السلام إلى بيوت المسيحيين، وانحصرت الصراعات من بعده على ملفات الساعة، ولم تعد صراعات على التاريخ.

ودعونا نستعيد ما قاله الرئيس ميشال عون لدى المصالحة في معراب: إنه يجب أن نتذكر تلك المرحلة حتى نتعلم منها لا كي نعيدها.

وهذا الإنجاز الإستراتيجي يمكن أن يعاد بمنطق الأخوة، ولكن ليس بمنطق السياسة، لأن ثقتنا كقوات بالتيار الوطني الحر معدومة كليا.

أما سياسيا فأهمية هذه المصالحة أيضا أن الحكومة الأولى بعهد الرئيس ميشال عون بعد انتخابه كانت الحكومة الأولى والأخيرة للأسف التي أعادت التوازن الوطني إلى السلطة السياسية من 30 عاما، وكان فيها 15 وزيرا مسيحيا مقابل 15 وزيرا مسلما (6 من السنّة و6 من الشيعة و3 من الدروز)، وجعلت رئيس الجمهورية يستعيد صلاحية الجمهورية الأولى ولو دون نص.

  • ألم تدخل أيضا القوات بالصراع على السلطة مع التيار الوطني الحر وعلى تمثيل المسيحيين؟ وأين المسيحيون اليوم من شعار "أوعا خيك"؟

هذا صراع مشروع سياسيا على من يمثل المسيحيين، ولكن الصراع بالمعنى السلطوي لم ندخله، ونحن نعارض استعادة حقوق المسيحيين وفق رؤية التيار الوطني الحر، واستعادة حقوقهم تكون بردهم إلى السلطة ليس بالمعنى الديني، بل بالمعنى التشاركي والإنساني والأخلاقي، ونحن لعبنا هذا الدور بملفات داخلية.

وشعار "أوعا خيك" رفعناه أثناء المصالحة في الثاني من يونيو/حزيران 2015 في الرابية لدى الرئيس عون وقبل اتفاق "معراب"، لأن الخلاف كان مع ميشال عون، ونحن والتيار نمثل نحو 70% من المسيحيين في لبنان كأكبر قوتين.

واليوم، نحن مع توسيع مفهوم الشعار ليشمل كل اللبنانيين، لأن لا أحد يريد الحرب، والصراع مع التيار سياسي ولن نسمح بتمدده إلى الشارع.

  • يتحضر لبنان لانتخابات رئاسية بعد الانتخابات البرلمانية، هل تجدون أن الثانية تمهد للأولى؟

إعلان

الانتخابات البرلمانية تمهيد لتغيير كل أداء الدولة وليس لانتخابات الرئاسة فحسب، أما الرئيس المقبل فمن المفترض أن يحظى بصحة تمثيلية بالشارع المسيحي، لكنه ليس شرطا كافيا، وأي رئيس لديه شعبية مسيحية أفضل من رئيس لا يملك شعبية، ولكن يحتاج إلى صفات أخرى يمتاز بها رجل الدولة.

Samir Geagea, the leader of Lebanon's Christian Lebanese Forces party, speaks during an interview with Reuters at his residence in Maarab
القوات تعتبر جعجع مرشحا طبيعيا للرئاسة لكنه ليس قلقا بشأن بلوغ المنصب (رويترز)
  • هل سمير جعجع مرشح لهذا الاستحقاق؟

سمير جعجع كزعيم ماروني مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، ولكنه ليس قلقا بشأن بلوغ المنصب، والدليل أنه حين اقتضت التسوية في عام 2016 وصل جعجع لمرحلة نكران الذات وسمى خصمه التاريخي للرئاسة (أي ميشال عون)، ونحن نتحمل مسؤولية تسميته طبعا، ولكن لا نتحمل ولا بأي شكل من الأشكال مسؤولية ما اقترفه عهده.

  • هل يمكن إذن أن تؤدي تسوية جديدة في القوات إلى تكرار تجربة 2016 مع مرشح يدور بفلك الرئيس عون؟

حتما لا، الظروف التي أدت لتسمية عون لن تتكرر ولن تكون مشابهة، والرئيس الذي نريده إن لم يكن جعجع فسيكون على الأقل شخصية تشبهه بالخط السياسي.

  • يتهم كثيرون القوات بالازدواجية وتحديدا بالملف القضائي، فأنتم ترفعون شعار حماية التحقيق لدى التطرق لملف انفجار المرفأ، لكنكم تتهمون القضاء بالتسييس لدى ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وترفضون نتائج التحقيق بملف الطيونة، لماذا هذا التناقض؟

هذه مقاربات خاطئة، لأن موقفنا أبعد من ذلك، ونحن مع فتح كل الملفات بالتوازي وبقضاء قادر وعادل وليس مسيسا.

وحين وقعت أحداث الطيونة المشؤومة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 قال جعجع إنه يمثل أمام التحقيق إذا مَثُل نصر الله أمامه، ومن هنا نطالب بحماية العدالة والتحقيق.

أما في ما يخص رياض سلامة فنحن لا ندافع ولا نهاجم أحد، بل نريد للقضاء أن يأخذ مجراه، ونرفض تحميل أي طرف جزافا مسؤولية كل الانهيار.

