النووي الإيراني.. الاتحاد الأوروبي يعلن تعليق مفاوضات فيينا بعد وضع روسيا شرطا يتعلق بالعقوبات

أعلن مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الجمعة تعليق مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى بعد أن طرحت روسيا شرطا يتعلق بالعقوبات، ويأتي هذا التطور وسط تأكيدات بأن التوصل إلى اتفاق بات وشيكا.

وكتب بوريل في تغريدة على تويتر "ثمة حاجة إلى وقفة في مباحثات فيينا نظرا لعوامل خارجية"، معبرا عن أمله في أن تستأنف المحادثات سريعا.

وأكد أن "نصا نهائيا بات جاهزا تقريبا ومطروحا على الطاولة"، وقال إنه بصفته منسق المحادثات سيتواصل مع كل أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015) والولايات المتحدة، لتجاوز الوضع الراهن وإنجاز الاتفاق.

من جانبه، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في هذه المفاوضات إنريكي مورا إن المحادثات وصلت إلى نقطة يجب أن تتوقف فيها بشكل مؤقت ليعود المشاركون فيها إلى العواصم للتشاور قبل استئنافها قريبا، مشيرا لأن المفاوضات قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق.

كما قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن روسيا وعدت بالرد في غضون بضعة أيام على مسألة الضمانات التي طلبتها خلال المحادثات، مضيفا أن قضايا فنية عالقة بفيينا بين واشنطن وطهران تتعلق بكيفية رفع العقوبات وليس نوعها.

إعلان

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن العقوبات المفروضة على روسيا لا علاقة لها بالاتفاق النووي، وإن بلاده لن تمنحها أي امتياز أو إعفاء، داعيا طهران وموسكو لاتخاذ قرارات.

وفي وقت سابق اليوم، نفى الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية ميخاييل أوليانوف أن تكون روسيا هي المسؤولة عن تعليق مفاوضات النووي الإيراني، قائلا إن هناك أطرافا أخرى لديها مخاوفها وتريد وقتا إضافيا.

من جهته، أكد ممثل الصين في مفاوضات فيينا أن النص النهائي للاتفاق النووي جاهز تقريبا، وعبر عن أمله في استئناف المفاوضات خلال يومين.

وقال المندوب الصيني إن النص النهائي للاتفاق النووي يحتاج لمسات نهائية، مبديا أسفه لتعليق المحادثات.

وبعيد الإعلان عن تعليق المحادثات، غادر رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري العاصمة النمساوية.

وفي الآونة الأخيرة أكدت إيران والدول المنخرطة في الاتفاق النووي لعام 2015 (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) والولايات المتحدة أن محادثات فيينا دخلت مرحلة حاسمة، مع التأكيد على أن بعض القضايا العالقة لا يزال ينبغي حلها.

شرط روسي

لكن وبعدما أُعلن أن التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى الكبرى بات وشيكا في فيينا طرحت روسيا شرطا جديدا يتمثل في ألا تشمل العقوبات التي فرضت عليها بسبب الحرب في أوكرانيا علاقتها مع إيران.

وجاء هذا الشرط ليقلص حجم التفاؤل الذي ساد في فيينا بقرب التوصل إلى اتفاق، وليطرح أسئلة حول الدور الروسي في هذه المفاوضات في ظل السياقات الدولية الراهنة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

وذكرت مصادر مقربة من المفاوضات أن الأطراف توشك أن تنهي المسودة النهائية للاتفاق، لكنها أوضحت أن هناك حاجة للموافقة عليها من كل الأطراف، بما فيها روسيا التي فرضت شرطها الجديد.

إعلان

وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده اليوم الجمعة -في تغريدة على تويتر تعقيبا على تعليق المحادثات- إن أي عامل خارجي لن يؤثر على الرغبة المشتركة في التوصل إلى اتفاق.

وأضاف خطيب زاده أن توقف المحادثات قد يشكل دافعا لحل أي مسألة متبقية والعودة النهائية لاتفاق 2015.

وكانت طهران تحدثت أمس عن مطالب أميركية جديدة تسببت في تعقيد المحادثات، في حين أبدت الأطراف الغربية المشاركة في المحادثات قلقها من تأخر الاتفاق بسبب مطالبة روسيا بضمانات أميركية مكتوبة بألا تؤثر العقوبات الغربية على موسكو جراء حربها على أوكرانيا على تعاونها مع طهران في مجالات مختلفة.

وقبل ذلك، اتهمت واشنطن موسكو من السعي لتخريب جهود إحياء الاتفاق النووي، والذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي في العام 2018، مؤكدة أنها لن تنجح في ذلك.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان