في ختام أكبر نسخ منتدى الدوحة.. إشادة دولية بجهود قطر في مجال تحقيق السلام بالعالم

رئيسة كوسوفو تؤكد أن السياسات القطرية ترمي إلى الاستقرار في العالم (الصحافة القطرية)
اختتام منتدى الدوحة بعد يومين من الجلسات والمناقشات (الصحافة القطرية)

الدوحة ـ حازت سياسات دولة قطر الرامية إلى حل كافة القضايا في العالم عن طريق الحوار، والتدخل القطري الدائم في جهود الوساطة إقليميا وعالميا، على إشادة كبيرة من المشاركين في منتدى الدوحة الذي اختتمت فعالياته مساء الأحد.

وخلال جلسات المنتدى التي استمرت يومين وناقشت كافة القضايا المطروحة، لم يترك المشاركون فرصة إلا وثمنوا فيها الجهود القطرية في حل المشكلات في العالم، فضلا عن كونها موطنا للنقاش والحوار بين الجميع.

وخلال الجلسة الختامية للمنتدى، أشادت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني بالدور الذي تقوم به قطر على المستوى الدولي، مشيرا إلى أهمية منتدى الدوحة بوصفه محفلا للنقاش والحوار لمجابهة التحديات المختلفة التي يمر بها العالم اليوم.

وقالت "إن دولة قطر أظهرت القدرة على القيادة والتعاون الدوليين على الرغم من صغر حجمها.. وستجمع العالم لاحقا في نهاية العام من أجل الرياضة.. وهذا درس لنا جميعا بأن الدول الصغيرة يمكنها ويجب أن يكون لديها تأثير".

وشددت في كلمتها على ضرورة بناء الشراكات متعددة الأطراف، والاصطفاف العالمي لمواجهة التحديات التي تتنامى باستمرار، مضيفة أن "التحول إلى عصر جديد هو موضوع منتدى الدوحة في نسخته الـ20 وهو يأتي في وقته، حيث لا تنتهي التحديات في كافة أنحاء العالم، وقد حان الوقت لنوحد صفوفنا ونعيد النظر في كيفية المضي قدما".

وعرضت رئيسة كوسوفو التحديات التي واجهت شعب بلادها في مسيرة بناء دولته، ومنها الحرب التي تعرض لها في تسعينيات القرن الماضي، مثمنة دور الأسرة الدولية التي وضعت حدا للحرب التي قتلت وشردت الملايين.

وزير الخارجية الفرنسي يشيد بجهود دولة قطر (الصحافة القطرية)
وزير الخارجية الفرنسي يشيد بجهود دولة قطر  (الصحافة القطرية)

تحديات حرجة

وكانت النسخة الـ20 من منتدى الدوحة، والتي عقدت على مدى يومين تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد"، قد أطلقت حوارا بشأن التحديات الحرجة التي تواجه عالم اليوم، وسط مشاركة وحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والسياسيين والبرلمانيين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام، مما جعل من المنتدى فرصة حقيقية للحوار الصريح بين مختلف القطاعات للتوصل إلى حلول قابلة للتطبيق.

أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فثمّن الجهود القطرية في حل العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة المرونة والقدرة الخلاقة اللتين تميزان دبلوماسيتها.

ولفت الوزير الفرنسي في الجزء الأول من الجلسة الختامية لمنتدى الدوحة إلى أن المرونة والقدرة الخلاقة لدولة قطر برزتا خلال الأزمة الأفغانية، مشيدا بالجهود الدبلوماسية التي قامت بها قطر وتعاونها في إجلاء المواطنين الفرنسيين والأفغان.

وأشار إلى أن زيارته اليوم لقطر تعد الـ24 بصفته وزيرا فرنسيا، مما يعكس قوة العلاقات وتنوعها والالتقاء في وجهات النظر والتقييم والعمل بين البلدين على الساحة الدولية.

