جدل في مصر بشأن تحمّل تكلفة إقامة ونقل السياح الأوكرانيين

سياح من أوكرانيا لدى وصولهم إلى مصر في يوليو/تموز الماضي عقب فترة توقف بسبب كورونا (الصحافة المصرية)

القاهرة- مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا يتواصل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بشأن العديد من المواقف الرسمية إزاء تطورات الأزمة وتداعياتها، سواء في ما يتعلق بجانب السياح الأوكرانيين العالقين في مصر أو المصريين العالقين في أوكرانيا ودول مجاورة لها.

وبعد قرارها مد إقامة السياح الأوكرانيين والروس في الفنادق المصرية مجانا قررت الحكومة المصرية التكفل بنقل الأوكرانيين إلى الدول المجاورة لبلادهم عبر شركة "مصر للطيران" وشركة "إير كايرو" (Air Cairo) التابعة لها، على أن تتحمل الحكومة تكاليف تلك الرحلات.

 

منطلق إنساني

بدوره، قال نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري إن بلاده تعاملت مع الأزمة من منطلق إنساني بحت، حيث سمحت بوجود السياح الأوكرانيين بالفنادق نفسها المقيمين فيها مجانا ودون طلب أي مبالغ إضافية.

وأوضح سعد -في تصريحات تلفزيونية- أن الحكومة كانت تدرس خلال الأسبوع الماضي البدائل الممكنة لكيفية عودة السياح إلى الدول المجاورة لأوكرانيا لاستحالة العودة إلى بلادهم، مشيرا إلى أن السياح الأوكرانيين اختاروا مصر دون غيرها من الدول السياحية لقضاء إجازاتهم فيها، وبالتالي "هذا أبسط شيء نقدمه لهم في هذه الأزمة".

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري إن بلاده نقلت قرابة 4 آلاف أوكراني من أصل ما يقارب 20 ألفا كانوا موجودين فيها إلى دول أخرى، مشيرا إلى استمرار تسيير تلك الرحلات، كما لفت إلى فائدة أخرى من هذه الرحلات وهي أنها تحمل خلال عودتها المصريين الذين نجحوا في عبور الحدود الأوكرانية إلى الدول المجاورة والراغبين في العودة إلى مصر.

تعليمات عليا

في موقف مغاير تماما، قال الشاب المصري محمد زايد -الذي أصيب في الحرب الروسية على أوكرانيا- لموقع "مدى مصر" (خاص) إنه يتخوف من إجلائه من بولندا إلى مصر قبل أن يتعافى بشكل من إصابته بضغوط من السفارة المصرية في بولندا.

وأوضح زايد في تصريحاته للموقع أن السفير المصري في بولندا ونائبه أخبراه أمس السبت بضرورة مغادرة بولندا مع عائلته إلى مصر فورا، وأنه طلب من السفير مهلة زمنية للتعافي من آثار العمليات الجراحية، لكن نائب السفير أخبره أن السفارة لا يمكنها تحمل تكلفة إقامته في الفندق، وأن هذا القرار لا يعود للسفارة وإنما "لتعليمات عليا"، وأن الأمر ليس مطروحا للنقاش.

وكان زايد أصيب بطلقات من طائرة حربية في ثاني أيام الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا فيما كان في طريقه لشراء حليب صناعي لرضيعته التي ولدت قبل أيام، مما تسبب له في إصابات بالغة قادت إلى استئصال الطحال لاحقا، وتم نقله إلى بولندا عبر سيارة غير مجهزة الخميس الماضي، الأمر الذي تسبب في تفاقم حالته، حسب تصريحاته.

جدل مواقع التواصل

قرار الحكومة المصرية بتحمل تكاليف إقامة وسفر السياح الأوكرانيين أثار موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث أشاد البعض بالقرار، مؤكدين أنه القرار الصحيح في ظل الأزمة الحالية التي يعاني منها السياح دون أي ذنب منهم.

لكن آخرين طالبوا الحكومة بتحمل مسؤوليتها نحو المصريين الذين تأثروا بحرب روسيا على أوكرانيا بنفس الشكل الذي تحملت به مسؤولية السياح، فيما تعجب عدد منهم من توفير الحكومة متطلبات إقامة وسفر السياح بهذه السرعة رغم أنها تشتكي ليل نهار من عدم قدرتها على تلبية متطلبات الشعب.

 

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي