رئيس الوزراء الإسرائيلي يحذر من "ثمن باهظ" للاتفاق النووي الإيراني بالشروط الراهنة

Israeli PM Bennett gives press conference in Jerusalem
بينيت: في هذه الأيام نسد الفجوات ونبني قوة إسرائيل العسكرية لعقود قادمة (رويترز)

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن الاتفاق النووي مع إيران بالشروط الراهنة سيجعل المنطقة كلها تدفع ثمنا باهظا، في وقت قال فيه مسؤول إيراني إن طهران وواشنطن بعيدتان عن تحقيق "توازن" في التزاماتهما في مباحثات فيينا.

وفي تصريحات له اليوم الأحد في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته، قال بينيت "تتصدر إيران محور التهديدات لدولة إسرائيل، ونتابع عن كثب مجريات الأمور في محادثات فيينا. وموقفنا معروف وواضح، ومفاده أن الاتفاق، بشروطه الراهنة، سيضر بمساعي التعامل مع البرنامج النووي".

وأضاف "من يعتبر هذا الاتفاق عاملا معززا للاستقرار مخطئ. فليس من شأنه إلا أن يؤجل وبشكل مؤقت مجال التخصيب.. لكننا جميعا في هذه المنطقة سندفع ثمنا باهظا وغير متناسب في المقابل".

واستطرد قائلا "على مدى الأسابيع الأخيرة، وخلال المفاوضات الجارية بالذات، تكثف إيران من تصرفاتها العدوانية لتمارس الإرهاب المرة تلو الأخرى في المنطقة، كما شاهد الجميع. هكذا يتم التفاوض على الطريقة الإيرانية".

وقال "في هذه الأيام نسد الفجوات ونبني قوة إسرائيل العسكرية لعقود قادمة. وستحتفظ إسرائيل بحرية التصرف على كل حال، سواء مع الاتفاق أو من دونه".

إعلان

مبادرات ومفاوضات

وفي وقت سابق اليوم الأحد، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن واشنطن أعربت عن حسن نيتها في مفاوضات فيينا، لكنها لم تقدّم مبادرات جدية، في حين استبعد أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني تحقيق التوازن في الالتزامات بين الأطراف، رغم التقدّم المحدود.

وقال عبد اللهيان اليوم الأحد إن الولايات المتحدة أعلنت عبر وسطاء عن حسن نيتها، لكنها لم تقدّم مبادرات جدية وعملية في التفاوض.

وذكر أيضا "لا نسعى للتوصل إلى اتفاق مؤقت في فيينا، بل نعمل لأجل التوصل إلى اتفاق جيد".

وأضاف أن ما يهم بلاده هو سلوك الطرف الأميركي، وأن يكون رفع العقوبات حقيقيا وملموسا.

وتابع وزير الخارجية الإيراني "لا شروط أميركية مسبقة، ومفاوضات فيينا تستند إلى وجهات نظر الخبراء".

وتشدد طهران على أولوية رفع عقوبات حقبة ما بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، والتحقق من رفعها عمليا، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.

في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.

عبد اللهيان: لا نسعى للتوصل إلى اتفاق مؤقت في فيينا بل إلى اتفاق جيد (الأناضول)

تطورات وتوقعات

وفي وقت سابق، قال عبد اللهيان -في اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل- إن "تطورات إيجابية حصلت في مفاوضات فيينا، لكنها ما زالت لا تلبي توقعاتنا".

ورأى عبد اللهيان أن بلاده تبحث عن اتفاق جيد بعزم وصراحة، لكنها بالصراحة نفسها والعزم نفسه تؤكد حماية خطوطها الحمر ومصالحها الوطنية، بحسب وصفه.

وأضاف "سنتوصل إلى اتفاق جيد عندما يوفر لنا فوائد اقتصادية بطريقة مستدامة وموثوقة".

أما بوريل فقال إن المفاوضات تمرّ بمنعطف مهم، و"من المتوقع أن تأتي جميع الأطراف إلى فيينا بأجندة واضحة ومن أجل التوصل إلى اتفاق والاستعداد لاتخاذ قرارات سياسية".

بوريل: المفاوضات تمرّ بمنعطف مهم (الأوروبية)

تقدّم والتزامات

وفي تغريدة على تويتر، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إنه رغم التقدم المحدود في محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي، فإن تحقيق التوازن في الالتزامات بين الأطراف ما زال أمرا بعيدا.

إعلان

وأضاف شمخاني -وهو وزير الدفاع الأسبق- أن على الولايات المتحدة أن تتخذ القرارات السياسية اللازمة لإيجاد توازن في التعهدات والالتزامات بين الطرفين، وذلك من أجل التوصل إلى "اتفاق جيد".

وكان مسؤول أميركي بارز أعلن يوم الجمعة الماضي أن الحكومة الأميركية أعادت إعفاءً من العقوبات بما يسمح للدول بالتعاون مع إيران في المشروعات النووية السلمية، وذلك قبيل مرحلة حاسمة من المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

وردّ وزير الخارجية الإيراني أمس السبت بأن بلاده ما زالت تحتاج إلى ضمانات من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية، ووصفت الرفع المحدود للعقوبات الأميركية بأنه "جيد ولكنه ليس كافيا".

وتأتي هذه التصريحات قبل أيام من استئناف محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، التي قالت واشنطن إنها دخلت مرحلتها النهائية.

أما وزير النفط الإيراني جواد أوجي، فاعتبر أنّ سياسة الضغوط القصوى الأميركية فشلت في تحقيق أهدافها، وإيران لديها مشاريع مهمة في قطاع النفط والغاز.

وأضاف الوزير الإيراني أن طهران لن تكشف عن تفاصيل برامجها وإجراءاتها في ظلّ ما وصفه بالحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة عليها.

وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي، وأعاد فرض معظم العقوبات الاقتصادية الأميركية على طهران.

وبعد انسحاب ترامب وإعادة فرض عقوبات صارمة، بدأت إيران تدريجيا في انتهاك القيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان