تجاوزت إيران وسوريا خلال 10 أيام.. روسيا تصبح أكثر دولة معاقبة في العالم

قالت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركية إن روسيا أصبحت أكثر الدول معاقبة في العالم، متجاوزة خلال 10 أيام كلا من إيران وسوريا، وذلك جراء حزمات العقوبات المتتالية التي فرضتها القوى الغربية الكبرى عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
وأوضحت الوكالة الأميركية استنادا على إحصائيات موقع عالمي متخصص في تتبع العقوبات، أن واشنطن وحلفاءها فرضوا 2778 عقوبة جديدة على روسيا، ليرتفع عدد العقوبات عليها إلى أكثر من 5553.

وبهذه العقوبات تجاوزت روسيا، أكبر دول العالم مساحة وثاني أكبر قوة عسكرية، كلا من إيران (3616 عقوبة) وسوريا (2608) وكوريا الشمالية (2077)، لتصبح أكثر دول العالم التي فرضت عليها عقوبات، فطهران فرضت عليها القوى الغربية 3616 عقوبة خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب برنامجها النووي، وبسبب اتهامات لها برعاية "الإرهاب".
الشركات الغربية
وأدت حزمة العقوبات المتتالية وغير المسبوقة على روسيا إلى إعلان كبريات الشركات الغربية في مختلف القطاعات سحب أو تعليق استثماراتها أو خدماتها في روسيا، وذلك خوفا من تعرض أنشطتها للعقوبات الغربية أو بناء على قرار من تلك الشركات لزيادة الضغط على موسكو.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن المسؤول السابق بوزارة الخزانة (المالية) الأميركية بيتر بياتيتسكي قوله إن العقوبات الغربية الأخيرة على روسيا "سلاح نووي مالي وأكبر حزمة عقوبات في التاريخ"، مضيفا أن روسيا انتقلت خلال أسبوعين من كونها جزءا من الاقتصاد العالمي إلى أكثر دولة تتعرض للعقوبات.
وبالنظر إلى تفاصيل العقوبات على روسيا المنشورة على منصة موقع "كاستيلوم.إيه آي" (castellum.ai)، فإن الولايات المتحدة تتصدر الدول التي فرضت عقوبات على موسكو منذ العام 2014 (تاريخ ضم السلطات الروسية شبه جزيرة القرم الأوكرانية) بـ 1194 عقوبة، تليها كندا بـ 908، وسويسرا بـ824، والاتحاد الأوروبي (766)، وفرنسا (760)، ثم أستراليا (633)، فالمملكة المتحدة (271).
وتبعا لطبيعة الجهات التي فرضت عليها عقوبات في روسيا، فإن الأغلبية الساحقة للعقوبات الغربية استهدفت الأفراد (2427 عقوبة)، ثم الكيانات (343).
تداعيات العقوبات
وأدت العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا عقب شنها حربا على أوكرانيا، إلى تجميد الأغلبية الساحقة من احتياطات البنك المركزي الروسي في العالم، وهبوط كبير في قيمة العملة الروسية الروبل مقابل الدولار، وتهافت المواطنين الروس على سحب أموالهم من أجهزة الصرف الآلي.
كما توقفت أكبر شركة طيران روسية "إيرولوفت" (Aeroflot) عن تسيير رحلاتها الدولية (ما عدا إلى بيلاروسيا) منذ 3 أيام، وأعلنت شركة "أوتوفاز" (AvtoVAZ) الروسية لصناعة السيارات في الثالث من مارس/آذار الحالي تعليق أنشطتها بسبب نقص الإلكترونيات جراء العقوبات.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العقوبات على بلاده تشبه إعلان حرب على روسيا، وكان من الملفت تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الثاني من الشهر الحالي في مقابلة مع الجزيرة بأن الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه لا بديل عن العقوبات على روسيا سوى حرب عالمية.
وتعهد الكرملين بالرد على العقوبات الغربية "بشكل ملائم ومنسجم مع مصالح روسيا"، مضيفا أن هذه العقوبات "قوية ومؤلمة، لكن موسكو لديها القدرة على تعويض الأضرار".