حكومة نتنياهو تتجه للتصعيد في الضفة.. لماذا يخشى قادة إسرائيليون انهيار دولتهم؟
يهيمن هاجس انقسام وانهيار الدولة العبرية على تفكير القادة الإسرائيليين، وتتزايد مخاوفهم خاصة في ظل التصعيد الكبير لقوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وتحذيرات من حكومة يمينية متطرفة يعكف زعيم الليكود بنيامين نتنياهو على تشكيلها.
وجاءت آخر التحذيرات على لسان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي قال أول أمس الثلاثاء إن إسرائيل تشهد انشقاقا خطيرا يهدد بتقويضها من الداخل. وكان قبله رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك قد أبدى مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".
وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى أن هواجس قادة إسرائيل جدية، بالنظر إلى البرامج السياسية لبعض الأحزاب التي ستشارك في حكومة نتنياهو القادمة، حيث تسعى هذه الأحزاب إلى إحداث تغييرات جوهرية في بنية المجتمع الإسرائيلي وفي النظام السياسي، ما سيؤدي إلى انقسامات حادة داخل إسرائيل.
والملاحظ أن المجتمع الإسرائيلي ينزع نحو الصهيونية الدينية، وحتى الرئيس هرتسوغ وباراك يتحدثان بفكر توراتي قديم، كما قال أستاذ العلاقات الدولية، أحمد أبو العز لبرنامج "ما وراء الخبر"، والذي تحدث أيضا عمّا اعتبره وجها جديدا لإسرائيل يبرز فيه الصراع من أجل الوصول إلى السلطة والفكر الديني الصهيوني.
وتوقع أبو العز حدوث صدام من نوع مختلف بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، خاصة أن زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يريد أن يجعل حرس الحدود داخل إمرته، مشيرا إلى أن المستوطنين الإسرائيليين بدؤوا في إنشاء مليشيات خاصة بهم.
البناء الاستيطاني لتغيير الأمر الواقع
وفي ظل المشهد الإسرائيلي الحالي، لا يستبعد الخبير في الشؤون الإسرائيلية حدوث تصعيد في الضفة الغربية التي تتعرض منذ أكثر من عام لحملة عسكرية تجاوز فيها جنود الاحتلال كل الخطوط الحمراء، وسيُمنح جيش الاحتلال المزيد من الدعم ليمارس المزيد من القمع ضد الفلسطينيين. وهناك إستراتيجية إسرائيلية -يتابع الخبير- تقضي بمنع أي مقاومة فلسطينية حفاظا على الهدوء في الضفة الغربية، مؤكدا أن السلطات الإسرائيلية ستركز على البناء الاستيطاني من أجل تغيير الأمر الواقع في الضفة وفصلها عن قطاع غزة.
وبينما يتوقع الخبراء والمراقبون تصاعد عمليات القمع ضد الفلسطينيين، تتجه بعض الأنظار نحو حليفة إسرائيل، الولايات المتحدة الأميركية، التي رجح موقع "أكسيوس" الإخباري نقلا عن مسؤولين أميركيين عدم تعاونها مع وزراء متطرفين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وقال الموقع إن السفير الأميركي لدى إسرائيل حث الإدارة على اتباع نهج أكثر حذرا ودقة مع هذه الحكومة.
ولم يؤكد جويل روبن، نائب المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" صحة ما أورده موقع أكسيوس الإخباري، واكتفى بالقول إن نتنياهو سيتعرض لضغوط داخلية قوية من قبل الأعضاء المتشددين في حكومته المقبلة ليكون عدائيا، وتوقع حدوث صدام بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، رغم أن بايدن لا يريد ذلك، وفق قول الضيف الأميركي الذي تحدث عن مرحلة جديدة في علاقات الطرفين.