خلال جلسة بمنتدى الدوحة.. دعوة لحركة طالبان للتراجع عن إغلاق المدارس بوجه الفتيات
الدوحة ـ طالب مشاركون في منتدى الدوحة حركة طالبان بالتراجع عن قرارها إغلاق المدارس بوجه الفتيات، مثمنين الجهود القطرية في تقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني.
وخلال جلسة بمنتدى الدوحة الذي يختتم فعالياته اليوم الأحد، تحت عنوان "بين الانسحاب الكامل والعودة إلى الميدان.. أفغانستان ودور الغرب"، شدد المشاركون على ضرورة تقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني مع ضمان عدم استخدام حركة طالبان لهذه المساعدات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأفغانستان.. احتجاج عشرات النساء في كابل على إيقاف تعليم الفتيات
قطر تحتضن اجتماع الحكومة الأفغانية والاتحاد الأوروبي وطالبان تجدد مطالبها بالاعتراف الدولي
عامان على اتفاق الدوحة.. أسئلة التكلفة وانهيار الجيش الأفغاني تلاحق الإدارة الأميركية
وأعرب المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان توماس ويست عن أمله في أن تتراجع حركة طالبان عن قرار حظر تعليم الفتيات الذي أصدرته قبل أيام، قائلا "لقد فوجئت بهذا التحول يوم الأربعاء الماضي، أعتقد أنكم رأيتم العالم يتفاعل ويدين، هذا خرق أولا وقبل كل شيء لثقة الشعب الأفغاني".
وأضاف ويست أن هناك جهودا كبيرة لثني طالبان عن قرارها، قائلا "الأمل لم يضع، لقد تحدثت إلى الكثير من الأفغان هنا الذين يؤمنون بذلك أيضا، وآمل أن نرى تراجعا عن هذا القرار في الأيام المقبلة".
قدرة الاستيعاب
وقال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان إن مطالبات أفغان بمغادرة بلدهم تتخطى قدرة الولايات المتحدة على استيعاب هذه الأعداد، فضلا عن وجود توجه بضرورة إبقاء الأفغان الذين لديهم مواهب وقدرات في أفغانستان لتحقيق طفرة في مجتمعها المدني، مشيرا إلى أن دول الجوار الأفغاني مثل إيران وروسيا وغيرهما لديها تأثير على كابل وعليها المساعدة في هذا المسار.
وثمّن المبعوث الأميركي الجهود التي بذلتها دولة قطر في الشأن الأفغاني منذ استضافتها للحوار، ثم مساعدتها في تأمين مغادرة العديد من الرعايا الأجانب، بالإضافة إلى جهودها الإنسانية المبذولة للتخفيف من وطأة الأزمة على الشعب الأفغاني.
أما حسنة جليل نائبة وزير الداخلية الأفغاني السابق فقالت إن وجود القوات الأجنبية والمجتمع الدولي في أفغانستان على مدى السنوات الـ20 الماضية لم يكن مضيعة للوقت، حيث نما جيل يشكل الآن ثلثي سكان البلاد، مضيفة أن الجيل الجديد من الأفغان متفائل ومتعلم ويأمل في مستقبل أفضل وأكثر أمانا.
وأضافت جليل أن التحالف الدولي في أفغانستان قدم وقتا أقل ومالا أكثر لأفغانستان، وهذا لم يكن الفعل الصائب، مشيرة إلى أن أفغانستان كانت بحاجة إلى وقت أطول ومال أقل.
مساعدات مشروطة
وطالبت نائبة وزير الداخلية الأفغاني السابق بعدم وصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها العديد من دول العالم إلى حركة طالبان، مضيفة أن الحركة يمكن أن تستخدم هذه الأموال والمساعدات في شراء الأسلحة أو تجنيد المزيد من المقاتلين، وليس التخفيف من وطأة الحالة الإنسانية للشعب الأفغاني.
وشددت في الوقت نفسه على ضرورة أن تصل هذه المساعدات إلى منظمات المجتمع المدني، وأن يخول لها الوصول إلى كافة الأفغان، داعية إلى ضرورة مساعدة النساء اللاتي تم إجلاؤهن من أفغانستان.
