في خطاب قبل تصويت مرتقب على سحب الثقة من حكومته.. رئيس الوزراء الباكستاني يرفض الاستقالة
أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مساء اليوم الخميس رفضه الاستقالة من منصبه، متهما الولايات المتحدة بدعم المعارضة، وذلك قبل تصويت مرتقب على سحب الثقة من حكومته كان مقررا اليوم في البرلمان وتم تأجيل مناقشته إلى الأحد المقبل.
وفي خطاب بث عبر التلفزة الرسمية قال عمران خان "لن أركع أمام أي أحد، ولن أسمح لشعبي بالركوع أمام أحد"، وأضاف أنه خلال ما يسمى الحرب على الإرهاب تعرضت باكستان "للإهانة"، مشددا على أنه السياسي الوحيد الذي قاد مظاهرات ضد هجمات الطائرات المسيرة في مقاطعة وزيرستان القبلية.
واتهم عمران خان الولايات المتحدة بمحاولة التدخل في شؤون بلاده من خلال دعم أحزاب المعارضة، مؤكدا "لن أسمح للمعارضة بالنجاح مطلقا".
وأشار رئيس الوزراء الباكستاني إلى أنه رأى بلاده ترتفع بين الدول ثم تنهار وتصل إلى مستوى متدن وذليل بين بقية دول العالم على حد تعبيره، وشدد على أن سياسة باكستان الخارجية يجب أن تكون مستقلة، ولا تصطف ضد أحد.
وأضاف عمران خان "يطالبني بعض الناس بالاستقالة. لماذا أستقيل؟ أنا لا أستقيل، بل أكمل اللعبة إلى آخرها وننتظر إلى يوم الأحد لنرى عم سيتمخض التصويت في البرلمان"، معتبرا أنه إذا نجحت محاولات المعارضة فإن الأجيال القادمة لن تسامح.
كما قال عمران خان "أنا أنفق على منزلي من مالي الخاص وأعيش في منزلي ولم أبن المصانع مثل (رئيس الوزراء السابق) نواز شريف.. ولا أمارس سياسة المحسوبيات لأقاربي".
وجاء خطاب عمران خان في ظل أزمة سياسية يواجهها قد تطيح به من رئاسة الحكومة، بعدما خسر تحالفه الأغلبية في البرلمان.
وكان من المقرر أن تبدأ النقاشات البرلمانية اليوم، لكن نائب رئيس المجلس أرجأ الموعد إلى الأحد المقبل، وعلل التأجيل برفض النواب مناقشة نقاط أخرى على جدول الأعمال قبل النظر في حجب الثقة.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس البرلمان قاسم خان سوري، وهو عضو في "حركة إنصاف" الحاكمة، "يبدو أنه لا أحد مهتما بجلسة المساءلة، لذلك تم تعليق الجلسة".
من جانبها، قالت القيادية المعارضة مريم أورنجزيب "أنا والأمة كلها نطالب بالتصويت الفوري على مقترح حجب الثقة". كما أدان شهباز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية -الذي من المتوقع أن يصبح رئيس الوزراء المقبل في حال أطيح بعمران خان- تعليق الجلسة. وصرّح للصحفيين خارج مقر البرلمان بأن "نائب الرئيس (البرلمان) انتهك مرة أخرى القواعد بعدم السماح بمناقشة هذا البند من جدول الأعمال".
أزمة متصاعدة
ويواجه عمران خان، بطل رياضة الكريكت السابق، أخطر أزمة سياسية منذ انتخابه عام 2018، ويتهمه خصومه بسوء الإدارة الاقتصادية في ظل تسارع ارتفاع التضخم وضعف عملة الروبية، وخلافات بشأن سياسته الخارجية. كما تواجه الحكومة تهديدا متزايدا من حركة طالبان باكستان التي أعلنت أمس الأربعاء عن عزمها شن "هجوم" على قوات الأمن في مطلع شهر رمضان.
ولم تعد "حركة إنصاف" وحلفاء عمران خان يتمتعون بأغلبية في البرلمان الذي يضم 342 نائبا، بعد انشقاق حزب وإعلان نوابه السبعة عن نيتهم التصويت لصالح حجب الثقة. كما سيصوت أكثر من 10 نواب من "حركة إنصاف" لصالح المقترح.
وهيمن حزبا المعارضة الرئيسيان "حزب الشعب الباكستاني" و"الرابطة الإسلامية الباكستانية" على السياسة لعقود تخللتها انقلابات عسكرية، إلى أن شكّل عمران خان تحالفا تعهد باجتثاث الفساد. ويرى بعض المحللين أن عمران خان فقد أيضا دعم الجيش النافذ في السياسة الباكستانية.
وفي حال الإطاحة بعمران خان، فمن المرجح أن يقود الحكومة الجديدة شهباز شريف من "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية"، وهو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أطيح به عام 2017 بتهم فساد مزعوم وسجن قبل إطلاق سراحه بكفالة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 لدواع طبية.
كما لا يستبعد أن يتولى المنصب بيلاوال بوتو زرداري من "حزب الشعب الباكستاني"، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو والرئيس السابق آصف زرداري.
ومنذ تقسيم شبه القارة الهندية واستقلالها عام 1947، شهدت باكستان 4 انقلابات عسكرية ناجحة والعديد من الانقلابات الفاشلة، وعاشت البلاد تحت الحكم العسكري لأكثر من 3 عقود.