بعد تراجع التهديدات الأمنية.. الحواجز الإسمنتية في خدمة المواطن الأفغاني
كابل- بدأت الحكومة الأفغانية إزالة آلاف الحواجز الإسمنتية من وسط العاصمة كابل والمدن الأخرى، ونقلها إلى القرى والأرياف للاستفادة منها بعد تراجع التهديدات الأمنية في البلاد.
الفكرة جاءت من المواطن محمد نظيم الذي وضع منشورا على موقع للتواصل اقترح فيه الاستفادة من الحواجز الأمنية الإسمنتية المنتشرة في شوارع كابل وأزقتها وعموم الولايات الـ 34، فكتب "اقترحت عبر فيسبوك استخدام الحواجز الإسمنتية كجدران استنادية بالقرب من الأنهار، وتمت الموافقة من قبل الحكومة، فملايين الدولارات أنفقت على الحواجز من قبل الحكومة السابقة، ويجب استخدام هذه الجدران بشيء مفيد".
ودأب سكان العاصمة على الشكوى من كثرة انتشار الحواجز الضخمة (يصل طول بعضها 4 أمتار) التي تختفي خلفها ملامح مدينتهم، وتضيق العديد من الشوارع والأزقة في كابل على مدى 20 عاما بسبب التوترات الأمنية، والهجمات المتكررة التي كانت تستهدف المؤسسات والمباني الحيوية.
يقول روح الله الذي التقته الجزيرة نت بالقرب من منزله بمنطقة وزير أكبر خان "أينما تولي وجهك ترى ثكنة عسكرية وأمنية على شكل جدران إسمنتية تعيق الحركة، نضطر دوما أن نسلك طرقا طويلة بسبب إغلاق الطرق، رغم قصر المسافة" مضيفا "الناس تعبت هنا والمواطن وحده من يعاني".
نقل الحواجز الأمنية عبر بلدية كابل بدأ بـ 3 مناطق: شيرناو وكارتي تشار ووزير أكبر خان، وهذه الأخيرة تعرف بالمنطقة الخضراء بالعاصمة لوجود أغلب السفارات الأجنبية والمؤسسات الحكومية ومنازل كبار المسؤولين السابقين فيها، وجميعها تكثر فيها الجدران الإسمنتية.
الجزيرة نت التقت مولوي إحسان الله جواد مسؤول المنطقة 12 في بلدية كابل، والذي يقول إنهم نقلوا مئات الحواجز إلى أرض شاسعة كان بعض المتنفذين يودون الاستيلاء عليها. ويضيف "لدينا خطة لاستغلال هذه الحواجز في مجالات مختلفة حسب أوامر المسؤولين، منها صد الفيضانات عن أراضي المزارعين، وفي مناطق أخرى حسب طلب المواطنين واحتياجاتهم".
التحرك الأخير لبلدية كابل جاء بعد نحو 6 أشهر من الاستقرار العسكري والسياسي في البلاد نسبيا، وقد تم نقل المئات من الحواجز الخرسانية إلى مناطق ريفية وقرى بالقرب من الأنهار تحسبا لفيضانات قد تحدث موسمي الربيع والصيف، وسيتم استخدام بعضها لإسناد جسور قرب الأنهار خشية انهيارها، حسب قول مسؤولين حكوميين.
كابل ليست استثناء، فقد بدأت مدن عدة تفكيك الحواجز الإسمنتية، ففي قندهار ثانية أكبر مدن أفغانستان، التقينا المزارع نياز محمد بعد أن تم تثبيت عدد من الجدران الخرسانية قرب حقله، يقول للجزيرة نت إنه محظوظ فـ "الجدار يصد الفيضانات والسيول الجارفة التي كانت تجتاح أراضينا الزراعية، الآن حقولنا في مأمن من أي تهديد يأتي جراء ارتفاع منسوب مياه الأنهار".
ويقدر عدد الجدران الإسمنتية في أفغانستان بمئات الآلاف، ففي قاعدة باغرام العسكرية وحدها يوجد أكثر من 20 ألف قطعة إسمنتية، ويختلف ثمن الجدار الواحد منها حسب الوزن والنوع والحجم، وتتراوح أسعارها بين ألف وألفي دولار، ويعتقد أن سحبها من كابل يحتاج سنوات، وإبقاء بعضها كما هي أمام مباني البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الدولية والمؤسسات الحكومية والأمنية.