من جهته، أكد وزير الدولة الألماني نيلز أنين أن على الجميع أن يعلم أن أفغانستان التسعينيات ليست كأفغانستان حاليا، فهناك أشخاص ينزلون إلى الشارع للاعتراض، وهناك هياكل لمؤسسات مدنية على الأرض، لافتا إلى أن الجميع أصيب بخيبة أمل جراء قرار طالبان حظر تعليم الفتيات.
وأشاد الوزير الألماني بالدور القطري الرائد في إدارة المفاوضات مع طالبان، فضلا عن الجهود السياسية والإنسانية التي قامت بها بعد ذلك خاصة في إدارة المطار واستقبال آلاف الأفغان المغادرين للبلاد، مؤكدا أن بلده لا يعترف بحكومة طالبان "وليس لنا قاعدة قانونية للتعاون معها ولكن ليس لدينا مانع في تقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني".
مستقبل الفتيات
خلال جلسة أخرى بعنوان "مستقبل النساء والفتيات في أفغانستان"، استعرض عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان والسياسة والدين رؤاهم الاستشرافية لمستقبل أفغانستان.
ففي معرض حديثها عن النهج الإستراتيجي لمقاربة الحظر الذي تفرضه طالبان فيما يخص تعليم الفتيات، قالت العضوة السابقة لدى الوفد الأفغاني في المفاوضات مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني السيدة فاطمة جيلاني إن هذا الأمر يخص مستقبل 16 مليون امرأة في أفغانستان ويجب التعامل معه بشكل جدي.
وأضافت أن "المرأة الأفغانية تعلم حقيقة ما تريد من المفاوضات، فهي تتطلع نحو حقها في التعليم والمساواة في فرص العمل، كما تتطلع أيضا نحو المساواة في المشاركة في المجتمع".
أما مؤسس ورئيس مؤسسة يقين للبحوث الإسلامية عمر سليمان فدعا إلى أن تسلّط الدراسات الدينية الإسلامية الضوء على التفسير الصحيح للنص الإسلامي الذي يتناول قضية تعليم الفتيات، وكذلك الحلول الشاملة للمشاكل الكامنة، وعدم تسييس التعليم والمساعدات الاقتصادية والطعام والشراب، بل على العكس طرح كيفية مساهمة الدين في أن يكون جزءا من الحل.
كما سلطت الحائزة على جائزة نوبل ملالا يوسفزاي الضوء على الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، وأثنت على أهمية التعليم في زرع الأمل في الأفغان، قائلة "ما نحتاجه حقا هو وقوف الدول الإسلامية إلى جانبنا للدفاع عن حق الفتيات في التعلم".
سمو الأمير المفدى يفتتح منتدى الدوحة في دورته العشرين التي تعقد تحت شعار "التحول إلى عصر جديد"، وذلك بفندق شيراتون الدوحة. https://t.co/zvl8bm2oIE pic.twitter.com/ilyIbH8emH
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) March 26, 2022
الأفغانيات الحالمات
وعلى مقربة من القاعة التي استضافت الجلسة الحوارية، شارك فريق من الفتيات الأفغانيات في معرض تحت عنوان "برايت – بناء المرونة من خلال الابتكار والتكنولوجيا والتعليم".
وتعرض الأفغانيات، أو من يسمين أنفسهن "الأفغانيات الحالمات"، من خلال هذا المعرض عددا من الروبوتات وآخر مشاريعهن الابتكارية التي قمن مع عدد من الشباب الأفغانيين بتطويرها في السنوات والأشهر الأخيرة.
وأعربت السيدة رؤية محبوب الرئيسة التنفيذية لصندوق المواطن الرقمي، وهو المؤسسة الأم لفريق الفتيات الأفغانيات للروبوتات، عن سعادتها بالفوز بجائزة منتدى الدوحة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مشيدة بهذا الدعم متعدد المجالات سواء المالي أو التقني أو التعليمي أو السكني الذي تلقاه الفريق المكون من 10 أفراد والذي يدرس حاليا في المدينة التعليمية بالدوحة.
واشتهر الفريق المنحدر من مدينة هرات غربي أفغانستان، أول مرة في عام 2017 بعدما فاز بجائزة في مسابقة دولية للذكاء الآلي، وكان إنجازه رمزا للنجاح وفخرا للفتيات الأفغانيات.