القائم بأعمال سفارة أوكرانيا بالقاهرة للجزيرة نت: لا عودة للمظلة الروسية ونحذر من عواقب استمرار الحرب

القاهرة – أعرب القائم بأعمال السفير الأوكراني بالقاهرة "روسلان نيتشاي" Ruslan Nechai عن أمله في أن تنجح العقوبات الدولية الكبيرة المفروضة على روسيا -إلى جانب دور جيش بلاده والمقاومة الشعبية- في إنهاء ما وصفه بالعدوان الروسي، وذلك عبر المباحثات الدبلوماسية.
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، أشاد نيتشاي بدور السلطات المصرية في دعم بلاده على المستويين السياسي والإنساني، في إشارة إلى التصويت لصالح القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة ويدين "العدوان على أوكرانيا" ويدعو موسكو إلى سحب قواتها فورا، فضلا عن قرار استضافة السياح الأوكرانيين العالقين بمصر، ومن ثم توفير طائرات لنقلهم إلى دول الجوار الأوكراني.
وقال القائم بأعمال السفير إن الجانب الروسي يقوم بدعاية مضللة من أجل تبرير "غزو أوكرانيا" مضيفا أن السفارة تتصدى لكل تلك الشائعات، وتقوم بالرد عليها من جهة، ومن جهة أخرى تنقل صورة حقيقية للوضع في البلاد، وما تشهده من أوضاع مأساوية نتيجة القصف العشوائي على المدنيين والمؤسسات الحكومية والمنشآت المدنية، بحسب وصفه.
وحذر نيتشاي من مغبة إطالة أمد الحرب التي سيكون لها تداعيات سلبية على ارتفاع أسعار القمح والبترول والذهب، وحركة السياحة من كلا البلدين إلى مصر وغيرها من دول الشرق الأوسط، داعيا البلدان الصديقة إلى دعم ومساندة بلاده في المحنة الكبيرة التي تشهدها.
وفيما يلي نص الحوار:
هل كنتم تتوقعون اندلاع الحرب أم أنكم تفاجأتم؟
لا أحد كان يتوقع أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن حرب على أوكرانيا، وما حدث كان صعبا جدا للفهم، خاصة أن بوتين والدعاية الروسية كانوا يروجون أن الشعب الروسي والأوكراني شعب واحد. ومنذ أحداث عام 2014 التي قامت خلالها روسيا بضم شبه جزيرة القرم إليها ودخول مناطق "دونيتسك" و "لوغانسك" الحدوديتين وبعد 8 سنوات، تستمر القوات الروسية في عدوانها على أوكرانيا.
هل كنتم مستعدين عسكريا لهذه الحرب؟
بعد الأحداث التي وقعت عام 2014، كانت القوات الأوكرانية في ذلك الوقت غير جاهزة أو مستعدة للعدوان الروسي، لكن بعد مرور 8 سنوات أصبحت القوات المسلحة الأوكرانية في أفضل حال لها، وهي جاهزة لردع العدوان بصورة كاملة.
كيف ترى موقف الدول الصديقة وخاصة الشرق أوسطية ومن بينها مصر؟
نحن بحاجة إلى مساعدة ومؤازرة حلفائنا وأصدقائنا، وعند الحديث عن دور العالم العربي ومصر فنحن نرحب بالدعم على المستوى السياسي والاقتصادي والإنساني، ورأينا جميعا التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعم مصر للقرار الدولي بإدانة العدوان الروسي على بلادنا. في الوقت الحالي هناك اتجاه آخر لتعزيز التعاون الإنساني، لدينا هنا 20 ألف سائح أوكراني في المنتجعات المصرية، وتقوم الحكومة المصرية بتقديم الدعم لهم، وهناك جهود من أجل نقلهم إلى البلاد المجاورة لأوكرانيا، والدعم المصري ضخم وكبير.
هل هناك تنسيق بين الحكومة المصرية والأوكرانية من أجل الاتفاق على شكل الدعم الإنساني؟
نحن نتناقش في هذا الموضوع مع وزارة الخارجية المصرية، وتم التباحث حول تقديم المساعدات الإنسانية والطبية.
هل هناك دور إعلامي لسفارتكم بالقاهرة للترويج للموقف الرسمي إزاء ما تقولون إنها دعاية مضللة من قبل الجانب الروسي؟
تستمر الحرب على مستويات مختلفة ومن بينها المستوى الإعلامي، ونحن نبذل كل جهودنا في السفارة لتقديم المعلومات الدقيقة والصحيحة بشأن الأحداث الجارية في أوكرانيا، وما تتعرض له المدن من إطلاق الصواريخ والقنابل عليها والهجوم بالطائرات والدبابات على المنشآت الحكومية والمستشفيات والمدارس، ونبذل قصارى جهدنا لتوضيح الحقيقة للجهات الرسمية في مصر.
كيف تؤثر الحرب على حركة السياحة، خاصة مع زيادة عدد السياح إلى مصر خلال العام الماضي؟
صحيح، مصر استقطبت سياحا أوكرانيين أكثر من أي وقت مضى العام الماضي، حيث بلغ عددهم نحو 1.3 مليون، ولذلك نحاول مع الأصدقاء والحلفاء وقف العدوان الروسي من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها، لأن عواقب الحرب سوف تؤثر في كل الاتجاهات الاقتصادية، كما ستؤثر على أوضاع الجاليات العربية ومن بينها المصرية. الحرب أيضا سوف تؤدي إلى وقف تدفق ليس فقط السياح الأوكرانيين، بل السياح الروس أيضا، والذين سوف يتأثرون بالتداعيات الاقتصادية على بلادهم من جراء العقوبات الدولية وحظر الطيران الروسي إلى الكثير من دول العالم، والضغط على روسيا في المجالات كافة لوقف عدوانها.
رأينا ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق لأسعار القمح عالميا، وأوكرانيا من الدول المصدرة للقمح، كيف يمكن أن يتأثر هذا المحصول الإستراتيجي بالحرب؟
أوكرانيا دولة مهمة جدا في تأمين احتياجات العديد من الدول العربية من القمح والذرة وزيت عباد الشمس، وعواقب الحرب سوف تطال المنتجات الزراعية خاصة مع فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، وارتفاع أسعار النفط والذهب إلخ.
كيف تتوقعون انتهاء الحرب.. هل ستنتهي بعقوبات اقتصادية على روسيا، أم عبر مقاومة الجيش الأوكراني، أم بتدخل من حلف الناتو، أم من خلال الحلول الدبلوماسية؟
في الظروف الحالية من الصعب توقع كيفية نهاية الحرب التي تشهدها بلادنا، ولكن نتوقع أن تنتهي في أسرع وقت، وأي حرب لا بد أن تنتهي من خلال المباحثات الرسمية والدبلوماسية، ونتوقع أن يكون دفاع الجيش الأوكراني، ودفاع المقاومة الشعبية وضغط العقوبات الاقتصادية، فرصة لفرض مباحثات دبلوماسية من أجل انتهاء الحرب الروسية الغاشمة.
أخيرا.. هل تتوقعون أن تنضووا مرة أخرى تحت السيادة الروسية بأي حال من الأحوال؟
بالتأكيد لا، من المستحيل أن تعود أوكرانيا إلى العيش تحت سلطة روسيا، وهذا ما تحاول الدعاية الروسية الترويج له بأننا شعب واحد وأن الشعب الأوكراني سوف يرحب بالجيش الروسي بالورود والابتسامات. لكن العالم كله شهد كيف استقبلنا الجنود الروس على أرض الواقع بالمقاومة، وأوكرانيا دولة مستقلة تتمتع بسيادة كاملة.