  • هل ستؤيد القوات طروحات الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي جديد وإعادة النظر باتفاق الطائف؟

نحن ضد المساس باتفاق الطائف نتيجة عدم وجود توازن حقيقي بين مكونات لبنان، ولكننا منفتحون لأن الطائف ليس منزلا، وجوهر اتفاق الطائف الذي نسعى دائما لحمايته هو الحفاظ على المناصفة.

Beirut In Mourning the Day After Deadly Protest Violence
العداء بين القوات وحزب الله تجلى في أحداث الطيونة التي استدعت تدخل الجيش اللبناني لتهدئة الأوضاع (غيتي)

القوات وملفات الإقليم

  • كيف تنظر القوات إلى عودة سفيري السعودية والكويت إلى لبنان؟

نحن عملنا لأجل هذه العودة، وكنت أول من بشر بها، واتهمنا يومها من قبل بعض الأغبياء بأننا لسنا سياديين، ونعتبر أن عودة الخليج واستقامة علاقة لبنان بمحيطه العربي والخليجي جزء من سيادة لبنان.

  • تطالبون بعلاقات جيدة مع الخليج فيما لا تتوقفون عن مهاجمة إيران، ألا تساهمون بإقحام لبنان في الصراعات الإقليمية ومضاعفة التوتر بالداخل؟

المعادلة مختلفة كليا.. ببساطة، نهاجم إيران لأن لديها جيشا في لبنان يتمثل بحزب الله وسلاحه.

وحين تسحب إيران جيشها من لبنان بعد أن يسلّم حزب الله سلاحه للدولة كما فعل سواه سنعمل لبناء أفضل العلاقات الدبلوماسية والأخوية مع إيران، ولهذا نحن نطالب بحياد لبنان، لأنه يُخرج اللبنانيين من كل الصراعات الإقليمية ويفتح أبواب لبنان "الرسالة" أمام الجميع.

  • خصمكم المسيحي يعتبر أن شروط الحياد غير متوفرة، هل تتحدثون عن الحياد وفق رؤية البطريرك الراعي؟ ومن يحمي لبنان من إسرائيل برأيكم؟

نعم، نحن نؤيد رؤية البطريرك بالكامل، فمنذ 2006 حتى اليوم لم يحدث ضربة كف لإسرائيل، نحن في لبنان تحولنا لحرس حدود لها مع فرق أننا أصبحنا مجتمعا معسكرا، أما من يحمي لبنان من إسرائيل بلا حزب الله فنحن لا نوافق أساسا على هذا البحث.

ومع ذلك، البديل بالنسبة لنا هو إعلان حياد لبنان بتوافق داخلي وقرار دولي، وحين نعلن الحياد ويتحقق بإطار رسمي ودولي تتوقف إسرائيل عن الاعتداء على لبنان، وذلك ليس بتسليم سلاح حزب الله فحسب، بل ببناء جيش قوي وكل دول العالم تموله.

ونحن في القوات ملتزمون بالقضية الفلسطينية، ولكن ليس عبر تحويل الجنوب إلى منصة للحرب مع إسرائيل.

شعبنا يتعسكر، فيما إسرائيل تتقدم بأشواط عن لبنان على كل المستويات.

ميدان - حزب الله لبنان
تطالب القوات بتسليم سلاح حزب الله قبل فتح علاقات طبيعية مع إيران (رويترز)
  • قد يتهمكم خصومكم بدفع لبنان نحو التطبيع، كيف تميز القوات الحياد عن مسار التطبيع؟

الحياد والتطبيع أمران منفصلان، ونحن في عداوة مطلقة مع إسرائيل إلى حين إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وحين نصل إلى حلها نؤيد أن يكون لبنان آخر دولة تدخل في حالة سلام مع إسرائيل، أي أننا مع حياد لبنان الفاعل الملتزم بالقضية الفلسطينية، ولا بد للمزايدات السخيفة أن تتوقف.

  • كيف تنظر القوات إلى الدورين الفرنسي والأميركي؟

الدور الفرنسي -برأينا- كما الدور السعودي أساسي في وضعية التوازن الداخلي منعا لاستفراد لبنان وطالما لم نصل إلى حيادنا المطلوب.

بالمقابل، نتمنى صراحة أن يحصل لبنان على دعم الولايات المتحدة من أجل تحقيق الحياد الفاعل، ومنعا لأن يكون بندا للمقايضة أو المفاوضة على جدول أعمال طاولة فيينا.

  • في ظل تقارب بعض الدول العربية مع النظام السوري كيف تنظر القوات لمستقبل العلاقة بين دمشق وبيروت بعد الانتخابات البرلمانية؟

كأي علاقات ندية بين دولتين جارتين تحترم كل منهما سيادة الأخرى وفق القوانين الدولية.

لبنان المحايد هو أكثر مصلحة وفائدة لكل العالم، لأنه يحمل رسالة هي في جوهره، أي العيش معا للثقافات والحضارات والشعوب وليست رسالة مصطنعة أو مركّبة من أوهام.

المصدر: الجزيرة

إعلان