بعد هجوم الخضيرة.. الفصائل الفلسطينية تبارك العملية وهجمات للمستوطنين في الضفة

هاجم مستوطنون متطرفون مركبات فلسطينية في مناطق عدة بالضفة الغربية المحتلة بعد ساعات من عملية الخضيرة التي أدت لمقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 5 آخرين، بينما أشادت فصائل فلسطينية بالعملية مؤكدة أنها تأتي ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وقمة النقب.
وقال مراسل الجزيرة نت في نابلس عاطف دغلس إن مستوطنين متطرفين هاجموا قرية جالود جنوب نابلس (شمال الضفة) بعد منتصف الليل، واعتدوا على منازل المواطنين فيها وأحرقوا مركباتهم.
وقال بشار القريوتي الناشط ضد الاستيطان في منطقة جنوب نابلس، إن مئات المستوطنين المتطرفين خرجوا من مستوطنات "احيا" و"ييش كودش" وهاجموا منازل المواطنين في قرية جالود واعتدوا عليها، وقاموا بحرق 5 مركبات تعود لأصحاب تلك المنازل بشكل كامل.
وأكد القريوتي للجزيرة، أن المستوطنين استخدموا مواد سريعة الاشتعال في هجومهم، قبل أن يلوذوا بالفرار.

كما هاجم يهود متطرفون من مستوطنة شافي شمرون غرب مدينة نابلس المركبات والمارة بالحجارة في الشارع الرئيسي الواصل بين مدينتي نابلس وطولكرم.
ودعا مواطنون عبر مواقع التواصل لتفعيل لجان الحراسة في القرى والبلدات الفلسطينية القريبة من المستوطنات والتي تتعرض لخطر المستوطنين.
وفي شمال الضفة أيضاً، ذكرت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، أن مستوطنين هاجموا سيارات الفلسطينيين قرب حاجز "عناب" شرق مدينة طولكرم.
وفي رام الله، رشق مستوطنون المركبات الفلسطينية بالحجارة قرب حاجز "بيت أيل" المدخل الشمالي لمدينة رام الله، كما هاجم مستوطنون آخرون بلدة سنجل شمالي رام الله، بحماية من الجيش الإسرائيلي والشرطة.
أما في جنوبي الضفة، فقد نقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية، أن اعتداءات المستوطنين على السيارات الفلسطينية جرت عند مستوطنة "كريات أربع" في محافظة الخليل.
ومؤخرا، تزايدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، حيث يتهم الفلسطينيون السلطات الإسرائيلية بالتغاضي عن تلك الاعتداءات، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
وقبل أيام، حاول مستوطنون متطرفون إحراق مسجد في قرية زيتا جماعين جنوب نابلس بعد ان أضرموا النار عند مدخله.
ويعيش حوالي 650 ألف إسرائيلي متطرف حاليا في أكثر من 130 مستوطنة تم بناؤها منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وفي وقت سابق الأحد، قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن شرطيين إسرائيلييْن اثنين قتلا وأصيب 5 آخرون، في عملية إطلاق نار نفذها مسلحان في بلدة الخضيرة جنوب مدينة حيفا، استهدفا خلالها قوة شرطة في شارع هربرت صموئيل.
وأضاف البيان أن قوة سرية من حرس الحدود كانت بالمكان، وقامت بالرد السريع، وبعد وقت قصير من تبادل إطلاق النار تمكنت من تحييد مطلقي النار. وقد نقلت رويترز عن بيان نشر في حساب تنظيم الدولة على موقع تلغرام تبنيه للهجوم.
ترحيب فلسطيني
من جانبها، اعتبرت فصائل فلسطينية أن عملية إطلاق النار التي وقعت مساء الأحد، بمدينة "الخضيرة" شمالي إسرائيل، رد طبيعي على جرائم الاحتلال وقمة النقب التي يشارك بها وزراء خارجية 4 دول عربية.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تبارك العملية البطولية في الخضيرة ضد جنود الاحتلال الصهيوني، وتؤكد أنها تأتي "ردا طبيعيا ومشروعا على الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا ومقدساتنا".
وأشادت في بيان، "ببسالة وإقدام منفذي هذه العملية البطولية، ثأرا لدماء الشهداء، وردا على عدوان وإرهاب الاحتلال".
بدوره، اعتبر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب أن عودة العمليات الفدائية في العمق الإسرائيلي ضرورية.
وقال إن عملية الخضيرة رسالة ردع قوية للمستوطنين وجنود الاحتلال عن جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني.
كما باركت لجان المقاومة الشعبية العملية، وقالت إنها تشكل صفعة جديدة للمنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، أشادت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين في بيانين منفصلين بعملية الخضيرة، واعتبرتا أنها تأتي في سياق رفض الشعب الفلسطيني لكل أشكال التطبيع واللقاءات مع دولة الاحتلال والرد على جرائم الاحتلال المتواصلة ضد الفلسطينيين.
اجتماع النقب
في المقابل، قالت الخارجية الإسرائيلية إن الوزير يائير لبيد أطلع نظراءه العرب الذين سيشاركون في اجتماع النقب الوزاري على هجوم الخضيرة.
وأضافت أن الوزراء عبروا عن إدانتهم للهجوم، في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية إن اجتماع النقب سينعقد في موعده المقرر اليوم الاثنين. وأضافت أن الوزراء العرب المشاركين فيه نددوا بهجوم الخضيرة.
بدوره، أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ما وصفه بالهجوم الإرهابي في الخضيرة في إسرائيل.
وقال بلينكن في تغريدة على تويتر إنه لا مكان لأفعال العنف والقتل العبثية، وفق تعبيره، معرباً عن تضامن بلاده مع إسرائيل.
وكان وزراء خارجية مصر والإمارات والمغرب والبحرين، قد وصلوا إلى إسرائيل في وقت سابق للمشاركة في اجتماع يُعقد في بلدة "سديه بوكير" في النقب، برئاسة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وبدعوة من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن الاجتماع يهدف إلى تشكيل تحالف مشترك في المنطقة لمواجهة إيران، ومناقشة مخاوف إسرائيل والدول المشاركة من إمكانية توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق نووي مع طهران، فضلا عن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب.