عملية ثالثة لتبادل الأسرى.. روسيا تكثف عملياتها شرق أوكرانيا وكييف تتوقع هجوما وشيكا جنوب خاركيف
أعلنت كييف اليوم الأحد أن روسيا تكثف عملياتها بهدف السيطرة الكاملة على دونيتسك ولوغانسك (شرقي البلاد)، وبينما اقترب الانفصاليون الموالون لروسيا من بسط سيطرتهم على ميناء ماريوبول على بحر آزوف تصاعدت الدعوات الإنسانية لفتح ممر آمن لخروج المدنيين المحاصرين فيه.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تكثف عملياتها للسيطرة الكاملة على لوغانسك ودونيتسك، في وقت تدخل فيه حرب روسيا على أوكرانيا يومها الـ46.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكيف عمقت حرب أوكرانيا الصراع بين الكنائس الأرثوذكسية؟
هل تحولت الأولويات الروسية في أوكرانيا؟ ولماذا تُستهدف خاركيف وزاباروجيا إلى جانب دونباس؟
في حوار مع الجزيرة نت.. عضو فريق التفاوض الأوكراني رستم أميروف يتحدث عن سير اللقاءات مع الروس
ونقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤول أوروبي قوله إن نحو ربع القوات الروسية المشاركة في الحرب على أوكرانيا لم تعد قادرة على القتال.
بموازاة ذلك، قالت الاستخبارات الأوكرانية إن الجيش الروسي يعيد تجميع قواته شرقي البلاد، ويخطط للتقدم نحو خاركيف ثم ماريوبول ليعود لاحقا لمهاجمة كييف.
وذكر تقرير استخباري للجيش البريطاني أن العمليات الروسية تواصل التركيز على دونباس وماريوبول وميكولايف مدعومة بقصف من البحر بصواريخ كروز.
في هذه الأثناء، أفاد عمدة لوغانسك بتزايد القصف على المدينة، كما قال رئيس الإدارة الإقليمية في سومي (شمال شرق) إن القوات الأوكرانية تسيطر على حدود المدينة جزئيا.
رواية روسية للتطورات
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع ذخيرة للقوات الأوكرانية بالقرب من نوفوموسكوفسك في دنيبرو بصواريخ عالية الدقة.
كما أعلنت تدمير مقاتلة من نوع "ميغ 29" ومروحية تابعة للقوات الأوكرانية في مطار ميرغورود العسكري.
وقال الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك إنهم باتوا يسيطرون على 70% من ميناء ماريوبول.
ونشر الانفصاليون صورا جوية للميناء تظهر تصاعد الدخان من بعض السفن الراسية فيه وبعض آثار الدمار الذي لحق بمرافقه جراء المعارك.
وتحدثت وزارة الدفاع الروسية عن محاولة جديدة لإجلاء من تسميهم قادة الفوج القومي آزوف والمرتزقة الأجانب من ماريوبول عن طريق البحر.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف إن نظام كييف يحاول بكل الطرق إجلاء من سماهم "النازيين الأوكرانيين" من ماريوبول.
كما أعلنت موسكو تدمير 4 طائرات مسيرة و85 موقعا عسكريا أوكرانيا ومستودعا كبيرا للذخيرة للجيش الأوكراني في منطقة نوفوموسكوفسك التابعة لمقاطعة دنيبروبتروفسك.
مخطط "استفزازي"
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها كشفت عن مخطط لما سمتها العملية الاستفزازية التي تعد لها سلطات كييف في منطقة إربين بإحدى ضواحي العاصمة كييف، لتصوير جثث تدعي إنها لضحايا القصف الروسي.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن ما سماها التمثيلية الساخرة سيتم نشرها كمقاطع فيديو على وسائل الإعلام الغربية.
من جهته، قال الصليب الأحمر الدولي إن عددا كبيرا من المدنيين ما زالوا محاصرين في ماريوبول.
وشدد في تغريدة له على حاجتهم الماسة إلى ممر آمن قبل فوات الأوان، وفق تعبيره.
وكانت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني قالت إنه تم الاتفاق على أن تفتح اليوم 10 ممرات إنسانية، بينها ممرات في مدينة ماريوبول.
في المقابل، أعلنت قيادة القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها دمرت أمس السبت 3 مقاتلات روسية ومروحية و5 طائرات مسيرة و4 صواريخ كروز.
من جهتها، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية في بيان إن القوات الروسية تواصل استخدام العبوات الناسفة لإحداث خسائر بشرية وإضعاف الروح المعنوية وتقييد حرية تحرك الأوكرانيين.
وأضاف البيان أن القوات الروسية تواصل أيضا مهاجمة أهداف البنية الأساسية، مع وجود خطورة عالية بالتسبب في مقتل مدنيين.
وقال إن رحيل القوات الروسية عن شمال أوكرانيا خلّف أدلة تظهر عدم التناسب في قصف الأهداف غير القتالية.
في غضون ذلك، يواصل سكان مدينة لوزوفا (جنوب خاركيف) النزوح من المدينة بطلب من السلطات المحلية.
وتتوقع السلطات الأوكرانية مهاجمة القوات الروسية المدينة بعد تمكنها من السيطرة على عدة بلدات في محيطها، وقالت السلطات المحلية إن أكثر من 15 ألفا غادروا لوزوفا خلال اليومين الماضيين فقط.
تبادل أسرى
في الأثناء، أعلنت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أنه تمت أمس عملية ثالثة لتبادل الأسرى ضمت من الجانب الأوكراني 12 عسكريا و16 مدنيا، بينهم 9 نساء، فيما لم تحدد عدد من شملتهم عملية التبادل من الجانب الروسي.
من جهتها، قالت المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا إنه بفضل ما وصفتها بالإجراءات المنسقة للجيش الروسي جرى إطلاق سراح 14 بحارا من سفينة آزوف كونكورد المدنية، ويتم الآن إجلاؤهم إلى مكان آمن.
وقالت موسكالكوفا إن أوكرانيا كانت تحتجز طاقم السفينة في ميناء ماريوبول منذ بداية الحرب، إذ تم تلغيم المخرج المؤدي إلى البحر.
دعم أوروبي
وعلى الصعيد الإنساني، أسفر مؤتمر للمانحين عقد في وارسو بمشاركة مؤسسات مالية تابعة للاتحاد الأوروبي فضلا عن الحكومة الكندية عن تعهد بتقديم 9.1 مليارات يورو للتكفل باللاجئين الأوكرانيين.
وجاءت التعهدات على شكل 1.8 مليار يورو لدعم النازحين في الداخل الأوكراني، و7.3 مليارات يورو للاجئين الذين فروا من البلاد إلى الدول المجاورة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -التي شاركت في استضافة المؤتمر مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو- إنه من المهم بعد انتهاء الحرب إعادة إعمار أوكرانيا.