كما أعرب عن تقديره لجهود الدبلوماسية القطرية في حل العديد من القضايا في المنطقة، مشيدا بالجهود المبذولة للوصول إلى حلول للأزمة التشادية من خلال احتضان الدوحة مفاوضات السلام التشادية، ومؤكدا على الثقة الكبيرة الموجودة بين بلاده ودولة قطر.

إقرار نظام عالمي للتعايش السلمي كان أحد المحاور المهمة في الجلسة
جلسات المنتدى شهدت مشاركة كبيرة (الجزيرة)

تجنب الأسوأ

وفي تعليقه على سؤال بشأن الجهود الدبلوماسية الفرنسية التي يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون بين الجانبين الأوكراني والروسي، قال لودريان "إن الرئيس الفرنسي كان يحاول تجنب حدوث الأسوأ في الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا من خلال المحادثات مع الرئيسين الأوكراني والروسي".

وأكد أن وقف إطلاق النار لا يزال المهمة الأكثر إلحاحا بحيث يمكن للأطراف الانتقال إلى مواضيع أكثر صعوبة مثل الضمانات الأمنية لأوكرانيا واحتمال وضع عسكري محايد.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن العالم "عند نقطة تحوّل" مع استمرار تصاعد الحرب، مشددا على أن هذه الأزمة "تؤثر على الجميع".

وتمحورت مناقشات منتدى الدوحة وجلساته حول الشعار الرئيسي لهذا العام، وهو التحول إلى عصر جديد، مع التركيز على عدد من المجالات الأساسية، من بينها: التحالفات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، بالإضافة إلى الاستدامة وتغير المناخ.

وفي اليوم الختامي للمنتدى، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية أن بلاده قامت بالكثير من الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار، وتقوم بدور كبير كدولة وسيطة بالتواصل مع جميع الأطراف، خاصة وأن الاستقرار السياسي مهم للمنطقة ولجميع دول العالم.

وزير الدفاع القطري يؤكد سعي بلاده لحل كافة المشكلات بالطرق السلمية (الصحافة القطرية)
وزير الدفاع القطري يصف تحالف بلاده مع تركيا وأميركا بالناجح (الصحافة القطرية)

تحالف ناجح

ووصف العطية خلال جلسة أقيمت اليوم الأحد ضمن فعاليات "منتدى الدوحة 2022" بعنوان "المشهد المتطور للتحالفات الإستراتيجية"، تحالف قطر الإستراتيجي مع تركيا والولايات المتحدة بـ"الناجح والقوي جدا" لأنه يقوم على أسس متينة وعوامل عدة، مشيرا إلى أن دولة قطر تفهم جيدا أهمية التحالفات ومعنى أن تكون جزءا من تحالف كبير خاصة وأن لديها مسؤوليات أمام شعبها وأمام العالم كونها ثاني أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم.

ولفت العطية إلى أن هناك تحالفات أخرى كثيرة في المنطقة والعالم لا تتطور بصورة جيدة لأنها تتأثر بعدم وجود تلاحم سياسي بين الأعضاء وبين الأطراف الأخرى، مضيفا أن العديد من الدول تغير تحالفاتها لعدم وجود أساس قوي تقوم عليه، وأن معظمها يعتمد مقاربات "جديدة" تتمثل في تفادي الحقائق، كما أن بعض الأطراف لا يميزون بين اتفاقيات الحماية والتحالفات الإستراتيجية.

وعن أهمية الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران، أوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري أن بلاده تتطلع منذ فترة إلى الوصول لـ"نهاية سعيدة" لهذا الاتفاق، وإذا تحقق ذلك "فعلينا الانتقال للمرحلة الثانية التي نشجع الشركاء عليها، وهي وضع إطار للأمن بين اللاعبين في هذه المنطقة"، مؤكدا أن أي تطور في مسألة الاتفاق مع إيران سينعكس إيجابا على مختلف المسائل الإقليمية.

ويُعد منتدى الدوحة أكبر منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوّع تجمع قادة السياسة لمناقشة "التحديات الملحة التي تواجه عالمنا، ويهدف لتعزيز الحوار، وتبادل الأفكار، وصنع السياسات، وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق".

المصدر : الجزيرة