إيران تكشف عن صاروخ "خيبر شكن".. تعرّف على خصائصه ودلالة تسميته
يعتقد المحللون العسكريون أن إزاحة الستار عن الصاروخ -بالتزامن مع مفاوضات الملف النووي بفيينا- تدل على عزم إيران مواصلة مناوراتها وتجاربها العسكرية، بغض النظر عن نتيجة المفاوضات.
طهران- في مرحلة حرجة وحاسمة من المفاوضات النووية المتواصلة بفيينا، كشفت إيران -أمس الأربعاء- عن أحدث صواريخها الإستراتيجية الذي أطلقت عليه اسم "خيبر شكن"، ويصل مداه إلى 1450 كيلومترا.
وبرعاية رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري، قام رئيس القوة الجوية بالحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده بإزاحة الستار عن الصاروخ الجديد، وقال إنه عالي الدقة، ويتمتع بقدرة المناورة خلال مرحلة الهبوط لاختراق الدروع الصاروخية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوول ستريت: إسرائيل والإمارات تسرّعان التعاون الأمني والاستخباراتي لمواجهة إيران وحلفائها
الاتفاق النووي الإيراني.. هل بدأت إرهاصات التوصل إلى اتفاق في فيينا؟
"ذره بين".. إيران تطلق تاسع محرك بحث وطني
ووصف حاجي زاده صاروخ "خيبر شكن" بأنه أحد صواريخ الجيل الثالث للحرس الثوري ويعمل بالوقود الصلب، مؤكدا أنه أضاف قوة كبيرة للمنظومة الصاروخية الإيرانية.
وأشار المسؤول العسكري الإيراني إلى أن مراحل تصميم هذا الصاروخ -بدءا من الفكرة حتى الإنتاج- تمت بسواعد وخبرات محلية، موضحا أن تصميمه قلل من وزنه إلى الثلث مقارنة بالنماذج المماثلة، واختزل وقت إعداده وإطلاقه إلى السُدس.
خصائص وقدرات
ووفق الباحث الإيراني في الشؤون العسكرية، محمد مهدي يزدي، فمن أهم ما يميّز الصاروخ الباليستي الجديد عن باقي صواريخ طراز "فاتح" الإيرانية زنة رأسه الحربي ونوعية المواد المتفجرة، فضلا عن قدرته التدميرية الهائلة، وأن المواد المستخدمة في رأسه الحربي ضاعفت من قدرته عدة مرات أكثر من مادة "تي إن تي" (TNT) المتفجرة.
ويضيف الباحث -في حديث للجزيرة نت- أن دقة إصابة هذا الصاروخ وقدرته على مراوغة المضادات الجوية جعلته في عداد الأسلحة الإستراتيجية، موضحا أنه يمكن تجهيزه خلال فترة قياسية لإطلاقه بشكل منحني نحو الأهداف.
وحرص الفريق المشرف على تصميم "خيبر شكن" على اختيار معدن خفيف لصناعة الهيكل لزيادة سرعته وخفّته، حسب يزدي، لتبلغ سرعة رأسه الحربي بعد الانفصال من 7 إلى 9 ماخ (وحدة قياس).
ويؤكد أن من الخصائص الأخرى للصاروخ الإيراني الحديث هو قدرة التحكم برأسه الحربي بعد انفصاله حتى إصابته الهدف بدقة، إضافة إلى تجاوز الصواريخ المضادة التي تطلقها منظومات العدو الجوية.
ويشير يزدي إلى أن أجنحة صاروخ "خيبر شكن" المتطور هي الأكبر بين صواريخ فئة فاتح، مؤكدا أنها ترفع قدرته على المناورة والتوجیه الدقيق، وتزيد من سرعته، وتقلل من الوقود الذي يستهلكه لبلوغ الهدف.
وخلص إلى أن الصور التي نشرها الحرس الثوري من إحدى المدن الصاروخية التي تقع تحت الأرض تظهر أن "خيبر شكن" كان قد دخل مرحلة الإنتاج الوفير، وأن قوات الحرس الثوري قد تسلمت أعدادا كبيرة منه حتى الآن.
دلالة رمزية
لتسمية الصاروخ "دلالة رمزية"، وفق مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان الذي كتب -في تغريدة على تويتر- أن الإعلان عن هذه الخطوة الذي يتزامن مع المرحلة الأخيرة من مفاوضات فيينا مدروس بعناية.
واسم "خيبر شكن" يعني (كاسر حصن خيبر). ويشير الباحث في الشؤون السياسية حسن هاني زاده إلى فتح الحصون في العهد النبوي الشريف، ويقول إن تسمية الصاروخ ترمز إلى غزوة خيبر، وهناك علاقة كبيرة بين مدى الصاروخ والمسافة الجوية بين المناطق الغربية في إيران والعمق الإسرائيلي.
ويرى زاده -في حديثه للجزيرة نت- أن بلاده ردّت بوضوح من خلال الكشف عن أحدث صواريخها الباليستية على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشن هجمات على العمق الإيراني.
ويقول "مهما يحاول المحور الصهيوأميركي تخويف دول الجوار من البرنامج الصاروخي الإيراني، فإن الشعوب الإسلامية تعرف جيدا بأن صواريخنا موجهة نحو كيان الاحتلال".
رسالة لمفاوضات فيينا
وعن تزامن الخطوة الإيرانية مع دخول مفاوضات فيينا المرحلة الحاسمة، يقول هاني زادة إن إزاحة الستار عن الصاروخ في هذا التوقيت يدل على عزم إيران مواصلة مناوراتها وتجاربها العسكرية، بغض النظر عن نتيجة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وأن على الجانب الغربي الكف عن مطالبه بربط المفاوضات النووية بملفات أخرى تعتبرها طهران خطا أحمر.
ويضيف "صاروخ خيبر شكن يبعث رسالة أخرى للترويكا الأوروبية التي تناصر الكيان الإسرائيلي: بأنه في حال عدم تحركها لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، فإن طهران ستتجه نحو مواجهة حتمية مع الاحتلال الصهيوني".
ويختم بالقول إن "المؤسسة العسكرية الإيرانية تعمل ليلا نهارا على تعزيز قوه البلاد الردعية"، وإن الكشف عن صاروخ متطور يثبت فشل الضغوط الأميركية وعقوباتها على هذه المؤسسة.