للمرة الأولى منذ بدء المفاوضات مع كييف.. موسكو تلمح بقرب التوصل لاتفاق
عضو الوفد الروسي بالمحادثات مع أوكرانيا، ليونيد سلوتسكي، قال إنه "في المستقبل القريب، قد تتطور عملية التفاوض بين موسكو وكييف إلى موقف مشترك بين الطرفين يفضي لتوقيع تفاهمات واتفاقيات".
موسكو- بعد 3 جولات من المفاوضات الثنائية دون اختراق يتجاوز الاتفاق على الجوانب الإنسانية المرتبطة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، بدأت التوجهات الإيجابية تطغى على تصريحات ممثلي الوفدين الروسي والأوكراني تعليقًا على أجواء الجولة الرابعة من المفاوضات، والتي تعقد عبر الفيديو، خلافا للجولات السابقة.
وبينما اتسمت تصريحات ممثلي الوفدين بالتفاؤل، امتنع المسؤولون من الجانبين عن التطرق لما جرى داخل غرف التفاوض، غير أن المواقف المعلنة جاءت واضحة لجهة حدوث تقدم واستعداد لإجراءات جولات لاحقة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsخبير عسكري: الخطة الأوّلية للحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا فشلت لهذه الأسبابسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدة
ذا هيل: لماذا تتردد الصين لقيادة الوساطة بين روسيا وأوكرانيا؟
شاهد: قبضة بوتين رغم تهديدات العالم.. لماذا تهاجم روسيا أوكرانيا بهذه الشراسة؟
وقال يونيد سلوتسكي عضو الوفد الروسي بهذه المحادثات ورئيس لجنة الأمن بمجلس الدوما "في المستقبل القريب، قد تتطور عملية التفاوض بين موسكو وكييف إلى موقف مشترك بين الطرفين يفضي لتوقيع تفاهمات واتفاقيات".
وتابع، في تصريح له، أنه في حال مقارنة مواقف كلا الوفدين منذ الجولة الأولى وحتى اليوم، فيمكن انتظار تقدم كبير، لافتًا إلى أن توقيع الوثائق مسألة مهمة جدًا، كأساس لتقليل درجة التوتر التي ترافق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وكذلك "لإنقاذ العديد من الأشخاص أثناء العملية، والذين يستخدمهم النازيون كدرع بشري".
تناقض مع الجولات السابقة
ويأتي ذلك، رغم إعلان ممثلي موسكو وكييف، في وقت سابق، أن الجولة الأخيرة من المفاوضات لم تحقق النتائج المرجوة، لكنهما أعربا في الوقت نفسه عن استعدادهما لمواصلة المفاوضات، مع الإشارة إلى حدوث تطورات إيجابية في موضوع إقامة الممرات الإنسانية لإخراج المدنيين من مناطق القتال، أفضت إلى قرار بوقف مؤقت لإطلاق النار في مناطق الإخلاء، وإيصال المواد الغذائية والأدوية.
علاوة على ذلك، تتناقض الأجواء الحالية للمفاوضات مع ما انتهى إليه الاجتماع الأول في الأزمة بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا بمدينة أنطاليا وبوساطة تركية، وقد أجمع الجانبان على أنه لم يحقق تقدمًا، إلى جانب تأكيد الوزير الروسي سيرغي لافروف أن لقاء أنطاليا لن يحل محل "مسار المفاوضات" الذي تجريه موسكو وكييف في بيلاروسيا.
الكرة في ملعب كييف
ويعتقد المحلل السياسي الروسي، دينيس كركودينوف، أن لدى موسكو وكييف فرصة للتوصل إلى حلول وسط خلال الجولات القادمة من المفاوضات، وإحراز تقدم بالمسار السياسي في حال جرى اعتماد موقف موحد لدى السلطات الأوكرانية.
ولفت الخبير الروسي إلى وجود شخصيات في الدائرة المقربة من الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ومن أصحاب القرار، ممن يقيّمون الوضع بشكل مختلف ولا يمكنهم التوصل بعد إلى توافق في الآراء.
وأعرب كركودينوف عن اعتقاده بأن الوصف الذي استخدمه المفاوض الأوكراني والمستشار بالرئاسة، ميخائيل بودولياك، بأن الجانب الروسي أصبح بنّاءً بشكل أكبر، يدلل على أن الجانب الأوكراني لقي تفهمًا روسيًا بأن المواقف داخل أوكرانيا حيال العملية العسكرية الروسية، ومستقبل العلاقات مع موسكو، لا يزال غير موحّد، وأن هذه العملية تحتاج إلى مزيد من الوقت.
لكنه، في المقابل، عبّر عن عدم ارتياحه من انتقال الوفدين إلى التفاوض عبر خدمة الفيديو. وبرأيه، فإن هذا التحول، وإن كان بهدف تبسيط وحل المشكلات الفنية، فإنه قد يؤدي، من جانب آخر، إلى تعقيد البحث عن حلول مقبولة للطرفين. وباعتقاده، فإن بعض القوى الأخرى، كالولايات المتحدة وبريطانيا، تشارك الآن في هذه المحادثات.
تسوية تاريخية منتظرة
وفي الوقت الذي يُعتبر فيه أن عملية التفاوض بين روسيا وأوكرانيا باتت أكثر نشاطًا الآن مما كانت عليه بداية الشهر الجاري، إلا أن الاختراق الأكبر سيكون في الاتفاق بين الطرفين على وضع إطار يمهد لتسوية تاريخية تقوم على تأكيد ضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا لمدة 20-25 عامًا، مع ما يتطلبه ذلك من تغييرات دستورية.
وينتظر، إلى جانب ذلك، حل ونزع سلاح التشكيلات شبه العسكرية، مثل كتيبة آزوف، مع وضع آليات مراقبة مضمونة، والاعتراف بشبه جزيرة القرم من قبل أوكرانيا كجزء من روسيا، وبجمهورتي دونيتسك ولوغانسك كدولتين مستقلتين.